الأحد، 13 مارس 2011

سقط‭ ‬القناع محمود درويش ،



عفوا لشاعر العرب الكبير، محمود درويش ، فلم أجد أني بحاجة لمخالفته سنوات طوال إلا اليوم.. فلئن سقط القناع عن القناع، وسقط القناع ـ كما أكد شاعرنا ـ إلا أن العرب لم يبيعوا روحهم، ولم يطيعوا رومهم ، ولم يضيعوا.. وفي كل مئذنة حارس وثائر.. أما عواصمنا التي آخيناها فلم تلق في وجوهنا حقائبنا، ولم يهرب من أيدينا "بردى" ولم يعد "النيل" مستلبا..

  • وها هي المدن الكبيرة تحتضن المخيم، وتمشط جدائل الشمس عند عتباته.. وقومنا يعدون المقصلة، ولكن ليس لنا، بل للخوف الذي قيدهم سنين عن الركض بين جبلين من مجد وكرامة.. ولم نعد وحدنا،‮ ‬بل‭ ‬الملايين‭ ‬تجعل‭ ‬من‭ ‬جرحنا‭ ‬وساما‭ ‬وشارة‭ ‬انبعاث‭.‬
  • عفوا يا سيد الشعراء، أكاد أطوي شعرك كله، وألقي به خلف الزمان، فأمتنا ليست قطيعا، ولم يعد جمعها مجرد مصفقين راقصين على جراحنا، وها هي الكلمات تنسحب من بلاط الحاكم العربي، لتصبح في شوارعنا العزيزة وهجا يزيح عن أرواحنا تعب السنين، ويحرق الخوف من قلوبنا.. وها هي‭ ‬الأماكن‭ ‬تزدهي‭ ‬بميدان‭ ‬التحرير‭ ‬وساحة‭ ‬التحرير،‮ ‬وقصبة‭ ‬تونس‭ ‬وبنغازي‭ ‬والبيضاء‭..‬‮ ‬ما‭ ‬أجمل‭ ‬الأسماء‭ ‬التي‭ ‬نكتشفها‭ ‬تحت‭ ‬وقع‭ ‬صرخات‭ ‬الأناشيد‭ ‬الرائعة،‮ ‬لزمان‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬هو‭ ‬زمانكم‭..‬
  • يا سيد الشعراء.. ها قد افترقنا، لا يهمني فراقك، فلقد التقت الروح بفضائها، وتوحدت بالزمان الجميل، وأنا أعرف أنك كنت تذوب شوقا لما يجعلك على حد الفرح أو حافة النهاية.. ألست من قال يوما: حذار حذار من جوعي ومن غضبي، فأنا إن جعت آكل لحم مغتصبي؟
  • يا شعراءنا.. نريد شعرا ساميا نردده من حنايا أرواحنا المنتصرة، يكون حاديا لركب الثورات العربية الكاسحة للألغام.. نريد غناء يشبه صوت الروح.. ولا متسع للعويل والندب والبكاء والنواح وجلد الذات، فلقد طوينا صفحته.
  • وعفوا يا أمراء العرب.. لستم آلهة لتستعبدونا كيفما شئتم، وتقطعوا أعضاءنا كما تشتهي غرائزكم، وتبيعونا جملة لعدو ملكتموه أمرنا وألحقتمونا بخدمه وعبيده.. عفوا أيها الأمراء، فلقد تمزقت الحجب، أما السجون التي أدخلتم فيها شعوبكم، فلقد ضاقت بالأحرار، وها هي جدرانها تتهاوى، فماذا أنتم فاعلون؟ إن الزمن ليس زمانكم، الزمان هو زمن الشعوب، وقد استردت أمرها وانتزعت حريتها من مخالبكم.. فهلم إلى حضن الشعب يحرركم من إذلال الأجانب لكم، ومن تبعيتكم للأعداء التاريخيين.. تعالوا إلى حضن الشعب يحميكم من أنفسكم، وتجدون في قلبه من الحب‭ ‬والوفاء‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬في‭ ‬قيمته‮ ‬وجدواه‭ ‬عن‭ ‬هيبة‭ ‬كراسيكم،‮ ‬وما‭ ‬جمعتم‭ ‬من‭ ‬مال،‮ ‬الله‭ ‬وحده‮ ‬يعلم‭ ‬لمن‭ ‬سيؤول‭.‬
  • يا‭ ‬شعراءنا‭..‬‮ ‬اصدحوا‭ ‬في‭ ‬أفق‭ ‬الثورة‭ ‬بما‭ ‬يليق‭ ‬بالزمان،‮ ‬وانتم‭ ‬يا‭ ‬أمراء‭ ‬العرب‭ ‬ليس‭ ‬لديكم‭ ‬وقت‭ ‬طويل،‮ ‬فأسرعوا‭ ‬قبل‭ ‬أن‮ ‬يقضي‭ ‬فيكم‭ ‬وفينا‭ ‬أمر‭ ‬الله‭ ‬الماضي‮ ‬بيد‭ ‬الشعوب‭.‬

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق