الاثنين، 25 أبريل 2011

الأمراض التي ينقلها الخنزير




لقد حرمت الشريعة الإسلامية لحم الخنزير، و نفذها المتدينون امتثالاً لأمر الله الخالق سبحانه و طاعة له دون أن يناقشوا العلة من التحريم ، لكن العلماء المحدثين توصلوا إلى نتائج مدهشة في هذا المجال : أليس من المدهش أن نعلم أن الخنزير مرتع خصب لأكثر من 450 مرضاً و بائياً ، و هو يقوم بدور الوسيط لنقل 57 منها إلى الإنسان، عدا عن الأمراض التي يسببها أكل لحمه من عسرة هضم و تصلب للشرايين و سواها.


و الخنزير يختص بمفرده بنقل 27 مرضاً وبائياً إلى الإنسان و تشاركه بعض الحيوانات الأخرى في بقية الأمراض لكنه يبقى المخزن والمصدر الرئيسي لهذه الأمراض : منها الكلب الكاذب و داء وايل و الحمى اليابانية والحمى المتوهجة و الحميرة الخنزيرية و غيرها.



الآثار السلوكية (الخلقية ) التالية لأكل لحم الخنزير:


لقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أثر الطعام على خلق آكليه فقال :" والفخر والخيلاء في أصحاب الإبل والسكينة والوقار في أهل الغنم "



ويقول ابن خلدون : " أكلت الأعراب لحم الإبل فاكتسبوا الغلظة وأكل الأتراك لحم الفرس فاكتسبوا الشراسة وأكل الإفرنج لحم الخنزير فاكتسبوا الدياثة "


وإن أكل لحم الخنزير لابد وأن يؤثر على شخصية الإنسان وسلوكه العام والذي يتجلى واضحاً في كثير من المجتمعات الغربية حيث يكثر اللواط والسحاق والزنى وما نراه متفشياً من نتاج تلك التصرفات من ارتفاع نسبة الحمل غير الشرعية والإجهاض وغيرها.

الأحد، 24 أبريل 2011

من روائع أخلاق الرّسول الكريم الرّحمة.


اذهب فأطعمه أهلك: عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: هلكت! فقال: ''وَمَا ذَاكَ؟''. قال: وقعت بأهلي في رمضان. قال: ''تَجِدُ رَقَبَةً؟''. قال: لا. قال: ''فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟''. قال: لا. قال: ''فَتَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟'' قال: لا.
قال (أي الراوي): فجاء رجل من الأنصار بعرق (والعرق: المكتل) فيه تمر، فقال: ''اذْهَبْ بِهَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ''. قال: أعلى أحوج منا يا رسول الله؟! والذي بعثـك بالحق ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا. ثم قال: ''اذْهَبْ، فَأَطْعِمْهُ أَهْلَكَ'' أخرجه البخاري ومسلم.
إن منكم منفرين: عن أبي مسعود الأنصاري قال: جاء رجل إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، إنّي ـ والله ـ لأتأخر عن صلاة الغداة؛ من أجل فلان ممّا يطيل بنا فيها. قال: فما رأيت النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قط أشد غضبًا في موعظة منه يومئذٍ، ثـم قال: ''يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُوجِزْ؛ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ'' أخرجه البخاري ومسلم.

من هدي خير الخلق ''يُبْعَث كلّ عبْدٍ على.



عن جابر رضي الله عنه قال: قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''يُبْعَث كلّ عبْدٍ على ما مات عليه'' رواه مسلم.فقول سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ''يُبعَث كلّ عبدٍ''، المراد منه المكلّف ولو حُرًّا وامرأة، وقوله صلّى الله عليه وسلّم ''على ما مات عليه''، أي حتّى يُبعَث صاحب المزمار ومزماره في يده، ففيه تحريض للإنسان على حسن العمل وملازمة السنن المحمّدية في سائر الأحوال، والإخلاص لله تعالى في الأقوال والأعمال، ليموت على تلك الحالة الحميدة فيُبعَث كذلك.

وصايا الرّسول للمرأة خير الزاد التقوى


عن عائشة، رضي الله عنها، قالت: قال لي رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''يا عائشة، عليك بتقوى الله عزّ وجلّ، والرفق، فإن الرفق لم يك في شيء قط إلاّ زانه، ولم ينزع من شيء قط إلاّ شانه''. هذه الوصية الغالية أصل من الأصول الّتي يحيا بها المسلم في الدنيا.. فأصل التّقوى أن تجعلي بينك وبين ما تخافين منه وتحذرينه وقاية تقيك منه.. فتقوى المسلمة لربِّها أن تجعل بينها وبين ما تخشاه من ربّها، من غضبه وسخطه وعقابه، وقاية تقيها من ذلك، وهو فعل طاعة ربّها واجتناب معاصيه.

رسول الله والآخرون رفقه وإحسانه بالمرأة


يكره سيّدنا رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، ضرب المرأة أو تعنيفها، أو وصفها بالقبح، فيقول صلّى الله عليه وسلّم: ''ولا تقبح ولا تضرب'' أخرجه أبو داود وابن ماجه. وقال في حديث آخر: ''لا تضربوا إماء الله'' أخرجه أبو داود. ولمّا جاءه سيّدنا عليّ بن أبي طالب، رضي الله عنه، ابن عمّه وصاحبه يريد زواج ابنته فاطمة رضي الله عنها، وافق سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم، لكنّه اشترط عليه الإحسان إليها ورعايتها بقوله: ''على أن تُحسِن صحبتها'' أخرجه الطبراني. وذهب رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، في مراعاة شعور المرأة مذهبًا راقيًا، عندما أمر الرجل إذا عاد من سفره ألاّ يفاجئ زوجته بالدخول عليها دون أن تشعر بقدومه، إمعانًا في الرفق بالمرأة، وتحسينًا لصورتها دائمًا أمام زوجها، فقال لصاحبه جابر رضي الله عنها: ''إذا دخلت ليلاً، فلا تدخل على أهلك حتّى تستحدّ المغَيَّبة وتمتشط الشَّعِثَـة'' أخرجه البخاري ومسلم.

الجمعة، 22 أبريل 2011

مصارع الظالمين من خلال آيات الكتاب المبين

إنّ من تمام عدله سبحانه وجميل برّه وإحسانه، أن أمر بالعدل والإحسان وحرّم الظلم والبغي والعدوان، حرّمه سبحانه على نفسه وجعله بين عباده محرّمًا، كما جاء في الحديث القدسي الّذي يرويه النّبيّ عن ربّه فيقول: ''يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْت الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْته بَيْنكُمْ مُحَرَّمًا فَلَا تَظَالَمُوا''.
إنّ للظلم والبغي ألوانًا وصورًا تربو على الحصر، غير أنّ أبشع أنواع الظلم وأقبح صوره وأشدّها نكرًا وأعظمها خطرًا، البغيُ في الأرض بغير الحق، والاستطالة على الخلق، في دينهم أو أنفسهم أو أموالهم أو أعراضهم.
ولذا جاء تحريم البغي في الأرض منصوصًا عليه في سياق جملةٍ من أصول المحرمات، إعلامًا بشدّة الوزر وسوء المصير، وذلك في قوله سبحانه: ''قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ''. كما توعّد سبحانه كل من سلك سبيل البغي بأليم العذاب فقال تعالى ذكره: ''إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ''.
هذا العذاب الأليم إنما هو الجزء المؤجَّل من العقوبة، لكن للبغي أيضًا عقوبةً يعجّلها الله للباغي في حياته الدنيا، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الإمام أحمد في مسنده بإسناد صحيح عن أبي بكرة رضي الله عنه أنّ رسول الله قال: ''ما مِن ذنب أجدر أن يعجِّل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدّخره له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم''، وعاجل هذه العقوبة أن على الباغي تدور الدوائر، فإذا هو يبوء بالخزي وينقلب خاسئاً، وتلكم سُنّة الله الماضية في خلقه، النافذة على عبيده، سنن إلهية، ونواميس كونية، لا تتغيّر مهما اختلفت للظالمين أزمانهم، وتباعدت بلدانهم، وتنوّعَت أعراقهم، فسنن الله تعالى لا تحابي أحدًا، ولا تفرق بين زمان وزمان، فمَن ظلم وتمادى في ظلمه فهلاكه واقع لا محالة إلاّ أن يَمُنَّ الله تعالى عليه بتوبة عاجلة. وإذا تصفحنا آي القرآن الكريم، وجدناها حافلة بالأخبار الكثيرة عن مصارع الظالمين، ومصير المفسدين، الذين عمَّرُوا عمرانًا عظيمًا، وشيَّدُوا حضارات عتيدة، وظنّوا أنهم بلغوا النهاية في القوّة والعزّة، وغرّتهم أنفسهم فظلموا وأفسدوا، وما تركوا ظلمهم رغم الآيات والنذر، فحقّت كلمة العذاب عليهم، وأصبحوا أثرًا بعد عين، وخبرًا طواه التاريخ يُتْلَى للتذكرة والاعتبار، فماذا كانت عاقبة بغي فرعون حين ''عَلاَ فِي الأرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مّنْهُمْ يُذَبّحُ أَبْنَاءهُمْ وَيَسْتَحْي نِسَاءهُمْ''. ألم تكن كما وصف ربّنا: ''فَأَخَذَهُ اللَّهُ نَكَالَ الآخِرَةِ وَالأُوْلَى''؟! وكيف كانت عاقبة طغيان قارون الذي بغى على قومه حين أتاه الله ''مِنَ الكنُوز ما إنّ مَفَاتِحَه لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَة أولِي القُوّة''؟!
ألم تكن كما وصف ربّنا: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأرْضَ فَمَا كَانَ لَهُ مِن فِئَةٍ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مِنَ الْمُنتَصِرِينَ''؟! وكذلك كانت عاقبة كل مَن بغى في الأرض، وعلا فيها بغير الحق، واستضعف أهلها فعلى الباغي تدور الدوائر مهما تجبّر واستكبر، وغرّته قوّته وأسكرته صولته، وإنّ هذه السُنّة الربانية عامة شاملة في الأفراد كما الأمم، قال سبحانه: ''وَمَا كُنّا مهلكي القُرى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ''. وقال عزّ وجلّ: ''وَتِلْكَ القُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لمّا ظلموا..''.
إنّ ممّا لا بُد منه أمام مثل هذه السنن الإلهية أن يكون كل مسلم على ذكر من أمرين:
أما أولهما: فهو أن من حكمة الله تعالى ومن بديع تدبيره أنه يمهل للظالم ويملي له، لكنّه يأخذه في النهاية أخذًا أليمًا شديدًا، لا نجاة له منه، كما جاء في الحديث الّذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنّ رسول الله قال: ''إنّ الله تعالى ليملي للظالم حتّى إذا أخذه لم يفلته'' ثم قرأ النّبيّ: ''وَكَذلكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ''.
أما الثاني: فهو أن سُنّة الله في الابتلاء ماضية في عباده المؤمنين تمحيصًا وتعليمًا، ورفعةً وتكريمًا، وفي الكافرين مَحْقًا وقطعًا وعذابًا أليمًا، كما قال سبحانه: ''إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاء وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّالِمِينَ × وَلِيُمَحِّصَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَيَمْحَقَ الْكَافِرِينَ}.

ما ينبغي للعُلماء والقُضاة


ينبغي للعلماء وخصوصًا منهم وُلاة الأحكام أن يعظوا عامة المسلمين عند الاختصام إليهم، ويخوّفوهم بما ورد عن الله وعن رسوله من التّشديدات والتّهديدات في الدعاوى الكاذبة، وشهادة الزور والأيمان الفاجرة والمعاملات الفاسدة، مثل الربا وغيره، ويذكروا لهم بعض ما ورد في الشرع من تحريم هذه الأمور، وشدّة العقاب فيها، وذلك لغلبة الجهل، وشدّة الحرص، وقلّة المبالاة بأمر الدِّين، وكم من عامي من المسلمين إذا سمع تحريم الكذب في الدعاوى والشّهادات والأيمان يرجع عن شيء قد عزم عليه من ذلك لجهله وقلّة علمه.
ويتأكّد على العلماء أن يجالسوا النّاس بالعِلم، ويحدثونهم به، ويثبّتوه لهم ويكون كلام العالم معهم -في بيان الأمر الّذي جاءوا إليه من أجله: مثل ما جاءوا لعقد النكاح- يكون كلامه معهم فيما يتعلّق بحقوق النساء: من الصُّدَاق والنّفقة والمعاشرة بالمعروف، وما يجري هذا المجرى، ومثل ما إذا جاؤوا لعقد البيع وكتاب مسطور بينهم في ذلك يكون كلامه معهم في الشّهادات وفي صحيح البيوع وفاسدها، ونحو ذلك.

فضل قراءة القرآن الكريم حُسن الخُلق

لقد حثّ سيّدنا رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم على حُسن الخلق، والتمسك به، وجمع بين التّقوى وحسن الخلق، فقال عليه الصّلاة والسّلام: ''أكثر ما يدخل النّاس الجنّة، تقوى اللّه وحسن الخلق'' رواه الترمذي والحاكم.
وأوصى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أبا هريرة بوصية عظيمة فقال: ''يا أبا هريرة! عليك بحسن الخلق''، قال أبو هريرة رضي اللّه عنه: وما حسن الخلق يا رسول اللّه؟ قال: ''تَصِلْ مَنْ قطعك وتعفو عمّن ظلمك وتُعطي من حرمك'' رواه البيهقي. كما عدّه عليه الصّلاة والسّلام من كمال الإيمان، فقال صلّى الله عليه وسلّم: ''أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقًا'' رواه أحمد وأبو داود.

رِفق النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بأُمّتِه

مجالس المصطفى عليه الصّلاة والسّلام

من صُور الرِّفق المحمّدي أنّ فتَى شابًا أتى النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله ائْذَنْ لي بالزِّنا!! فأقبل عليه القومُ فزجروه، وقالوا: مَهْ مَهْ، فقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''ادْنُهْ''، فدنَا منه قريبًا، قال: ''أتُحِبُّه لأُمِّك؟''، قال: لا والله، جعلني اللهُ فِداءك، قال: ''ولا النّاس يُحبّونه لأُمّهاتهم، أفتُحبّه لابنتك؟''، قال: لا والله يا رسول الله، جعلني الله فداءك، قال: ''ولا الناس يُحبّونه لبناتهم، أفتحبّه لأُختك؟''، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ''ولا الناس يحبّونه لأخواتهم، أفتحبّه لعمّتك؟''، قال: لا والله، جعلني الله فداءك، قال: ''ولا الناس يحبّونه لعمّاتهم، أفتحبّه لخالتك؟''، قال: لا والله، جعلني الله فداءك. قال: ''ولا الناس يحبّونه لخالاتهم''، ثم وضع يديه عليه وقال: ''اللّهمّ اغفر ذَنبه وطَهِّر قلبه وحَصِّن فرجه''، فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء. رواه أحمد

عن حكم تطويل الأظافر؟


جواب: عن أنس رضي الله عنه قال: ''وقَّت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في قص الشارب وتقليم الأظافر ونتف الإبط وحلق العانة ألا نترُك شيئًا من ذلك أكثر من أربعين ليلة'' رواه مسلم وغيره. وقد ثبت عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ''الفطرة خمس: الختان والاستحداد، وقص الشارب، ونتف الإبط وتقليم الأظافر'' أخرجه البخاري ومسلم. فتقليم الأظافر من سنن الفطرة، وقد وقّت رسول الله صلّى الله عليه وسلّم أربعين يومًا، وقد اعتبر بعض العلماء أن مَن تجاوز هذه المدة آثم، ولا شكّ أنّ في تطويل الأظافر تشبّهًا بالبهائم والكافرات، وهو أيضًا ممّا يجمع الأوساخ والجراثيم، والله أعلم.

