الثلاثاء، 29 مارس 2011

ومن صلى في اليوم اثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة.

بناؤها: لبنة من فضة ولبنة من ذهب، وملاطها المسك، وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت، وترابها الزعفران،

  • أبوابها: فيها ثمانية أبواب، منها باب اسمه الريان لا يدخله إلا الصائمون، وعرض الباب مسيرة الراكب السريع ثلاثة أيام، ويأتي عليه يوم يزدحم الناس فيه.
  • درجاتها: فيها مئة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفردوس أعلاها، ومنها تفجر أنهار الجنة، ومن فوقهاعرش الرحمن.
  • أنهارها: فيها نهر من عسل مصفى، ونهرمن لبن لم يتغير طعمه، ونهر من خمر لذة للشاربين، ونهر من ماء غير آسن، وفيها نهر الكوثر نهر رسول الله محمد - صلى الله عليه وسلم - أشد بياضا من البن، وأحلى من العسل، فيه طير أعناقها كأعناق الجزر (أي الجمال).
  • أشجارها: فيها شجرة يسير الراكب في ظلها مئة عام لا يقطعها، وإن أشجارها دائمة العطاء، قريبة دانية مذلة.
  • خيامها: فيها خيمة مجوفة من اللؤلؤ، عرضها ستون ميلا في كل زاوية، فيها أهل يطوف عليهم المؤمن.
  • أهل الجنة: أهل الجنة جرد مرد مكحلين؛ لا يفنى شبابهم ولا تبلى ثيابهم، وأول زمرة يدخلون على صورة القمر ليلة البدر، لا يبولون ولا يتغوطون ولا يتمخطون ولا يتفلون، أمشاطهم الذهب، ورشحهم المسك، ومباخرهم من البخور.
  • نساء أهل الجنة: لو أن امرأة من نساء الجنة أطلت على الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت مابينهما ريحا، ويرى مخ ساقاها من وراء اللحم من الحسن، ولنصيفها (خمارها) على رأسها خير من الدنيا وما فيها.
  • أول من يدخل الجنة: نبينامحمد - صلى الله عليه وسلم - وأبو بكر الصديق؛ وأول ثلاثة يدخلون: الشهيد، وعفيف متعفف، وعبد أحسن عبادة الله ونصح مواليه.
  • نعيم آخر لأهل الجنة: يقال له تمنّ، فعندما يتمنى يقال له: لك الذي تمنيت وعشرة أضعاف الدنيا.
  • سادة أهل الجنة: سيدا الكهول: أبو بكر وعمر؛ وسيدا الشباب: الحسن والحسين؛ وسيدات نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد، وفاطمة بنت محمد، ومريم ابنة عمران، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون.
  • خدم أهل الجنة: ولدان مخلدون، لا تزيد أعمارهم عن تلك السن، كأنهم لؤلؤ منثور ينتشرون في قضاء حوائج السادة.
  • النظر إلى وجه الله تعالى: أعظم نعيم أهل الجنة: رؤية الرب عز وجل: "وجوه يومئذ ناضرة إلى ربها ناظرة".

لماذا الزانية قبل الزاني.. والسارق قبل السارقة؟


image

عندما نقرأ القرآن الكريم، ونجد أن الله قدم بعض المفردات على بعضها، فهذا لم يكن على سبيل الصدفة، أو لأن نص الآية الكريمة استوجب ذلك، ولكنه إشارة من الله عز وجل إلينا لنتدبر ولنعلم ما يريد أن ينبهنا الله إليه، فعندما أمر الله سبحانه وتعالى بتوقيع حد الزنا بدأ الآية بالأنثى، قال تعالى: "الزانية والزاني فاجلدوا كل واحدٍ منهما مئة جلدة "ـ

  • لقد بدأ الله حد الزنا بالأنثى، وذلك لأنها التي تمكن الرجل من ذلك، ولو امتنعت منه ما استمر في تحرشه بها حتى تقع في مصائده، فالمرأة هي التي تتجاوب معه وتفتنه بملابسها الفاضحة، ونظراتها، وحركاتها المثيرة. فالأنثى هي البادئة بالفتنة والإثارة، ولهذا حمّلها الله المسؤولية الأولى في الزنا، ولكنه ساوى بينهما وبين الذكر في العقوبة.
  • ولأجل ذلك أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة بالعديد الأوامر سدا للذرائع:
  • 1 ـ أن لا تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض فيها. قال تعالى: "فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ".
  • 2 ـ أمرهن الله سبحانه وتعالى بالتستر ولبس اللباس الساتر، والدال على حشمتهن وهويتهن، وأنهن مؤمنات عفيفات، لا يقبلن المخادنة والمصادقة للرجال، أو إثارة الفتنة، قال تعالى: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيماً". فهذا اللباس الساتر يحميهن من مرضى القلوب والتهم الباطلة.
  • 3 ـ أمر الله المرأة المسلمة ألا تبدي صوت زينتها الخفية، كالأساور والخلخال، وفي وقتنا الكعب العالي وما يصدر من صوت يلفت الانتباه وغيرها، تجنباً للعديد من المشكلات المترتبة على ذلك. فقال تعز من قائل: "ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن".
  • 4 ـ كما أمر الله سبحانه وتعالى المرأة المسلمة بعدم إبداء زينتها للأجانب من الرجال، فقال تعالى: "ولا يبيدين زينتهن إلاّ ما ظهر منها وليضربن بخمرهن على جيوبهن".
  • 5 ـ أمر الله المرأة المسلمة بغضّ البصر وحفظ الفرج، قال تعالى: "وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن".ـ ـ و لهذا بدأ الله سبحانه وتعالى في حد الزنا بالأنثى.
  • وعندما أمر الله سبحانه وتعالى بتوقيع حد السرقة بدأ بالذَّكر فقال تعالى: "والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاءً بما كسبا نكالاً من الله"، فالإحصائيات العالمية تظهر ضلوع الرجال في جريمة السرقة، ولأنه في الغالب، الرجل هو الذي يسعى لكسب لقمة العيش وتوفيرها لمن يعول، لذلك بدأ الله ـ سبحانه ـ بالرجل في الحد، مع مساواته لهم بالنساء في العقوبة.
  • هذا دين الله، وتلك حدود الله، فأين من يخاف الله ويطبق حدوده.

لنتعلم من موسى والخضر عليهما السلام

image

* أن يكِل الإنسان كل علمه وكل فضل وكرامة هو فيها إلى الله جلّ وعلا، ويعترف له بالفضل ولا يعجب بنفسه أو يغتر بها.

  • * علو الهمـة وقوة العزم في طلب العلم وتحصيله والاستزادة منه، كما قال موسى عليه السلام "لا أبرح.. "، والاستمرارية في الطلب مهما كثر علمك وعظم شأنك، فموسى عليه السلام من أولي العزم من الرسل، ومع هذا ظلّ طالبا للعلم.
  • * التواضع لخلق الله عموما ولمن هم تحت يدك من خدم وتلاميذ خصوصا، ومشاركتهم حالك وأفكارك وطعامك وإيناسهم والاستئناس بهم، فقد بلغ من قوة الرابط بين النبي موسى وخادمه يوشع، أن انصلح حال ذلك الخادم حتى صار أهلا لأن يصطفى ويرفع إلى رتبة الأنبياء، على يوشع وموسى الصلاة والسلام.
  • * أن العلم هو رحمة من رحمات الله بعبده "آتيناه رحمة من عندنا" فكلما تعلمت شيئا جديدا استشعر أنها أولا فضل الله أن وفقك لها ولفهمها، وثانية استدفئ بها، فهي رحمة من الله تنزلت عليك.
  • * لا بأس بأن يتعلم المرء من غيره، سواء كان أفضل منه أو دونه، فلكل واحد نصيب من العلم، قد يفوت من هو أعلم منه. فموسى من أفضل النبيين، وهو واحد من الخمسة أولي العزم من الرسل، ومع ذلك تعلم من الخضر عليهما السلام.
  • * حين تكون في مقام المتعلم، لابد من التأدب مع معلمك ولو كنت أفضل أو أعلم منه، فكيف لو كان أكبر منك سنا وأكثر منك علما، وأحكم وأكثر خبرة! يصير أدبك معه حينها أكثر إلزاما عليك "هل أتبعك .." والأدب عموما كله خير.
  • * عليك حين تعلم أحدا أن توضح له شيئا من عقبات الطريق لتتثبت عزمه وهمته، فإن كان جادا تابعك وإلا انفلت عنك منذ البداية، فلا تضيع وقتك معه عبثا.
  • * الجدية ونيـة الثبات والاستمرارية عند طالب العلم مع الاعتماد على رب العزّة جل وعلا، والاستعانة به على الدوام "ستجدني إن شاء الله صابرا .." والعزم على المشقات الصالحة، وتحديث النفس بقدرتها على ذلك بمشيئة من الله وفضله.
  • * طاعة المعلم في كل ما يأمرك به ما لم يكن أمرا بمعصية، حتى وإن لم تتضح لك الحكمة من أمره "ولا أعصي لك أمرا".
  • * الذِلة والانكسار للمعلم والمبادرة في الاعتذار إليه عند أي بادرة تقصير أو خطأ منك.
  • * إنكار المنكر ولو على معلمك وغيره من باب أولى، وأن لا تخاف في الله لومة لائم، مع الالتزام الأدب في ذلك ويبقى ذا فضل عليك.
  • * إمهال المعلم طالبه حال قصر ومنحه فرصا لتصحيح مساره.
  • * إنّ للخضر علم لم يكن لأحد فيه نصيب إلا لبعض النبيين، محمد صلى الله عليه وسلم، وهناك علوم أخرى هي محض فضل من الله لا يد للعبد فيها، ينالها العبد بالتقوى والإحسان كالفراسة والحكمة؛ نسأل الله من فضله.
  • * من الموقف الثاني بينهما : أن العبد بطاعته لربه يصرف الله عنه أقدارا أليمة مكتوبة عليه في المستقبل، فهذان الأبوان كان إيمانهما حافظا لهما من أذى ابنهما في الكبر.
  • * ومن الموقف الثاني أيضا: التسليم لقضاء الله وقدره، مهما بدا أنه أليم أو محزن، ومن أكبر ما يصاب به الإنسان موت الابن الصغير.. ولعله حين يكبر يكون سببا في عذابه وحده الله يعلم ذلك، فليعلم أن أمر المرء كله خير فليداوم الحمد والرضا، وليعلم أن الله أحكم وأرحم به من نفسه.. وأعلم .
  • * ومن الموقف الثاني أيضا: أن يدوم لجوء العبد إلى ربه ويستعين به، ويسأله الصبر في مواطن الشدة ويتصبر ويسلي نفسه دوما، فإن البلاء يصل بالمؤمن حدّ الكفر كما في الآية، فلنفر إلى الله دوما ونعوذ به من بلاء يفسد علينا ديننا.
  • * أن أثر صلاح الأب يمتد إلى ذريته، فيرعاهم الله له ويسخر من العباد من يحفظ لهم حقهم ويعينهم على أمر دينهم ودنياهم، كما في الموقف الثالث.

لطائف وعبر من سورة مريم


image

في دعاء زكريا عليه السلام لطيفة:يعلم الله بحاله، لكنه ذِلّة وتملقا وصف وضعه بأبلغ كلمات الضعف والعجز، ومع ذلك عظم حسن ظنه بربه كأنه يقول: يا رب.. مع اجتماع كل العقبات في طريق أملي، لكن كل هذه العقبات تزول إن أنا دعوتك ، فكيف يشقى من أملك وجعل فضلك مناط أماله!

  • فلما كان ذلك كذلك.. ما كان الله ليرد عبدا أمّـله، وتجرد من حوله وقوته معتمدا على حول الله وقوته.
  • وفي تسمية الابن والنبي الولي، يحيى، عليه السلام لطيفة:
  • أنه قد يظن البشر بعقولهم القاصر وتشاؤمهم، أنه سيأتي ضعيفا أو قد يموت في أول سنين عمره، لأن والديه أنجباه على كبر، بعد أن ضعفا وخارت قواهما.. فأسماه الله يحيى فكان حيّا سليما قويما.
  • شيء من الفوائد:
  • * حين تسأل الله شيئا، لا تفكر في كيف ستعطاه ولا تفكر في الموانع والعقبات، بل سله فحسب ، وهو على كل شيء قادر سبحانه.. هكذا فعل زكريا عليه السلام، قال السعدي رحمه الله: "والحال أن المانع من وجود الولد، موجود بي وبزوجتي؟ وكأنه وقت دعائه لم يستحضر هذا المانع لقوة الوارد في قلبه، وشدة الحرص العظيم على الولد، وفي هذه الحال، حين قبلت دعوته تعجب من ذلك" ا هـ .
  • * بذل السبب دون أن يُظَن أنه هو الموصل للمراد، فنحن أمرنا ببذل السبب، والله مسبب الأسباب هو من يهب المراد، فلا نتكل أبدا، بل عليه نتوكل ونبذل ما في مقدورنا، فيقين المرأة الضعيفة في حال مخاض ليس بها من الطاقة شيء، هزها للنخلة لا يؤثر على النخلة قيد أنمله، ولكنها أمرت بذلك بذلا للسبب، وسقوط الثمر عليها ما كان لها فيه شيء إنما هو فضل الله سبحانه.
  • * الأجر والغنيمة على قدر الفداء والتضحية، وعظم الثواب من عظم الجهد، تجلى ذلك في عدة مواضع منها الذرية الطيبة المباركة التي وهبت لإبراهيم عليه السلام بعد طول حرمان، لما هاجر في سبيل الله.
  • * أهمية الصلاة، إذ جعل الله من كرامة وصفات المدح التي مدح بها إسماعيل عليه السلام "وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة .." ، ثم لما ذكر الأقوام الذين ضلوا الطريق كانت أول صفاتهم "أضاعوا الصلاة .." وكما قال نبينا صلى الله عليه وسلم "الصلاة خير موضوع".
  • * إذا علمت بخير فعملت به، هديت للمزيد من العلم، ووفقت للإكثار من العمل "ويزيد الله الذين اهتدوا هدى" .

طرابلس حرة


إننا نعد الساعات عدا وعيننا على علم الاستقلال يرتفع على أسوار العزيزية ومثابة طرابلس..

  • فإن ليبيا الشاسعة وشعبها المتناثر على ساحل بحري طويل وعمق صحراوي متشعب والعرب في مشرقهم ومغربهم كل هؤلاء يضعون أياديهم على قلوبهم بعد ان قتل القذافي وأولاده من ابناء الشعب المظلوم ما يقارب عشرة آلاف مواطن ليبي لا ذنب لهم، الا انهم طالبوا باسترداد كرامتهم ووقف المسرحية الهزلية التي يديرها القذافي وابناؤه وأهدر فيها ثروات الشعب وامتهن كرامته.
  • من كل صوب تتقدم قوافل الثوار نحو عاصمة ليبيا الأبدية المغتصبة طرابلس التي تدخل في مأتم جماعي او عصيان مدني كوسيلة رفض متاحة بعد ان قامت كتائب القذافي واولاده باستباحة كل شيء حتى الأعراض في طرابلس العصية عليهم..
  • تتقدم قوافل الثوار تطوي الأرض طيا وتلقي بمرحلة القذافي الى التاريخ ولم يعد من عمر النظام الديكتاتوري المستهتر الا عدة كيلومترات يحاول فيها ملك الملوك البقاء ولو يوما زيادة يدعى فيه بالأخ القائد فيما هو يمارس حرق ليبيا وقتل الليبيين.
  • وطرابلس الحرة تستحق كل هذه الدماء الزكية الطاهرة التي تسكب هذه اللحظات لتحريرها وانهاء حقبة من اسوإ حقبات التاريخ التي مرت على الأمة.. حيث لم يكن العقيد عابثا ولاهيا بالشعب الليبي فقط، بل عابثا وخطيرا بأمن الإقليم كله وان محاولاته لإثارة النعرات في الصحراء غير خافية خطورتها على دول الجوار.. لقد كان العقيد مربكا ومشوشا ومقلقا للمنطقة كلها وكانت مسايرته تقتضي احيانا تنازلات من هنا او هناك وهي شر كذلك في لحظات تنحيه، لأنه ترك حقول الغام وفتح بوابات الشر على المنطقة، لقد كان شرا وشر ما فيه انه كان يتقى لشره.. لهذا فإن قلعه من المنطقة عنصر امان لها وانهاء توترات كادت ان تكون مستعصية في ظل تغذيته لها.
  • طرابلس الحرة هي ظهير قوي لمصر الثورة وهي من سيرفع الضغط عن مصر ويحررها من شروط المساعدات الأمريكية ويسحب البطالة منها ويدعم اقتصادها في مواجهة الأعداء التاريخيين وعلى رأسهم اسرائيل.. وطرابلس الحرة ستكون خيرا عميما لتونس المسكينة للعمالة التونسية وللاقتصاد التونسي.. وستكون طرابلس الحرة السيدة أمنا وامانا لجزائر تتعرض لمؤمرات هنا وهناك.. طرابلس الحرة ستكون في محيطها العربي والافريقي بما لديها من وزن لثورتها العظيمة الصعبة الثمينة وما تتمتع فيه من موقع استراتيجي ذات دور اقليمي وعربي واسلامي وافريقي فاعل.. ففي حين كان يرى العقيد ان ليبيا ليست سوى براميل نفط واعتقد انها أقل من طموحه ولا تحقق له حلمه.. فإن طرابلس الحرة تكشف عن قيمة هذا الجسر العظيم بين مشرق العرب ومغربهم ودوره في تقوية الأمة وتعزيز صمودها.
  • طرابلس الحرة تصبر صبرها الكريم في انتظار الصبح.. أليس الصبح بقريب؟

الاثنين، 28 مارس 2011

''قذافيان'' في الولاية


يطلق سكان مدينة حدودية شرقية ورجال أعمالها وتجارها ومقاولوها وشبابها ومثقفوها اسم ''القذافي'' على كل من مفتش أملاك الدولة والمدير الفرعي للأشغال العمومية بهذه الدائرة، لكونهما قضيا 25 سنة في منصبيهما ولم ''تزحزحهما'' تعليمات الوزارتين الوصيتين لنقلهما إلى مدينة أخرى حسب المدة القانونية المعمول بها في مثل هذه الوظائف النوعية. وفي هذه المدة الزمنية الطويلة لـ''القذافيين'' (مثنى القذافي) سر ولغز لا يعرفه إلا أهل الدائرة الحدودية.

خُلُقَيْن يحبهما الله


إن الخلق كما يكون طبيعة فإنّه قد يكون كسبًا، بمعنى أنّ الإنسان كما يكون مطبوعًا على الخلق الحسن الجميل، فإنّه أيضًا يمكن أن يتخلّق بالأخلاق الحسنة عن طريق الكسب والمرونة.
ولذلك، قال سيّدنا رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، لأشج عبد القيس: ''إنّ فيك لَخُلُقَيْن يُحبُّهما الله: الحلم والأناة. قال يا رسول الله، أهما خُلُقان تخلّقت بهما أم جبلني الله عليها؟ قال: بل جَبَلَك الله عليهما فقال: الحمد لله الّذي جبلني على خُلُقين يُحبّهما الله ورسوله''.
فهذا دليل على أنّ الأخلاق الحميدة الفاضلة تكون طبعًا لا تطبّعًا، ولكن الطبع ـ بلا شك ـ أحسن من التطبع، لأن الخُلق الحسن إذا كان طبيعيًا صار سجية للإنسان وطبيعة له، لا يحتاج في ممارسته إلى عناء ومشقة. ولكن هذا فضل الله يؤتيه مَن يشاء. ومَن حرم الخلق عن سبيل الطبع، فإنّه يمكنه أن يناله عن سبيل التطبّع، وذلك بالمرونة والممارسة.

السبت، 26 مارس 2011

فتاة لا ترتدي الحجاب لكنّها تلبسه فقط في المناسبات الدينية كرمضان والجمعة



إنّ ارتداء الحجاب الشرعي واجب على المرأة المسلمة متَى بلغت لأنّها ببلوغها تصير مكلّفة ومخاطبة بكلّ الفرائض وسائر العبادات، قال تعالى: ''يا أيُّها النّبيّ قُل لأزواجِك وبناتِك ونساء المؤمنين يُدنينَ عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنى أن يُعرفن فلا يُؤذَيْن الأحزاب.59 وقال أيضًا: ''ولَيَضْرِبنَ بخُمرهنّ على جيوبهنّ'' النور.31 والحجاب الّذي فرضه الله عزّ وجلّ على النساء لا يعني مجرد قطعة قماش تلقيها الواحدة منهن على جسدها وإنّما يعني أيضًا العفّة والحشمة والحياء والشّرف وعدم الاختلاط بالرجال الأجانب وعدم الخلوة مع أحد الرجال الأجانب وعدم المراسلة معهم وغير ذلك. كما أنّ الله فرض الحجاب على المرأة البالغة، فقد فرض عليها أيضًا الصّلاة والصوم والزكاة والحج وغير ذلك من الواجبات، ومتى فرطتَ في واحدة منها وعصَت ربّها فقد وقعت فيما يستلزم عذاب الله تعالى، فالّتي تلبس الحجاب الشرعي ولا تصلّي فإن الله سيحاسبها على تركها الصّلاة والوعيد الشّديد الموجّه لتارك الصّلاة مبيّن في أحاديث كثيرة من أحاديث النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم. والّتي تصلّي ولا تلبس الحجاب الشرعي سيحاسبها الله سبحانه وتعالى على عدم ارتدائها الحجاب الشرعي لأن كليهما فرض ولا يغني واحد عن الآخر وقد أخطأ مَن قال: ''الإيمان في القلب فقط'' بل الإيمان ما يعتقده المؤمن وينطق به لسانه ويظهر على جوارجه وأفعاله، ولتجعل تلك الفتاة وسائر الفتيات المؤمنات رمضان فرصة لها لارتداء الحجاب الشرعي، فنحن في الدنيا عابرو سبيل ومردنا إلى الله الّذي خلقنا وأوجدنا على هذه الأرض لنعبده، قال تعالى: ''فمَن كان يرجو لقاءَ ربِّه فلْيَعمَل عملاً صالحًا ولا يُشرِك بعبادة ربِّه أحدًا'' آخر سورة الكهف.

هل يجوز الكلام أثناء خطبة الجمعة؟ وهل تبطل الجمعة بحصوله؟


صلاة الجمعة واجبة على المسلم، وقد حذّر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من تركها، فعن أبي الجعد الضمري رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''مَن ترك ثلاث جمع تهاونًا بها، طبع الله على قلبه'' أخرجه أبو داود والنسائي وهو حديث حسن، وفي رواية: ''مَن ترك الجمعة ثلاثًا من غير عذر فهو منافق'' أخرجه ابن حبان وغيره وهو حديث حسن.
أمّا ما لا يجوز أثناء خطبة الجمعة فعدّة أمور، منها:
- تخطي رقاب النّاس والإمام يخطب، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنّ رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة ورسول الله صلّى الله عليه وسلّم يخطب، فجعل يتخطّى الناس فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''اجلس فقد آذيت وآنيت'' أخرجه ابن ماجه وغيره وهو حديث صحيح.
- مس الحصى أو العبث حال سماع الخطبة بالسبحة أو السواك أو غير ذلك ممّا يأخذ حكم الحصى، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ''.. ومَن مَسّ الحصى فقد لَغَا'' أخرجه مسلم. كما أنّ الكلام والإمام يخطب - وهو المستفسر عنه في السؤال- لا يجوز، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا قُلتَ لصاحِبك والإمام يخطب فقد لَغَوْتَ'' أخرجه البخاري ومسلم.
أمّا عن بطلان الجمعة بحصوله، فالّذي عليه أهل العلم أنّ جمعته ناقصة الأجر، إذ لم يثبت أنّ أمر أحدهم بإعادة صلاة الجمعة ظهرًا لأنّه لَغَا فيها.

فتاوي


فتاة تسأل عن حكم تلاوة القرآن الكريم من المصحف في فترة الحيض؟
أجمع أهل العِلم على عدم جواز مسّ الحائض للمصحف، لكن لا حرج في قراءتها من محفوظها للاستعاذة بالله من الشيطان الرّجيم ومن وساوسه، خاصة وأن فترة الحيض طويلة. أمّا إن كانت المرأة معلّمة أو متعلّمة فلا حرج في قراءتها لوجود الضرورة، ولا بأس أن نذكّر بحكم مسّ المصحف بغير وضوء أصغر، وهو عدم الجواز، فيجب على مَن يريد تلاوة القرآن أن يتوضأ للصّلاة ويبدأ بتوفيق الله.

امرأة ترى الدم زمن عادتها الشهرية يومًا ولا تراه في اليوم الّذي يليه، ثمّ تعود لتراه في اليوم الثالث، فما هو الحكم؟
ذهب بعض أهل العِلم إلى اعتبار كلّ أيّام العادة أيّام حيض حتّى وإن لم تر شيئًا في بعضها، وذهب البعض الآخر إلى اعتبار الأيّام التي رأت فيها الدم أيام حيض والأيام الأُخر التي انقطع فيها أيام طُهر تُصلّي فيها وتصوم حتّى تصل إلى خمسة عشر يومًا، فإنّ ما بعدها يصير دم استحاضة تتوضأ المرأة فيها لكلّ صلاة ويحل لها ما يحل للمرأة الطاهر، وينبغي للمرأة التي تضطرب عادتها الشهرية أن تعرض نفسها على الطبيبة المختصة لتعالجها وبذلك تسمو صحّتها وتصح عبادتها، والله أعلم.

فتاوي


شخص أتى امرأته في آخر أيام حيضها وقبل أن تغتسل، فهل عليه كفارة معيّنة؟
أباح الشارع للزوج أن يأتي زوجته أنّى يشاء، إلاّ ما استثنى وحرّم، وهو الوطء في الدبر والوطء في الحيض، كما حرّم في أوقات مخصوصة وأحوال معيّنة كنهار رمضان وفي الإحرام وغيرها، وقد ثبت طبيًا أنّ الوطء في الدبر وأثناء الحيض يُسبّب أمراضًا خطيرة وأذًى لكلا الطرفين، وقد قال تعالى: ''ويسئلونَك عن المحيض فاعتزلوا النِّساء في المحيض ولا تقربُوهنّ حتّى يطْهُرنَ'' البقرة222، والمقصود بالتطهر هنا هو الغسل، فلا يجوز للزوج أن يُجامِع زوجته بعد انقطاع دم حيضها وقبل اغتسالها منه، بدليل قوله سبحانه وتعالى: ''فإذا تطَهَّرنَ فأتوهنّ من حيث أمركُم الله إنّ الله يُحبُّ التوابين ويُحبُّ المتطهّرين'' البقرة.222 إلاّ أنّه يجوز للزوج أن يُباشر زوجته دون جماع أثناء فترة حيضها بأن تكون متزرة بإزار يمكنه الاستمتاع بما دون الفرج، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في استمتاع الرجل بزوجته حال الحيض: ''اصنعوا كلّ شيء إلاّ النكاح'' رواه مسلم، فإن نزل الرجل بمجرد الاستمتاع دون جماع وجب عليه الغسل، وإن لم ينزل فليس عليه غسل، أمّا بالجماع فإنّه يجب عليهما الغسل سواء أنزلا أم لم ينزلا لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا التقى الختانان وجب الغسل'' أخرجه أحمد والبيهقي ومسلم وهو صحيح.

امرأة أكلت في رمضان الماضي بسبب مرض مُزمن وهي لا تستطيع القضاء، فكيف تكفّر عن ذلك؟
إذا أكل المؤمن في رمضان لعُذر شرعي وجب عليه القضاء، فإن لم يستطع القضاء بسبب مرض فعليه الفدية وهي إطعام مسكين عن كلّ يوم، والإطعام يكون بمقدار وجبة كاملة من أوسط ما يُطعم الإنسان أهله وحسب مستواه المعيشي.

فتاوي


يعاني الشباب اليوم من عقبات كثيرة تعيق تحقيقهم لنصف دينهم ''الزواج''، ومن تلك العقبات العمل والسكن، والأشد من ذلك غلاء المهور.. فماذا يُقال لهؤلاء الشباب وماذا يقال لأولياء أمور الفتيات؟

الزواج سُنّة من سنن الله في الكون، لا يشذ عنها أيّ مخلوق من الكائنات الحيّة، قال تعالى: سُبحان الّذي خلق الأزواج كلّها ممّا تُنبِت الأرض ومن أنفسهم وممّا لا يعلمون: يس.36
وهو الوسيلة الّتي اختارها الله عزّ وجلّ للتكاثر واستمرار الحياة، قال تعالى: {يا أيّها النّاس اتّقوا ربَّكم الّذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثَّ منهما رجالاً كثيرًا ونساء} النساء.1 ولكن لم يجعَل الله الإنسان كغيره من الكائنات الأخرى الّتي تنطلق بها غرائزها نحو ما يشبعها دون وعي أو ضابط، بل وضع له نظامًا يحفَظ كرامة المرأة وكرامة الرجل، إذ لابُدّ من رضى ومن إيجاب وقبول وإشهاد ومهر بعد موافقة وحضور الولي. ولقد رغّب الإسلام في الزواج وأقرّ أنّه سُنّة الأنبياء والمرسلين وسُنّة المصطفى محمّد صلّى الله عليه وسلّم الّذي تبرّأ ممّن رغب عنها.
قال صلّى الله عليه وسلّم: ''يا معشَر الشباب مَن استطاع منكم الباءة فليتزوّج، فإنّه أغضّ للبصر وأحصن للفرج ومَن لم يستطع فعليه بالصوم فإنّه له وِجاء'' أخرجه البخاري ومسلم.
ولأهمية الزواج وخطورته جعل الله إعانة المريد له تقرّبًا إليه سبحانه وتعالى حقًا عليه جلّ جلاله، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''ثلاثة حق على الله عونهم، المجاهد في سبيل الله، والمكاتب الّذي يريد الأداء، والناكح الّذي يريد العفاف'' رواه أحمد والترمذي وغيرهما وهو حديث حسن. فمَن لم يستطع الزواج لعدم القدرة المالية فعليه بالصوم وبغض البصر، وبالسعي من أجل الحصول على المال الحلال من العمل الحلال.
أمّا غلاء المهور فهو خلاف الحكمة من التّشريع الإسلامي، وهي التيسير ورفع الحرج والمشقّة، وقد جاء في الحديث: ''أعظَم النساء بركة أيسرهنّ مهورًا'' أخرجه النسائي والبيهقي وغيرهما. فعلى الأولياء أن لا يُغالوا في المهور، ذلك لأنّ السعادة لا تُشترى بثمن.

الجمعة، 25 مارس 2011

لا تنسوا فلسطين

أحبك احبك أحبك ..يافلسطين

لا تنسوا فلسطين

في حربهم وفي سلمهم ينشغلون عنها.. إن أهلها من العرب والمسلمين مشغولون عنها وعن أبنائها المشتتين المظلومين..

  • كثيرا ما يذكرون قداستها في معتقدهم، وما أقل ما يبذلون لإيقاد قناديلها التي تكاد أن تخبو نارها.. أي قيمة لمئات ملايين المسلمين في أندونيسيا وماليزيا وباكستان وتركيا وأذربيجان وكازاخستان وإيران، وكل بلاد عربستان في مشرقهم ومغربهم، وهم يشاهدون كيف يتم هدم حجارة المسجد الأقصى، وتهويد أرض فلسطين المباركة، وكيف تسفك الدماء البريئة في ساحاتها ولا يصلها إلا أنين مخنوق، وكلمات لا تغيث ملهوفا ولا تبعد خنجرا أو جرافة استيطان.. إذا تحاربوا فيما بينهم نسوا فلسطين، وإذا تصالحوا فيما بينهم نسوا فلسطين.. ونخشى أن يكونوا في ثوراتهم قد نسوا فلسطين.. ذلك لأن فلسطين لا تقبل التأجيل، فهي على رأس الأولويات.. فلسطين ليست تحصيل حاصل، إنها البوصلة لأي مشروع حقيقي، ومن يعرض عنه فإن له معيشة ضنكى، وأمريكا ستحشره في زمرة الأغبياء المخدوعين، ومن ثم تلقيه على هامش التاريخ.
  • رغم ذلك كله.. فإنها بجلالها ولحظتها المدهشة المتجددة، تطل من تحت الانهيار الكبير.. وكلما ظن الآخرون أنها طويت في سجل مركون، نفضت عنها بقية النبالم وآلة الدمار، لتقول إنني ملء الزمان والمكان، ولن ينالوا مني إلا النعوش.. ها هي فلسطين وسكاكين العدو، وكثير من الأقربين تفعل بها طعنا وفتكا، فتمد يدها إلى جراحها الراعفة، وترفع برأسها إلى أعلى مراقي الكرامة بكبرياء الصابرين المحتسبين، وتملأ رئتيها بيقين الآتي من أيام مشرقات، تمزق حجب الحقبة الإسرائيلية ورموزها.. وتلقي على أخوة الدم والعقيدة والحضارة والإنسانية أسئلتها القديمة الجديدة، لا ينقص وهجها تقادم الزمن ولا انحراف ميزان القوى لصالح العدو..
  • فلسطين الاسم الكبير من أسمائنا الشخصية والجماعية، فهنا تشكلت أرواحنا وأشرقت صباحات الإنسانية، وتجلت حياة الإنسان كما لم تتجل في مكان على الأرض، ومن هنا تجددت ينابيع الوعي والثقافة والفن.. فمن منا لا يتشبث باسمه المبارك، ويضم عليه عيونه ويخبئه في العميق من وجدانه؟ من منا يقبل أن تغتال فيه إشراقة الضمير ويقظة الوجدان؟ هي فلسطين والقدس عاصمة الروح، هنا كان محمد صلى الله عليه وسلم يؤم الأنبياء، ويشير إلى الأقصى.. توحدوا هنا وانطلقوا من هنا نحو أهدافكم السامية، وهنا بيت لحم، هنا مريم العذراء والسيد المسيح، يطاردهم يهوذا والملأ من الأشرار، وهم يبعثون بسلامهم للناس أجمعين.. وهنا ما أروع ما هنا.. هنا الماضي والحاضر والمستقبل.. هنا ماضي مجدكم، وهنا حاضر تحديكم وصمودكم، وهنا مستقبل عزتكم، فلا تنسوا فلسطين.

الخميس، 24 مارس 2011

مَضَرَّةُ الجهل بالفرائض والأحكام


إنّ الجاهل مُعرِّض بجهله لسخط الله وللوقوع في الهلاك على كلّ حال، وكيف لا يكون كذلك، وربّما يعتقد في بعض الواجبات أنّها من المحرّمات، أو أنّها ليست بواجبة، وفي بعض المحرّمات أنّها من الواجبات أو من الطاعات، أو أنّها ليست بمحرّمة، وفي ذلك غاية الخطر ونهاية الضّرَر على أهل الجهل، وربّما وقعوا بسبب جهلهم في أمور تشبه الكفر، أو هي الكفر بعينه كما يعرف ذلك مَن تأمَّل أحوالهم، واعتبر أفعالهم وأقوالهم، وليس يعذرهم الله في شيء من ذلك، فإنّ سبحانه قد فرض عليهم طلب العِلم، ويَسَّر لهم الأسباب، وأوجب على العلماء تعليمهم، فتقصيرهم بعد ذلك كُلّه اشتغالاً بالدُّنيا، واتّباعًا للهوى يزيدهم عند الله بعدًا، ويُوجِب لهم عنده مقتًا وطردًا، وهذا كلّه في العِلم الواجب الّذي لا يسع أحدًا من المسلمين أن يجهله.
فالجهل رأس الشرور والبلايا كلّها في الدُّنيا والآخرة، ولو اجتمع على الجاهل أعداؤه ليَضرُّوه لم يقدروا أن يضُرُّوه بمثل ما قد ضرَّ به نفسه.

أدعية من القرآن الكريم



{حَسْبِي اللَّهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ}، التوبة .129
{عسى ربي أن يهديني سواء السبيل}، القصص .22
{رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}، القصص
.

إنّكم لتعملون أعمالاً هي أدَقُّ...''

عن أنس رضي الله عنه قال: ''إنّكم لتعملون أعمالاً هي أدَقُّ في أعيُنِكُم من الشَّعْرِ، كُنَّا نَعُدُّها على عهد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من الموبقات''، رواه البخاري.
خاطب سيّدنا أنس رضي الله عنه، المتساهلين في الأعمال بقوله: ''إنّكُم لتعلمون أعمالاً'' تستهونونها لعدم نظركم إلى عظم المعصى بها، وقوله ''هي'' لذلك، وقوله ''أدَقُّ في أعينكُم من الشَّعر'' استخفافًا بها، وقوله ''كُنَّا نَعُدُّها'' لكمال الخشية الناشئة عن كمال المعرفة بالله الحاصلة بحلول نظر النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وقوله ''على عهدِ'' زمن، وقوله ''رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من المُوبِقات'' أي المُهلكات، وفيه أنّ الإنسان ينبغي له أن يحذَر من صغار الذُّنوب فلعلّها تكون المُهلكة له في دينه، وهذا كما جاء في الخبر الآخر: ''لا تنظُر إلى صِغر الخطيئة وانْظُر إلى عظم مَن عصيتَ''.

وصايا الرّسول الكريم


عن معاذ رضي الله عنه قال: أخذ بيدي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فمشى قليلاً ثُـمّ قال: يا معاذ أوصيك بـ: ''تقوى الله، وصدق الحديث، ووفاء العهد، وأداء الأمانة، وترك الخيانة، ورُحم اليتيم، وحفظ الجوار، وكظم الغيظ، ولين الكلام وبذل السّلام، ولزوم الإمام، والتّفقّه في القرآن، وحُبّ الآخرة، والجزع من الحساب، وقصر الأمل، وحسن العمل. وأنهاك: أن تشتم مسلمًا، أو تُصدق كاذبًا، أو تُكذب صادقًا أو تعصي إمامًا عادلاً، وأن تُفسد في الأرض. يا معاذ: اذكُر الله عند كلّ شجر وحجر، وأحدِث لكلّ ذنب توبة، الستر بالسِّرِّ والعلانية بالعلانية''.

العاجز عن القيام في الفرض


إذا عجز المصلّي عن القيام للصّلاة لعجز، حَلَّ به في صلاة الفرض أو قدر على القيام ولكن خاف حدوث مرض أو زيادته أو تأخير برء أو خاف خروج حدث كالريح، استحب له أن يستند لحائط أو قضيب أو على شخص، ولو صلّى جالسًا مع القدرة على القيام مستندًا، صحّت صلاته.
فإن تعذَّر عليه القيام مستندًا، جلس وجوبًا بدون استناد، فإن لم يقدِر على جلوسه مستقلاً، جلس مستندًا، ويُستحب له أن يتربّع سواء كان جلوسه مستقلاً أو مستندًا، فيُكبِّر للإحرام متربعًا ويركع ويرفع كذلك، ثـمّ يغيّر جلسته إذا أراد أن يسجد فيسجد على أطراف قدميه ويجلس بين السجدتين وفي التشهد إلى السّلام كالجلوس، ثـمّ يرجع متربعًا للقراءة وهكذا وهو بهذه الكيفية.
أمّا إذا لم يقدِر على الجلوس استقلالاً ومستندًا صلَّى على شقّه الأيمن بالإيماء استحبابًا، فإن لم يقدر فعلى شقّه الأيسر استحبابًا أيضًا، فإن لم يقدر فعلى ظهره، ورجلاه للقبلة وجوًا، فإن لم يقدِر فعلى بطنه ورأسه للقبلة وجوبًا، فإن قدَّم بطنه على ظهره، بطلت صلاته كما تبطل بتقديم الاضطجاع بحالتيه على الجلوس بحالتيه، ولا تبطل بتقديم الظهر على الشق بحالتيه (استقلالاً ومستندًا) ولا بتقديم الشقّ الأيسر على الأيمن.
وإذا كان الشخص قادرًا على القيام فقط دون الركوع والسجود والجلوس، أَوْمَأَ للركوع والسجود من القيام، ولا يجوز أن يضطجع ويومئ للركوع والسجود. فإن اضطجع، بطلت صلاته، وإذا كان قادرًا على القيام مع الجلوس دون الركوع والسجود، أوْمَأَ لركوعه من القيام وأومَأَ لسجوده من الجلوس، فإن خالف بطلت صلاته.