الأربعاء، 20 أبريل 2011

شخص حلف بأبيه على أمر غير الذي نطق به؟


قال الله تعالى: {واحْفَظُوا أيْمانَكُم} المائدة: 89، فعلى المسلم أن يعوّد نفسه على عدم الإكثار من الحلف والقسم حتّى لا يقع في المحظور.
أمّا كون السائل حلف بأبيه، فهذا غير جائز. عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنّه أدرَك عمر بن الخطاب في ركب وعمر يحلف بأبيه، فناداهم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: '' ألاَ إنّ الله ينهاكم أن تحلفوا بآبائكم فمَن كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت'' أخرجه البخاري ومسلم. وفي رواية لأبي داود والنسائي عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: ''لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمّهاتكم ولا بالأنداد ولا تحلفوا بالله إلاّ وأنتُم صادقون'' رواه أبو داود والنسائي وهو صحيح.
وقولك: على أمر غير الّذي نطق به، فقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''يمينُك على ما يصدقك به صاحبك'' أخرجه مسلم.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''اليمين على نيّة المستحلف'' أخرجه مسلم. وللمسلم أن يعوّد نفسه على قول ''إن شاء الله'' عقب كلّ يمين يحلف به، لمَا رواه ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''مَن حلف على يمين فقال إن شاء الله فلا حنث عليه'' رواه أحمد وأصحاب السنن الأربعة وهو صحيح.
وعنه رضي الله عنه قال: كانت يمين النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ''لا ومُقلِّب القلوب'' رواه البخاري. وعلى المؤمن الّذي حلف على أمر أن يكفّر عن يمينه، فعن عبد الرحمن بن سمرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''وإذا حلفتَ على يمين فرأيت غيرها خيرًا منها فكفّر عن يمينك وائْت الّذي هو خير'' رواه البخاري ومسلم.
وكفارة اليمين مبنية في الآية الآتية وهي على الترتيب لا على التخيير قال تعالى: {لا يُؤَاخِذُكم اللهُ باللّغوِ في أيْمانِكم ولكن يُؤاخِذُكم بما عَقَّدتُم الأيْمان فكفّارتُه إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تُطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحريرُ رقبة فمَن لم يجِد فصيام ثلاثة أيّام ذلك كفّارة أيْمانكم إذا حلفتُم واحْفظوا أيْمانَكم كذلك يُبيِّن الله لكم آياتهِ لعلّكم تشكرون} المائدة: .89
ويحرم على المؤمن أن يحلف على الكذب، وتلك تُسمّى يمينًا غموسًا تغمس صاحبها في نار جهنّم والعياذ بالله.

شخص نذر أن يصوم ستين يومًا متتالية، وهو الآن غير قادر على الوفاء بنذره؟




إنّ النّذر غير مرغّب في الشّريعة الإسلامية، لهذا ننصح بعدم التسرّع إليه خاصة إذا كان متعلّقًا بأمر لا يطيقه الإنسان كما هو حال السائل. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''إنّ النّذر لا يُقدّم من ابن آدم شيئًا لم يكن الله قدّره له، ولكن النذر يوافق القدر فيخرج بذلك من البخيل ما لم يكُن يريد أن يخرجه'' رواه مسلم، لكن إن نذر المسلم فإنّه يجب عليه الوفاء. وإن كنتَ لا تستطيع صوم تلك الأيام لمرض يمنعك حتّى من صيام شهر رمضان، فقد سقط عنك النذر، أمّا إن كنتَ ممّن يصوم رمضان فإنّه يجب عليك الوفاء بما نذرتَ به.

صرخة التوبة

http://www.youtube.com/watch?v=GvIEGWz8zlw

الأحد، 17 أبريل 2011

احذروا سِهام اللّيل

يُروى أنّ أهل بغداد اشتكوا إلى الخليفة المعتصم إساءة غلمان الأتراك، وقد أكثـر المعتصم من شرائهم ليقوّي الجيش بهم، حتّى ملأوا بغداد وكانوا عجمًا جفاة. وجاء وفد من الصالحين للخليفة المعتصم وقالوا له: ''تحوّل عنّا بجيش الأتراك هذا وإلاّ قاتلناك''. فقال لهم المعتصم: ''وكيف تقاتلوني وفي عسكري ثـمانون ألف دارع؟''. فقالوا: ''نقاتلك بسهام اللّيل''. فقال: ''لا طاقة لي بذلك''. وتحوَّل بجيشه إلى مدينة جديدة اسمها ''سرُّ مَن رأى''، أو سامراء الآن.
قال الله سبحانه وتعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} غافر .60 وقال سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''ليسَ شيءٌ أكرم على الله تعالى من الدعاء'' رواه الترمذي.
فقد ورد في تراثـنا الإسلامي العظيم مُصطلح ''سهام اللّيل'' الّذي يُقصد به رفع اليدين بالدعاء إلى الله تعالى، والابتهال إليه سبحانه وتعالى في خشوعٍ وخضوع. وهذه السهام هي السلاح الفتّاك والقوّة الكبرى الّتي لا يعرفها إلاّ المؤمنون الصادقون، ولا يُجيد استعمالها إلاّ عباد الله المخلصين الّذين يُطلقونها بأوتار العبادة وقِسي الدموع في وقت السحر، يرفعونها إلى الله تعالى فيُجيب مَن يشاء من عباده، متَى شاء، وبما شاء، وكيفما شاء. قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ} البقرة .186
قال الشاعر:
يا مَن يُجيب دعاء المضطر في الظُلَم يا كاشف الضرّ والبلوى مع السقم
حقًا، إنّ سهام اللّيل لا يقوى على صدّها أحد ولا يعرف قيمتها الآن إلاّ القليل، فإنّها السلاح الأقوى والسيف الأمضى الّذي سقط من حسابات المسلمين، إنّها وصلة العبد بربّ الأرض والسّماء، ومسامرة المظلومين في حوالك الظلمات، فكم من سهام كشفت مَظلمة وقمعت ظالمًا وردّت طاغيًا. نحن في أمسّ الحاجة لأن نبري سهامنا، ونشدّ أوتارنا، ونرفع أقواسنا، ونأجر في جوف اللّيل لمَن وسع سمعه الأصوات كلّها.
ولمَن يشك في قوّة سهام اللّيل ومدى فاعليتها، فليسمع لتلك المواقف.
لمّا قَتَل الحجاج بن يوسف العالم الرباني سعيد بن المُسيِّب، ووصل هذا الخبر للحسن البصري، رفع يديه في جوف الليل وقال: ''اللّهمّ يا قاصم الجبابرة اقصِم الحجاج''. فمات الحجاج من ليلته.
كان الوالي الأمير عبد الله بن الأغلب، في سنة 196هـ، سيِّء السلوك والأخلاق، ظلومًا غشومًا، يُسرف في ظلم النّاس. فجاءه عالم إفريقية وقتها وهو ''حفص بن حميد''، وقال له: ''يا أيّها الأمير، اتّق الله في شبابك وارحم جمالك وأشفق على بدنك من النّار، وارفع هذه الضرائب الجائرة عن الرعية، وخُذ بكتاب الله وسُنّة رسول الله''. فأعرض الأمير عبد الله عن سماعه ولم يأخذ بنصيحته، بل غالى في المكوس والضرائب كرد فعل عكسي للوعظ والإرشاد. فقال حفص بن حميد: ''قد يئِسنا من المخلوق فلا نيأس من الخالق، فاسألوا المولى وتضرّعوا إليه في زوال ظُلمه عن المسلمين، فإن فَتَح في الدعاء فقد أَذِن في الإجابة''.
فقام النّاس فتوضّأوا وساروا إلى المُصلّى، ودعوا الله بعد صلاة العشاء أن يكُفّ عن المسلمين أذى هذا الأمير الظالم وأن يريحهم من أيّامه، فإذا بالأمير الظلوم تصيبه قرحة تحت أذنه، لم يستطع أن يصمُد أمام وجعها سوى خمسة أيّام فقط. وخلالها، تغيّر لون بشرته البيضاء، وكان من أجمل أهل زمانه حتّى ضربوا به الأمثـال في الوجاهة والوسامة إلى اللون الأسود كأنّه زنجي، وبعدها مات غير مأسوف عليه ولا مبكى.
نعم.. إنّها تلك الدعوات الصادقة الّتي يطلقها عباد الله المخلصون، بقلوب خاشعة، ونفوس واثـقة، وألسنة صادقة، وعيون دامعة، وهم يرفعون أيديهم الطاهرة لترتفع الدعوات الصادقات إلى ربّ الأرض والسّموات، الّذي يُجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السُّوء عمّن ناداه.

وصايا لتربية الأبناء

المال الحلال: عليك بالمال الحلال وتجنَّب الشُّبَه، ولا تقع في الحرام، فإنّه صحّ عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قال: ''كلّ جسم نَبَت مِن سُحْت فالنّار أولى به''.
القدوة الحسنة: القدوة الحسنة من ضروريات التربية، فكيف يحرص ابنك على الصّلاة وهو يراك تُضيِّعها، وكيف يبتعد عن الأغاني والمجون وهو يرى والدته ملازمة لسماعها! ثـمّ في صلاحك حِفْظٌ لهم في حياتك وبعد مماتك. وليكن لك أجر غرس الإسلام في نفس طفلك وحرصه على أداء شعائره.