من روائع أخلاق الرّسول الكريم..


ـ اذهبوا فأنتم الطلقاء: لمّا فتح رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مكة، جمع قريشًا فقال لهم: ''يا معشر قريش، إنّ الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعظُّمها بالآباء، النّاس من آدم وآدم من تراب''، ثـمّ تلا هذه الآية: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَـى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ}، الحجرات .13 ثـمّ قال: ''يا معشر قريش، ما ترون أنّي فاعل فيكم؟'' قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم. قال: ''اذهبوا فأنتم الطلقاء''.
ـ جذبه أعرابي فأمر له بعطاء!: عن أنس بن مالك رضي اله عنه قال: كنتُ أمشي مع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وعليه بُردٌ نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجذبه جذبة شديدة، حتّى نظرت إلى صفحة عاتق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قد أثَّـرت به حاشية الرداء من شدة جذبته، ثـم قال: مُرْ لي من مال الله الّذي عندك. فالتفت إليه صلّى الله عليه وسلّم فضحك، ثـمّ أمر له بعطاء.
ـ أعطوه سنا مثـل سنّه: عن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ رجلاً تقاضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فَأَغْلَظَ، فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: ''دَعُوهُ فَإِنَّ لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالاً''، ثُـمَّ قَالَ: ''أَعْطُوهُ سِنًّا مِثْـلَ سِنِّهِ''. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِلاَّ أَمْثَـلَ مِنْ سِنِّهِ. فَقَالَ: ''أَعْطُوهُ؛ فَإِنَّ مِنْ خَيْرِكُمْ أَحْسَنَكُمْ قَضَاءً''.


الأربعاء، 23 مارس 2011

هل تلام فرنسا إذا حنت إلى ماضيها الاستعماري


هل يلام ساركوزي إذا وجد فرصة تاريخية لإطالة فترة حكمه بعد 2012، من خلال العودة بباريس إلى ساحة الفعل والتأثير في القرار الدولي؟ وهل تلام فرنسا إذا حنت إلى ماضيها الاستعماري واستغلت الفرصة للفوز بغنيمة النفط في ليبيا؟ الذي يلام هو القذافي الذي كان يعرف هذه النهاية ومع ذلك استمر في دخول النفق المظلم، والذي يلام هم العرب الذين يحفظون مقولة ''أُكلت يوم أكل الثور الأبيض'' ومع ذلك ساروا خلف راية طلب حظر جوي على ليبيا دون تحديد أهداف الضربات الجوية، ودون تحديد المدة الزمنية لهذا التدخل أو الحظر.
ويتساءل البعض بعد أربعة أيام من بدء الحظر الجوي وقصف عدة مواقع ليبية أدت إلى مقتل حتى أطفال ليبيين عن الموقف الصائب: هل الوقوف ضد التدخل الأجنبي هو وقوف مع القذافي ضد الثوار، أم أن الموافقة على القصف والتدخل الأجنبي حتى لو أوقع ضحايا مدنيين هو من صميم مساندة الثوار؟ الإجابة واضحة لمن يحيط بكل المشهد الليبي ولا يكتفي بالوقوف على الأطراف.
أولا: لابد من رحيل القذافي لأنه أثبت أنه شخص لا يعيش إلا وسط المرتزقة والمؤامرات، خصوصا بعدما تجرأ على قصف شعبه في أول امتحان شعبي.
ثانيا: إذا لم يبادر الثوار إلى تشكيل جيش تحرير نابع من أبناء الشعب الليبي وقائم على فكرة الوحدة وليس على الولاء القبلي، فإنه حتى بسقوط القذافي فلن تتحرر ليبيا وإنما ستتحول إلى إمارة أو مملكة أو جمهورية يسيرها الثوار، لكن القرار سيكون بيد الغرب.
ثالثا: بخصوص الحظر الجوي وما تبعه من تسرع فرنسي لاستهداف عدة مواقع بشكل عشوائي، وهذا كلام تحدث عنه سياسيون وإعلاميون فرنسيون بإسهاب، فإن الاعتراض كان على قائمة الأهداف العسكرية التي يجب إصابتها، وكذلك على مدة الحظر الجوي. وخلال النقاش الذي دار بشأن تطبيق الحظر برزت الإشارة إلى انحراف الحظر الجوي من إضعاف قوة القذافي نحو استعمال مفرط للقصف واستهداف عشوائي طال المدنيين.
في هذه الأثناء، لابد من التساؤل عن دور المنظمات الإقليمية كالجامعة العربية والاتحاد الإفريقي ومنظمة المؤتمر الإسلامي، فإذا لم تتحرك هذه الأطراف مجتمعة أو منفردة لإنقاذ ليبيا، فالأفضل حلّها لأن مصير الدول الأعضاء سيكون مشابها لليبيا اليوم والعراق من قبل.

أدينوهم، لأنهم صمتوا على الطاغية


قال العقيد معمر القذافي أن حفنة قليلة من الفاشيين والمجانين تقود العدوان على بلاده، وتحدّث الرئيس اليمني، علي عبد الله صالح عن حفنة من الانقلابيين تسعى إلى الانقضاض على الديمقراطية في يمنه غير السعيد، وقبلهما، قال الرئيس السوري بشار الأسد، أن حفنة من المندسين تسعى إلى الانقلاب على وحدة الشعب، في الوقت الذي كان فيه مبارك وبن علي، قد تحدثا قبل سقوطهما أيضا عن حفنة من المغرر بهم أو المضللين، أو حتى منفذي الأجندات الأجنبية، من يعيثون فسادا في البلدين الآمنين، ويهددان استقرار تونس ومصر؟!!

  • الحفنة أو، بتعبيرنا المحلي، الكمشة الساعية، لتنفيذ انقلاب على الشرعية، يقابلها في لغة الضاد، أو في معاني السياسة، لفظ الأقلية، والحقيقة، أن الزعماء العرب جميعا، دون استثناء، دائما ما نظروا إلى المخالفين لهم، والمعارضين، على أنهم مجرد أقليات، موازاة مع اعتقادهم أنهم ينعمون بالأغلبية المريحة، رغم إدراكهم التام، أن تلك الأغلبية التي يستندون عليها، مصنوعة بالتزوير في مخابر وزارات الداخلية، والأمن العام، وجحور المخابرات، لكن حتى إن كان الحديث عن الأقلية صحيحا، فلا شك أن نتائج الثورات تبشر بالخير الكبير، وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله؟!!
  • الأقلية الثورية في كل بلد عربي، جاءت لتكون لسان حال الأغلبية الصامتة، ولنعترف أن الكثير منا، خافوا أن يكونوا أحد أولئك المندسين الشرفاء، أو منفذي الأجندات الأجنبية العظماء، أو المضلل بهم الأتقياء، أو المغرر بهم الأنقياء، هذا طبعا مع مراعاة فروق الشرح والتبرير، لمعاني التضليل والتغرير والاندساس والأجندات الأجنبية؟!!
  • مفكرون عرب كثر، راحوا ينظرون من فوق أرائكهم المريحة، وعبر شاشات الفضائيات التي يقبضون منها أجرا بالدولار، للحديث عن الفوارق بين الاستبداد والاستعمار وأيهما أرحم، لدرجة، قد يضاعف فيها، بعضهم "أجره" فيتحدث عن معاني الخروج عن الحاكم، وسلبياته، وأيضا ضرورة الصبر حفاظا على وحدة الأمة، وكأن تلك الأمة، كانت في غاية الرفاهية والتحضر، والرقي، تحت حكم هؤلاء المستبدين الظالمين، أو كأن هؤلاء لم يستعينوا بالأجنبي للبقاء في الحكم، وكانوا يقطرون وطنية وحبّا وإخلاصا للبلاد والعباد؟!!
  • كثير من الثورات العربية، في مصر، وتونس، واليوم في ليبيا، واليمن، منحت الحاكم وبطانته الفاسدة، فسحة من الوقت للتراجع، خوفا من التدخل الأجنبي، أو سعيا لحقن دماء الشعب، أو اتقاء لفتنة أكبر من التي تحدث، لكن هيهات، جميعهم تمسكوا بالكرسي، ورفضوا التخلي عنه، إلا بعد ما جلبوا الويلات لبلدانهم، وعاثوا في الأرض فسادا، وقتلوا وهجّروا الآلاف، بشكل جعل من مسألة محاكمتهم، أمرا لا بد منه، ولا يجوز التراجع عنه، احتراما لدماء الشهداء.
  • رسالة إلى هؤلاء الذين يدينون الثوار بسبب استعانتهم بالأجنبي، أدينوهم، لأنهم صمتوا على الطاغية كل هذه السنين، أدينوا الجيوش العربية والإسلامية التي استكانت وفتحت أبوابها لجيوش الآخرين، أدينوا الحاكم الذي طغى وتجبر، وظن أنه بقتل المزيد، سيستمر في الحكم، أدينوا الصمت الذي جعل دماء الأبرياء تبرد دون حسيب ولا رقيب، على مرّ السنين.
  • لا تحكموا على الثورة بأولئك المعارضين الجالسين مع ساركوزي وهيلاري كلينتون، أو حتى المتحدثين في الفضائيات، لا تحكموا عليها بوجوه النظام السابق المستقيلين، والمتسلقين للمرحلة الجديدة، بل احكموا على الثورة، بعرق البسطاء، ودماء الأبرياء، بجروح الأمهات الثكالى، ودموع الرجال، وتطلعات الشباب.