مفاتيح التوبة النظر في العواقب

عندما تفكر في مقارفة سيّئة، تأمّل عاقبة أمرك، واخشَ من سوء العاقبة. فكما أنّك تتلذّذ بمقارفة المنكر ساعة، ليكن في خَلَدك أنّك سوف تتجرّع مرارات الأسى ساعات وساعات. فجريمة الزنا، فضيحة وحَدّ، والحدّ إمّا تغريب أو قتل. وجريمة السرقة، عقوبة وقطع. وجريمة المسكر ويلات وجلد. وجريمة الإفساد، صلب أو قطع أو قتل.. هذا في الدنيا، أمّا الآخرة، فالله تعالى بالمرصاد، ولَن يخلف الميعاد.

شخص مريض


شخص مريض بسلس البول، يسأل عن كيفية الوضوء من أجل الصّلاة؟
إنّ الشريعة الإسلامية مبنية على اليسر والسهولة. قال تعالى: {ومَا جعل عليكُم في الدِّين من حرج} الحج .78 وقال: {يُريد الله بكُمُ اليُسرَ ولا يُريد بكم العُسر} البقرة .185 وقال: {فاتّقوا الله ما استطعتُم} التغابن .16 وقال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم ''إنّ الدِّين يُسر'' أخرجه البخاري ومسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا أمرتُكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم'' أخرجه البخاري ومسلم. فإذا كان الشخص مريضًا، فإن الله سبحانه وتعالى خفّف عنه العبادة حتّى يتمكّن من القيام بها دون مشقّة ولا حرج، فالمريض المصاب بسلس البول عليه أن يتوضأ لكلّ صلاة بعد دخول وقتها ويغسل ما يُصيب بدنه وثـوبه، أو يجعل للصّلاة ثـوبًا طاهرًا إن تيسّر له ذلك، أو يضع خرقة تمنع وصول البول إلى ثـوبه وينزعها قبل الشروع في الصّلاة. وإن أراد قراءة القرآن مثـلاً، فعليه أن يتوضأ أو يتيمّم إن كان لا يستطيع الوضوء، عملاً بقوله تعالى: {إنّه لقرآن كريمٌ ، في كتابٍ مكنُونٍ، لا يمسُّه إلا المطهّرون} الواقعة 77 ـ .79

فتاوى


ما حكم شخص أتى امرأته في آخر أيام حيضها وقبل أن تغتسل؟
أباح الشارع للزوج أن يأتي زوجته أنّى يشاء، إلاّ ما استثـنى وحرّم، وهو الوطء في الدبر والوطء في الحيض، كما حرّم في أوقات مخصوصة وأحوال معيّنة، كنهار رمضان وفي الإحرام وغيرها. وقد ثـبت طبيًا أنّ الوطء في الدبر وأثـناء الحيض يُسبّب أمراضًا خطيرة وأذًى لكلا الطرفين، وقد قال تعالى: {ويسئلونك عن المحيض قُل هو أذًى فاعتزِلوا النِّساء في المحيض ولا تقربوهنّ حتّى يَطْهِرن} البقرة .22 والمقصود بالتطهّر هنا هو الغسل، فلا يجوز للزوج أن يجامع زوجته بعد انقطاع دم حيضها وقبل اغتسالها منه، بدليل قوله سبحانه وتعالى: {فإذا تَطَهَّرْنَ فأتوهُنَّ مِن حيثُ أمرَكُم الله إنّ اللهَ يُحبُّ التّوابين ويٌحبّ المتطهّرين} البقرة .222 إلاّ أنّه يجوز للزوج أن يباشر زوجته دون جماع أثـناء فترة حيضها، بأن تكون متزرة بإزار يمكنه الاستمتاع بما دون الفرج، وقد قال النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم في استمتاع الرجل بزوجته حال الحيض: ''اصنعوا كلّ شيء إلاّ النكاح'' رواه مسلم. فإن أنزل الرجل بمجرد الاستمتاع دون جماع، وجب عليه الغسل، وإن لم ينزل، فليس عليه غسل. أمّا بالجماع، فإنّه يجب عليهما الغسل، سواء أنزل أم لم ينزل، لقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا التقى الختانان وجب الغسل'' أخرجه أحمد والبيهقي ومسلم، وهو صحيح.

فتاوى

شخص يسأل عن حكم رفع صوت المكبّر عند الآذان، خاصة آذان الفجر في كثـير من المساجد، ممّا يُسبّب الإزعاج للنّاس؟

إنّ لصلاة الفجر مع جماعة المسلمين فضلاً عظيمًا. وقد ذهب بعض المفسّرين إلى أنّ المقصود من قوله تعالى: {وقُرآن الفجر إنّ قرآن الفجرِ كان مشهودًا} الإسراء 78، صلاة الصبح.
وقد وردت أحاديث كثـيرة في فضل الصّلاة مع جماعة المسلمين بصفة عامة وفضل العشاء والفجر بصفة خاصة، لثـقلهما على المنافقين وعلى ضعاف الإيمان ممّن شغلهم الحرص على الدنيا وملذّاتها عن أداء الفرائض على أكمل وجه.
أمّا عن رفع صوت المكبّر عند الآذان خاصة آذان صلاة الفجر، فمخالف لهديّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الّذي نهى عن إيذاء وإحراج المسلمين. واتّخاذ شعيرة الآذان العظيمة وسيلة من أجل إلحاق الأذى بالمؤمنين أمر غير مشروع ولا جائز، فقد تترتّب عنه آثـار سلبية خطيرة، كانزعاج النّاس من سماع الآذان وصم آذانهم، عوض الإصغاء وقول الذكر الثـابت عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عند سماع الآذان من بدايته إلى نهايته، كما يُسبّب ذلك رعبًا عند الأطفال الصغار إذا رفع صوت المكبّر عن آخره. أمّا الوسط فهو المطلوب، هذا إن كان المسجد في حي صغير، أمّا إن كان الحي كبيرًا، فلا نظن أن ذلك يزعج أهله بل بالعكس، فإن ذلك يكون سببًا في إيقاظهم جميعًا وحضورهم إلى المسجد.