"راني فهمتكم وزنقة زنقة ويا جرذان"


التاريخ يعيد نفسه في الثورات، والذي لا يقرأ التاريخ قد يفقد جغرافيته المتكونة من كراس وعروش، فما يحدث في الوطن العربي من عواصف التغيير حدث منذ عقود في غرب القارة العجوز وفي أمريكا الجنوبية والوسطى وانتهاء بالمعسكر الشرقي.. وليس ضروريا أن تسقط الأرواح وتتوقف الحياة بالاعتصامات والإضرابات والعصيان المدني حتى تكتمل صورة الثورة، فكما سقطت أرواح في نيكاراغوا والسلفادور من أجل التغيير غيّر الهندوراسيون مسارهم الخاطئ بطرق سلمية، وكما زلزل الرومانيون نظامهم بإعدام زعيم الديكتاتورية، تمكّن المجريون من المرور إلى حرياتهم من دون ضحايا، وكما سقطت الأرواح في تونس وفي مصر وفي اليمن وفي ليبيا، فإن بقية الأنظمة مدعوة لأن تثور هي على نفسها قبل أن يتفرج العالم على صور زعمائها وهم في طابور كوميدي قد لا يمنحهم حتى فرصة إضحاك العالم عليهم وهم يقولون لشعوبهم "راني فهمتكم وزنقة زنقة ويا جرذان"..

الاثنين، 21 مارس 2011

فاملأ قلبك من محبّة الله تبارك وتعالى


محبّة الله من أعظم محرّكات القلوب، فالقلب إذا خلاَ من محبّة الله جلّ وعلا تناوشته الأخطار، وتسلّطت عليه الشرور، فذهبت به كل مذهب، ومتَى امتلأ القلب من محبّة الله جلّ وعلا بسبب العلوم النافعة والأعمال الصالحة، كَمُلَ أنْسُه، وطاب نعيمه، وسَلِم من الشهوات، وهان عليه فعل الطاعات.
فاملأ قلبك من محبّة الله تبارك وتعالى، وبها يحيا قلبك.

عمرو بن العاص


حينما حضر عمرو بن العاص الموت بكى طويلاً وحَوّل وجهه إلى الجدار، فقال له ابنه: ما يُبكيك يا أبتاه؟ أمَا بَشّرَك رسول الله. فأقبل عمرو رضي الله عنه إليهم بوجهه وقال: إنّ أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلاّ الله، وأنّ محمّدًا رسول الله، إنّي كنت على أطباق ثلاثة.
لقد رأيتني وما أحد أشدّ بغضًا لرسول الله صلّى الله عليه وسلّم منّي، ولا أحبّ إلى أن أكون قد استمكنت منه فقتلته، فلو متُّ على تلك الحال لكنتُ مِن أهل النّار. فلمّا جعل الله الإسلام في قلبي، أتيتُ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقلتُ: ابسط يمينك فلأبايعنك، فبسط يمينه، قال: فقضبت يدي. فقال: ما لك يا عمرو؟ قلتُ: أردتُ أن أشترط. فقال: تشترط ماذا؟ قلتُ: أن يغفر لي. فقال: أمَا عَلِمتَ أنّ الإسلام يهدم ما كان قبله، وأنّ الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأنّ الحج يهدم ما كان قبله؟ وما كان أحد أحبّ إليّ من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ولا أحلى في عيني منه، وما كنتُ أطيق أن أملأ عيني منه إجلالاً له، ولو قيل لي صفه لمَا استطعتُ أن أصفه، لأنّي لم أكُن أملأ عيني منه، ولو مِتُّ على تلك الحال لرجوتُ أن أكون من أهل الجنّة، ثمّ ولينا أشياء، ما أدري ما حالي فيها؟ فإذا أنَا مِت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فسنوا عليّ التراب سنًّا ثمّ أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور ويقسم لحمها، حتّى أستأنس بكم، وأنظر ماذا أراجع به رسل ربّي؟

ما حكم الصّلاة في مسجد فيه قبر؟



قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لعَن الله اليهود والنّصارى اتّخذوا قبور أنبيائِهم مساجد'' أخرجه البخاري ومسلم، قالت عائشة رضي الله عنها: ''فلولا ذلك، أبرز قبره غير أنّه خشي أن يتّخذ مسجدًا'' أخرجه البخاري ومسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم ''ألاَ وإنّ مَن كان قبلَكُم كانوا يتّخذون قبور أنبيائهم وصالحيهم مساجد إلاَ فلا تتّخذوا القبور مساجد إلاَ إنّي أنهاكم عن ذلك'' رواه مسلم. وعن أم حبيبة وأم سلمة ذكرتَا كنيسة رأتاها في الحبشة فيها تصاوير فذكرتَا ذلك للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال ''إنّ أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجدًا وصوّروا فيه تلك الصور، فأولئك شِار الخَلق عند الله يوم القيامة'' أخرجه البخاري ومسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم ''لا تُصلّوا إلى القبور ولا تجلسوا عليها'' رواه مسلم. وكان صلّى الله عليه وسلّم يدعو بقوله: ''اللّهمّ لا تجعَل قبري وثنًا يُعبَد، اشتد غضب الله على قوم اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد'' أخرجه ابن سعد في الطبقات ومالك في الموطأ وهو حديث مُرسَل. فالصّلاة في مسجد فيه قبر من جهة القبلة منهيٌ عنه، أمّا الصّلاة في مسجد فيه قبر في غير جهة القبلة، فإن لم يجد والمصلّي مسجدًا غيره يُصلّي فيه، أجاز بعض العلماء الصّلاة فيه كون القبر في غير جهة القبلة ولعدم وجود مسجد غيره، أمّا إن وُجِد مسجد غيره لا يوجَد فيه قبر، فالصّلاة فيه أولى، هذا إذا كان القبر داخل المسجد وداخل قاعة الصّلاة، أمّا إن كان القبر خارج قاعة الصّلاة وإنّما هو على جنبات المسجد ويفصل بينه وبين المسجد حائط، فإنّه لا يُؤثّر ومساجد بنيت وفي جهة قبلتها مقابر وليست قبور، كلّ ما هنالك أنّه لا بُدّ من فاصل يفصل بين المسجد والقبور جدار أو طريق، فإذا كان الأمر كذلك فلا بأس إن شاء الله.
فتاة تسأل عن حكم تلاوة القرآن من المصحف في فترة الحيض؟
أجمع أكثـر أهل العلم على عدم جواز مسّ الحائض للمصحف، لكن لا حرج في قراءتها من محفوظها للاستعاذة بالله من الشّيطان الرّجيم ومن وساوسه، خاصة وأنّ فترة الحيض طويلة. أمّا إن كانت المرأة معلّمة أو متعلّمة فلا حرج في قراءتها لوجود الضرورة، ولا بأس أن نذكّر بحكم مسّ المصحف بغير وضوء أصغر، وهو عدم الجواز، فيجب على مَن يُريد تلاوة القرآن أن يتوضأ للصّلاة ويبدأ بتوفيق الله.
ما حكم جلوس المرأة الحائض في مؤخرة المسجد للتّعلّم أو لسماع القرآن؟
لا يجوز للحائض أن تدخل المسجد وتمكث فيه إلاّ للحاجة، كالحلقة العلمية الّتي واظبت عليها، أمّا دخولها إلى المسجد لتسمع القرآن فقط فهذا لا يجوز ولها أن تسمعه في بيتها، فأشرطة الشيوخ المقرئين متوفّرة والحمد لله.
حتّى أنّنا نسمَع بأنّ الحُيَّض يجتمعن في مؤخرة المسجد يتبادلن أطراف الحديث في أمور الدُّنيا والإمام يتلو القرآن ولا يسمعنه، وفوق هذا يُشوشن على المُصلّيات أمامهن، هداهُنّ الله إلى سواء السّبيل، مع العلم أنّ كثيرًا من العلماء وبخاصة المالكية يمنعون دخول المرأة الحائض إلى المسجد حتّى تطهر ولو للتّعلُّم وهذا الأسلم والأدعى إلى احترام بيت الله.

هل يجوز إخراج الزكاة في مال اليتيم؟


يجب إخراج الزكاة في مال اليتيم إذا توفّرت فيه شروط، وهي: أن يحول الحول، وأن يكون مِلكًا تامًا لصاحبه، وأن يبلُغ النِّصاب، وأن يكون قابلاً للنَّماء والزيادة.
فمتى توفّرت هذه الشروط في المال وجب إخراج زكاته، ولا اعتبار لحال المالك، فيجب إخراجها ولو كان المالك يتيمًا أو صغيرًا أو مجنونًا.

شخص سمِع مؤخّرًا فتاوى تُحرِّم العمل في البنك، ويذكر أنّه ربّ عائلة ولا يمكنه التوقّف عن العمل فيه، فكيف يتصرّف؟
إنّ تحريم الربا حكم إلهي ثابت بنص القرآن والسُنّة، لا مجال للاجتهاد من أجل تغيير هذا الحكم لتغيير الزمان والمكان، قال تعالى: {وأحَلَّ الله البيع وحرَّم الرِّبَا} البقرة:275، وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لعن الله آكِل الرِّبا وموكله وكاتبه وشاهديه'' أخرجه مسلم.
ولا شكّ ولا ريب في أنّ أحكام الشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مصالح العباد في العاجل والآجل، ففي تحريم الربا حِكم عديدة ومصالح محقّقة، وما على المؤمن إلاّ التسليم والرضى بقضاء الله وحكم الله، قال سبحانه وتعالى: {وما كان لِمُؤمن ولا مؤمنة إذا قضَى الله ورسولُهُ أمرًا أن يكون لهم الخيرةُ مِن أمرِهم} الأحزاب: 36، وقال جلّ شأنه: {فَلا وربِّكَ لا يؤمنون حتَّى يُحكِّموك فيما شجَرَ بينَهُم ثمّ لا يجدوا في أنفُسِهم حَرَجًا ممّا قضيْتَ ويُسلِّموا تسليمًا} النساء: .65
والعمل في المؤسسات أو البنوك الربوية فيه إعانة على الإثم والعُدوان، والله تعالى يقول: {وتعاونوا على البِرِّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثم والعُدوان} المائدة: 2، كما أنّه جعل أجرته مترتبة على عمل فيه شُبهة.
ولكن العلماء اعتبروا الضرورة مُبيحة للإنسان المُضطر العمل في تلك البنوك، عملاً بقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا ضَرَر ولا ضِرَار''، وبقاعدة: الضرورات تُبيح المحظورات، مع إعمال قاعدة الضرورة تُقدَّر بقَدَرِها، والضرورة مقدّرة حسب حال الإنسان ووضعيته وليست على إطلاقها، والله من رواء القصد وهو يهدي السّبيل.

تقولون في المعاملات الربوية إنها جائزة حال الضرورة، فما هو حدّ الضرورة؟
لقد حرّم الله تعالى أمورًا كثيرة، منها الميتة والدم ولحم الخنزير وغيرها، لكن إن اضطر المؤمن إلى أكْلِها أكَلَها ولا إثم عليه، قال تعالى: {إنّما حرَّم عليكُم الميتة والدّمَ ولحمَ الخنزير وما أُهِلَّ لغير الله فمَن اضْطُرَّ غيْرَ باغٍ فلا إثمَ عليه إنّ اللهَ غفورٌ رَّحيمٌ} البقرة: .173 وإن قال العلماء أنّ آخذ الربا مُرخّص في حال الضرورة فلم يطلقوا الأمر، بل وضعوا شروطًا وقواعد وضوابط تُقيِّده، من ذلك: ''الضرورات تقدَّر بقدرها''، ولا بُدّ أن يعلَم أنه إن ارتفعت الضرورة وزال الضرَر واتسع الأمر بعدما ضاق، فإن الحكم الأصلي يعود وهو الحظر والتحريم، وقد عرَّف بعض العلماء الضرورة بأنها: كلّ ما يترتّب على فُقدانها فساد أو اضطراب في حياة الإنسان، وهدّد بالتلف والتّعطيل لما يتعلّق بالضروري من المصالح الّتي لا تستقيم الحياة إلاّ بها، أمّا ما تعلّق بالحاجيات والتحسينات من الكليات الخمس، فلا يعد من الضرورة الّتي تبيح المحظور، وإنّما تبيح الضرورة المحظور إذا اتّصل بالضروري من حياة الإنسان أو دينه وعقله وماله ونسله، فلينظر من أقدم على أكل الربا لماذا أكلَهُ، وهذا لخطر الربا، ولورود النصوص الشرعية الصريحة في تحريمه، من ذلك قوله تعالى: {الّذين يأكلون الرِّبا لا يقومون إلاّ منا يقومُ الّذي يتخبَّطُه الشّيطان منَ المَسِّ ذلك بأنّهم قالوا إنّما البيع مثلُ الرِّبا وأحَلَّ الله البيعَ وحرَّم الرِّبا فمَن جاءَهُ موعِظة من ربِّه فانتهَى فلَهُ ما سَلَفَ وأمرُه إلى الله ومَن عاد فأُولئِك أصحاب النّار هم فيها خالدون} البقرة: .275
وقوله: {يا أيُّها الّذين آمنوا اتّقوا اللهَ وذَرُوا ما بقيَ من الرِّبا إن كُنتم مؤمنين × فإن لم تفعلوا فأْذَنُوا بحَرْبٍ من الله ورسولِه وإن تُبتُم فلكم رؤوس أموالِكم لا تظلمون ولا تُظلَمون} البقرة: 279-278، وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''لعَن الله آكل الرِّبا ومؤكله وكاتبه وشاهديه} رواه مسلم وغيره، وغير ذلك من الأدلة.
وقد يتحجّج البعض لجواز التعامل مع البنوك الربوية ولو لغير المضطر بكون علّة التحريم هي الاستغلال والانتهازية، فإن انتفت العلّة وارتفع الحكم، ورجع إلى الأصل في الأشياء كلّها وهو الإباحة، ويرد عليهم بأّن البنوك الربوية إلى يومنا الحالي تعطي قروضًا وتشترط الزيادة في تسديد القرض، وما علموا أنّ كلّ قرض جرّ نفعًا فهو ربا، واشتراط الزيادة في القرض عند إبرام العقد هو عين الربا، وعلّة التحريم قد تكون الاستغلال وأكل أموال الناس بالباطل، وقد تكون غيرها ممّا لا تدركه عقول البشر القاصرة، كما هو الحال في كثير من الأحكام الشرعية الّتي لا تدرك الحكمة من مشروعيتها ولا يدركها على حقيقتها إلاّ الله.

طلّق زوجته مرّتين


شخص قال لزوجته ''أخرجي إلى بيت أهلك ولا تعودي مرّة أخرى إلى بيتي''، وبعد أيام ندم، وهو الآن يسأل عن الحكم، مع العلم أنّه نسي نيته تلك اللحظة من قوله ذلك الكلام، أكان ينوي الطلاق أم لا؟

إذا قال الزوج لزوجته ''ألحقي بأهلك'' ناويًا بها الطلاق، فإنه يقع طلاقًا، وإن لم ينو بها الطلاق، فلا يقع طلاقًا، وبما أنّك نسيت نيتك حينما تلفظت بذلك القول فإنّنا لا نعتبره طلاقًا.
شخص طلّق زوجته مرّتين، ولمّا أرجعها من التطليقة الثانية طلّقها مرّة ثالثة، فهل يحل له مراجعتها؟
قد ينغص صفو الحياة الزوجية مشاكل قد تكون حقيرة وقد تكون كبيرة، قد تكون راجعة لسبب مادي دنيوي، وقد تكون راجعة للجهل بأمر من أمور الشريعة، وأيًا كان السبب فلا بُدّ من مواجهة تلك المشاكل بعلاج إسلامي ورد ذكره في الكتاب والسُنّة، وفي هذا بيان لأهمية وخطورة شأن الأسرة وشأن العلاقة الزوجية في الإسلام، حيث يقول تعالى: {والّتي تَخافون نُشُوزَهُنّ فَعِظُوهُنّ واهْجُرُوهُنّ في المضاجِع واضْرِبُوهُنّ فإنْ أطَعْنَكُمْ فلا تَبْغوا عليهنّ سَبيلاً} النساء: 34، فالعلاج يكون بالوعظ والتّوجيه وبيان الخطأ والتّذكير بالحقوق والواجبات، فإن لم ينفَع ذلك فبالهجر في المضجع، والله لم يطلق لفظ الهجر بل قيّده بالمضجع، وفي هذا توجيه إلهي حكيم، فلا يكون الهجر إلاّ في البيت ولا أمام الأسرة والأبناء أو أمام الغرباء، لأنّ الغرض هو المعالجة وليس التشهير أو كشف الأسرار، فإن لم ينفع ذلك فباللجوء إلى الضرب غير المبرح الّذي يتّقي فيه الوجه، والّذي لا يؤدي إلى الإضرار بالمرأة جسديًا ونفسيًا.
وفي كلّ الأحوال، فإن الضرب الوارد في الآية أفضل من الطلاق، حتّى لا يتّهم ضعاف الإيمان ومرضى القلوب من المسلمين دين الإسلام باحتقار المرأة وإذلالها، فلا كرامة إلاّ في الإسلام ولا عِزّة إلاّ في أحكامه، حتّى إذا لم تنجح تلك الوسائل تدخّل حَكَمٌ من أهل الزوج وحَكَم من أهل الزوجة حتّى يصلحَا ذات البيّن ويجمعَا الأسرة والأولاد.
وعندما تفشل جميع الوسائل في علاج الاختلاف ويصبح الإبقاء على رباط الزوجية شاقًا وعسيرًا، بحيث لا تتحقّق به الأهداف والحكم الجليلة الّتي أرادها الله تعالى، فالمخرج من هذه الضائقة يكون بالطلاق ولكن أيّ طلاق؟ إنّه الطلاق السني الّذي يُحقّق كجميع أحكام الشريعة الإسلامية مصالح العباد في الدارين، وهو الطلاق طلقة واحدة في طهر لم يحصل فيه جماع.
فالطلاق في فترة الحيض طلاق بدعي، لكنّه يقع، وكذا الطلاق الثلاث والطلاق في الطهر الّذي حصل فيه وطء، فكلّ هذه الأنواع طلاق بدعي يأثَم صاحبه ولكنّه يقع طلاقًا في أصحّ أقوال أهل العلم.
فقولك أيّها السائل إنّك طلّقتَ زوجتك ثلاثًا في مجلس واحد، ذهب الفقهاء إلى اعتباره طلقة واحدة، أمّا خروج زوجتك بعدما طلّقتها إلى بيت أهلها فخطأ، فعلى المرأة إذا طلّقها زوجها طلاقًا رجعيًا أن تبقى في بيت الزوج لا تخرج ولا يخرجها أحد قال تعالى: {لا تُخرِجوهُنّ من بيوتِهِنّ ولا يَخرُجْنَ إلاّ أن يأتينَ بفاحشة مُبيّنة} الطلاق:,1 وفي بقائها في بيت زوجها حِكم كثيرة، فهو سبيل وسبب مراجعتها واستشارة عواطف المودة في زوجها، حيث قال سبحانه وتعالى في ذلك: {لا تدري لعلَّ اللهَ يُحدِثُ بعدَ ذلك أمرًا} الطلاق: .1 أمّا قولك إنّها بقيت في بيت أهلها لمدة ستة أشهر، فدليل على انقضاء عدّتها إن لم تكن حاملاً، وبما أنّ عدّتها انقضت فهي بائنة منك بينونة صُغرى، وإن كانت هذه هي الطلقة الأولى أو الثانية، وإن أردتَ مراجعتها فلا بُدّ من عقد جديد. أمّا إن كانت التطليقة الثالثة فإنّها لا تحل لك حتّى تنكِح زوجًا غيرك على غير نية التحليل فيُطلّقها أو يموت عنها.
وهذه الأحكام الّتي ذكرناها أعظم دليل على قدسية الأسرة في الإسلام، فالحمد لله الّذي أنعَم علينا بنعمة الإسلام.