السبت، 16 أبريل 2011

لا يجوز للمرأة أن تمص ذكر زوجها وهو حرام شرعاً با

المص حرام شرعاً فلا يجوز إتيان في الفم بل هي كبيرة من أكبر الكبائر ولا يجوز للمرأة مص ذكر زوجها وهو محرم شرعاً ولا يشك في ذلك أصحاب الفطر السوية والدليل قوله تعالى ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُواْ النِّسَاء فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىَ يَطْهُرْنَ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ} ومعنى (فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللّهُ } واضح وجلي ولا يحتاج الا تفسير أي لا يجوز غشيان إلا في محل الولد أي في القبل ولايعدو الى غيره من الأماكن وهذا ما ذكر في كتب التفسير واذا كان اتيان في الدبر من أكبر الكبائر فالأبلغ في الاثم اتيانها في الفم لأنه ابلغ في الإهانة ثم ختم الله عز وجل الاية الكريمة بقوله ان الله يحب التوابين والمتطهرين أي المتنزهين عن الأقذار والأذى ، وهو ما نهو عنه امن إتيان في الحيض أو غشيانها في غير المأتى في غير فترات الحيض وهل هناك أقذار اكثر من وضع محل النجاسة في الفم بل ومصه أو لعق الفرج أما قوله تعالى (نِسَآؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْوَقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُمْ وَاتَّقُواْ اللّهَ وَاعْلَمُواْ أَنَّكُم مُّلاَقُوهُ ) فمعنى الحرث هو محل الزراعة أي زراعة الولد فيعطي الله عز و جل الحرية للأزواج بعد انقضاء تلك الفترة بأن يأتوا نسائهن بأي طريقة كانت المهم أن يكون في موضع الولد وهو ما سماه الله عز و جل في هذه الآية الحرث كما قال ابن عباس رضي الله عنه: الحرث موضع الولد (فَأْتُواْ حَرْثَكُمْ أَنَّى شِئْتُمْ ) أي: كيف شئتم مقبلة ومدبرة في صمام واحد..اهـ ولا يجوز للمرأة مجرد ادخال النجاسات في فمها فهو محرم شرعاً فكيف بإدخال محل النجاسات وهو الذكر ولا يجوز للرجل كذلك لعق النجاسات من الفرج فالفم هو من أشرف الأعضاء فهو محل تلاوة القرأن والأذكار فكيف يُستخدم في مثل ذلك الفعل بل وكيف يُشككون أصحاب القلوب المريضة في حرة هذا الأمر اذا كان الأولى عند غسل قضيب الرجل أو فرج هو تقديم اليد اليسرى في الغسل وليس اليد اليمنى لشرفها لأنه يُعقد عليها التسابيح فكيف بالفم الذي يذكر به اسم الله ويُتلى به القرأن(لقد قال الله تعالى (ما فرطنا في الكتاب من شيء) فمهما استحدث الغرب من طرق جديدة فقد ذكر الله السبيل الوحيد وهو القبل(الحرث) (من حيث أمركم الله) ثم قال الله تعالى (واتقواالله واعلموا انكم ملاقوه).......الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها......اللهم وكل من أراد بخلقك سوءاً فاجعل كيده في نحره .....اللهم وعليك بكل من يحل حرامك ويهتك محارمك.....ووالله ولولا أن كل مشايخنا الكرام يترفعون عن الخوض في تلك المسألة لما كتبت فيها أبدااااا..........اللهم بلغت اللهم فاشهد........اتقــــــوا الله.
اجاب سماحة الشيخ المفتي العام للسلطنة بعد ما سال عن حكم مص الفرج او
تقبيله :
يجوز مص كل ما في الجسم ما عدا الموضع الذي هو مضنة النجاسة
ولان الفرج هو موضع النجاسة فلا يجوز ان يضع الانسان فمه فيه
لان الانسان عن طريق الفم يأكل ويقرأ القران ولهذا لا يجوز
http://youtu.be/AfiqgFwZKGg
http://youtu.be/tQNIm3ii_PU
http://youtu.be/tQNIm3ii_PU

الجمعة، 15 أبريل 2011

واحد وسبعون سنة مرّت على رحيله وحياته ماتزال لغزا........

image

ألف كتاب للشيخ لم تظهر وعبد الحميد كان سيُعيد الزواج لولا موته

كل أفراد عائلته جاوزوا سن التسعين وهو مات في الخمسين

في كل ذكرى لرحيل أعظم رجالات الجزائر، نعود لنبحث عن مزيد من الأسرار، أو على الأقل مزيد من الصور عن الرجل الذي نهض فكريا بالجزائر، وزرع بذور الثورة، بدليل أن ابن شقيقه عبد السلام لخضر، الذي تولّى بنفسه تربيته بعد وفاة ابنه إسماعيل، كان من ثوار التحرير، وطلّق تفوقه في الطب بعد أن تحصل على دكتوراه في طب العيون...