الأربعاء، 16 مارس 2011

جغرافيا الجزائر


خريطة تضاريس الجزائر.

تتباين التضاريس بين الشريط الساحلي في الشمال، سلسلتي جبال الأطلس والهضاب العليا التي تتوسطها، والصحراء الواسعة جنوبا.

  • التل: في الشمال، وعلى امتداد ساحل المتوسط، تمتد سهول التل الجزائري بعرض متباين (من 80 إلى 190 كلم) وتضم معظم الأراضي الزراعية للجزائر وتتركز فيها كثافة سكانية عالية.
  • الهضاب العليا والأطلس الصحراوي: تتوزع الهضاب على 600 كم شرق الحدود المغربية، أراضي سهبية، متعرجة، بين التل والأطلس الصحراوي. ارتفاعها بين 1100 و1300 متر بارتفاع من الغرب لتنحدر تدريجيا باتجاه الشرق لحوالي ال400 كم. تربتها رسوبية، من آثار نحت الجبال مع بحيرات مالحة.

يتلوها حزام مشكل من 3 سلاسل جبلية، جبال القصور على حدود المغرب، جبال العمور، ثم جبال أولاد نايل جنوب الجزائر. يهطل في منطقة الجبال قسط وافر من الأمطار مقارنة بالهضاب، تجاورها أراضي خصبة، لكن مياه هذه الجبال تغيب في الصحراء، وتكون بذلك احد الموارد الهامة للمياه الجوفية لواحات، الخط الشمالي من الصحراء الجزائرية. بسكرة، الأغواط وبشار، مدن تتواجد في المنطقة.

لهذا الحزام أيضا الفضل في إبقاء الشمال الشرقي بشتاء بارد ومثلج.

  • الشمال الشرقي: شرق الجزائر عبارة عن جبال وأحواض وسهول. يختلف عن غرب البلاد كونه غير مواز للساحل. جزؤه الجنوبي: الجرف ومرتفعات الأوراس التي لعبت دورا تاريخيا منذ زمن الرومان. الشمال يجاور القبائل الصغرى المعزولة عن الكبرى بأطراف التل وواد الصومام. الساحل عندها جبلي، والقليل جدا من الأراضي المنبسطة في بجاية، سكيكدة، عنابة.
  • لا توجد أنهار دائمة الجريان في الجزائر، وإنما وديان كوادي الشلف وهو أطولها (725 كم من الأطلس الصحراوي للبحر المتوسط) تمتلئ بالمياه في الشتاء، ثم تنضب لتتحول إلى مراعٍ خصبة، أو تصير أحواضا مغلقة (الشطوط) وأهمها شط الحضنة وملغيغ أو سبخات مثل سبخة وهران.

للقرار الذي أعلنه الأمين العام للجامعة العربية المنتهى الصلاحية موسى س س



جددت الجزائر موقفها الرافض لأي إجراء يقضي بفرض منطقة حظر جوي على ليبيا، لا يستند إلى قرار واضح وصريح من الأمم المتحدة. وعبرت عن انزعاجها للقرار الذي أعلنه الأمين العام للجامعة العربية، السبت الماضي، عقب اجتماع وزراء لخارجية العرب في القاهرة، والداعي إلى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا.
احتجت الجزائر على تصريحات الأمين العام لجامعة الدول العربية، عمرو موسى، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده، السبت الماضي بالقاهرة، لإعلان نتائج اجتماع وزراء الخارجية العرب، والتي قال فيها إن كل الدول العربية وافقت على قرار عربي يدعو مجلس الأمن الدولي إلى فرض حظر جوي على ليبيا. وقال بيان لوزارة الشؤون الخارجية الجزائرية، صدر أمس، إن اتخاذ قرارات في الجامعة العربية يتم ''بالتوافق'' و''ليس بالتصويت''، وهو ما يعني ، حسب البيان، أن القرار الذي أعلنه الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى، السبت الماضي، على أنه قرار عربي يدعو مجلس الأمن إلى فرض منطقة حظر جوي على ليبيا، لا يعني الجزائر التي رفضت القرار، ويعد لاغيا بحسب مواثيق الجامعة العربية وبحكم الآليات القانونية التي تنظم كيفية إصدار القرارات.
وأضاف البيان أن الجزائر تجدد موقفها الرافض للقرار العربي، وتؤكد أن فرض منطقة حظر جوي بليبيا يعد من صميم صلاحيات مجلس الأمن الدولي، وفقا لأحكام ميثاق منظمة الأمم المتحدة، باعتبارها الهيئة المسؤولة عن حفظ الأمن والسلم الدوليين. وأوضح البيان أن الجزائر كانت قد أكدت، خلال تدخل وزير الخارجية، مراد مدلسي، في الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية العرب الذي عقد بالقاهرة، وكذا خلال الاجتماع الذي سبقه وعقد يوم 2 مارس الجاري، على نفس الموقف الرافض لأي تدخل أجنبي في ليبيا، وعلى ضرورة احترام السيادة والوحدة الترابية لليبيا، وفقا لقرار الجامعة العربية الذي يؤكد التزام الجامعة بترقية السلم ورفضها لأي شكل من أشكال التدخل الأجنبي في ليبيا.
وجدد بيان وزارة الخارجية الدعوة إلى الوقف الفوري لكل أعمال العنف وإراقة الدماء، ودعوة الحكومة الليبية والمعارضة في ليبيا إلى انتهاج سبيل الحوار من أجل الاستجابة ''لتطلعات الشعب الليبي المشروعة''. وكان موقف الجزائر بشأن فرض منطقة حظر جوي على ليبيا قد لاقى انتقادات شديدة من قبل قوى سياسية ومدنية جزائرية.

شخص مسيحي يستفسر .................


قال تعالى: {إن الدين عند الله الإسلام}، آل عمران .19 وقال تعالى: {وَمَنْ يَبْتَغِ غير الإسلام فلن يقبَل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}، آل عمران .85
فالإسلام هو دين الله الذي يدل مسماه على السلام والاستسلام والانقياد لله ربّ العالمين، الدين الذي يدعو إلى توحيد الله بالعبادة، وإلى اتّباع النّبيّ محمّد، صلّى الله عليه وسلّم، وفي كلّ ما جاء به، وإلى الاستقامة في السلوك والأخلاق. والقرآن كلام الله تعالى، أنزله على سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، خاتم الأنبياء والمرسلين، جاء فيه من أخبار المسيح الشيء الكثـير، كما في سُنّة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، حيث ثـبت أنّ عيسى عليه السّلام لم يُقتَل وإنّما رفعه الله تعالى إليه، وسينزل في آخر الزمان ليقتل الدجال، مُحكمًا في ذلك شريعة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم.
أمّا ما جاء في القرآن من الإنجيل، فقوله تعالى: {وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إنّي رسول الله إليكم مصدقًا لما بين يديَّ من التوراة ومبشِّرًا برسول يأتي من بعدي اسمهُ أحمد، فلمّا جاءهم بالبيّنات قالوا هذا سحر مبين، ومن أظلم ممّن افترى على الله الكذب وهو يُدعى إلى الإسلام}، الصف 6 ـ.7 لكن النصارى حرّفوا ما جاء في الإنجيل الّذي أنزله الله على عيسى عليه السّلام، فكفروا برسالة محمّد صلّى الله عليه وسلّم الّتي هي خاتم الرسالات. أمّا نحن المسلمون، فنؤمن بأن محمّدًا هو خاتم الأنبياء والرسل، ونؤمن بالكتب الّتي أنزلها الله عليهم، ولكن لا نعمل إلاّ بشريعة الإسلام الّتي جاء بها محمّد صلّى الله عليه وسلّم والمهيمنة على جميع الشرائع السابقة، كما جاء ذلك في القرآن، قال الله تعالى: {والّذين آمنوا بالله ورسله ولم يُفرّقوا بين أحد منهم أولئك سوف يؤتيهم أجورهم وكان الله غفورًا رَحيمًا}، النساء .

المازوشيون‭ ‬مازالوا‭ ‬هنا

هل يوجد في العالم أقبح من أن يبحث المحكوم عليه بالإعدام لجلاده عن أعذار وهو على مشارف المقصلة؟ وهل يوجد أقبح من ممارسة المازوشية في حضرة ساديين يمارسون طقوسهم الجبروتية حتى وهم على مشارف حفرة من نار؟ أسئلة تبقى من دون إجابات ونحن نتابع شعوبا عربية برغم ما عانته من حكام جعلوها الأفقر في بلدان ثرية والأذل في بلدان عزيزة تبحث لزعمائها عن أعذار بين من يعتبر زين العابدين بن علي غافلا عن مآسي شعبه بسبب تغليطه من المحيطين به، ومن يعتبر حسني مبارك طاعنا في السن ما عاد يُدرك ما يفعل وما يُفعل به، ومن يعتبر معمر القذافي بالمجنون الفاقد للوعي من أجل إدخال الجميع ضمن دائرة المرفوع عنهم القلم الشرعي والوضعي في إطار الآية الكريمة "ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج ومن يُطع الله ورسوله يدخله جنات تجري من تحتها الأنهار ومن يتولّ يعذبه عذابا أليما".

وطبعا ستلبس الشعوب لوحدها التهمة، لأنها هي من أوصلت هؤلاء إلى الحكم وتركتهم يعيثون في أرضها الفساد والدمار والتخلف.. الأزمة كان يمكن أن ننفض أيدينا منها مع ذهاب هؤلاء الذي نُصرّ على أنهم عجز في الغابرين وفاقدين للوعي، ولكنها للأسف مازالت متواصلة،