  • وجاهد المستعمر الفرنسي إلى أن استشهد عام 1960 في منطقة حدودية بعمق ولاية سوق اهراس، وكان رفيقه، بن يوسف بن خدة، وهو الشهيد عبدالسلام لخضر بن باديس، الذي يسمى المستشفى الجامعي بقسنطينة حاليا باسمه.. وقد ضرب الحزن عائلة ابن باديس بعد وفاة الابن الروحي للراحل العلامة، خاصة أنه هو من زرع فيه كره فرنسا، حيث كان مرة يرتدي "البرنيتة"، عندما كان يزاول دراسة الطب مع الفرنسيين، فغضب منه الشيخ عبدالحميد، وقرر ألا يكلمه، حتى اعتذر الشهيد عبدالسلام، ولم يعد إلى هاته القبعة الفرنسية إلى أن توفاه الله شهيدا، من عائلة شيخ الجهاد الحقيقي، وهلك والده، أي شقيق الشيخ ووالد الشهيد، الأستاذ المولود، المدعو زبير، بعد أيام من سماعه نبأ استشهاد ابنه.
  • كان الشيخ ابن باديس الأخ الثامن والأكبر للعائلة الباديسية، والده هو محمد المصطفى، الذي اشتغل في الفلاحة، أما أمه فكانت سيدة بيت من عائلة بن جلول، وتسمى السيدة زهيرة ماتت قبل وفاة عبدالحميد بن باديس.. الشروق اليومي حصلت على أسماء إخوة الشيخ عبد الحميد بن باديس، ولاحظنا أنها عائلة معمّرة، إذ يوجد من أشقائه من قارب سن المئة، وحتى والده الحاج محمد المصطفى، توفي بعد وفاة الشيخ أي عام 1951 عن عمر جاوز 85 عاما، كما أن شقيقه الذي مازال على قيد الحياة، الأستاذ عبدالحق بن باديس، فهو من مواليد 15 نوفبر 1920 أي أنه قارب الآن سن 91 عاما، ومازال محتفظا بذاكرته وبرزانته، وكأنه ابن العشرين حفظه الله.
  • آخر شقيقاته، السيدة نفيسة، توفيت عام 1995 وعمرها أيضا جاوز سن التسعين. عبد الحميد ابن باديس الذي ولد عام 1889 بقسنطينة كان أكبر إخوته الثمانية، ووالده المدعو محمد المصطفى طبّق الحديث الشريف في اختيار أسماء أبنائه، حيث نجد منهم محمد العربي ومحمود وعبد الحميد وعبد المليك وعبد الحق، وطبعا عبد الحميد، ولا يخرج عن دائرة التعبيد والتحميد إلا المولود والد الشهيد عبدالسلام لخضر، أما شيقتا الشيخ، فاختار والدهما من الأسماء بتول التي توفيت في الخمسينات من القرن الماضي ونفيسة.. الشيخ عبد الحميد بن باديس الذي لم يعمّر زواجه إلا ثلاث سنوات، حيث ارتبط بابنة عمه المسماة باية، وعمره 15 عاما، ثم انتقل في رحلة حج برية، ولكن الشيخ بعد عودته من الحج دخل في سوء تفاهم مع زوجته الصغيرة، التي رفضت أن تعيش مع رجل لا يدخل البيت إلا في ساعات الصباح الأولى، ويغادره مع موعد صلاة الصبح، وتقول أطراف من العائلة إن الشيخ عبد الحميد كان أكبر إخوته، وبعد زواجهم جميعا غادروا مسكن الوالد، فقرر هو العودة إلى المسكن العائلي، وهذا ما رفضته السيدة باية، فجاء الطلاق الذي لم يُفسد للود بين أبناء العمومة قضية، بدليل أن الشيخ ابن باديس عندما كان على فراش الموت، كان السيد بوبكر يساعد في تمريضه، وهو شقيق السيدة باية مطلقة عبد الحميد بن باديس، فعاش الشيخ بعد ذلك أكثر من ثلاثين سنة من دون زواج، وعندما فكّر في زواج خريف العمر بعد الخمسين، هاجمه المرض وتوفي في لمح البصر، وهو الذي لم يسبق له أن اشتكى من أي ألم ولو في أسنانه.. كيف مات الشيخ ابن باديس؟ ذاك لغز آخر من ألغاز عظيم الأمة الذي أرقده المرض الفراش فجأة في 14 أفريل، ليسلم روحه لخالقه..
  • بذلنا المستحيل لمعرفة أسرار هذا المرض، لأن حكاية الإجهاد التي تفضل بها شقيقه عبد الحق للشروق اليومي، تبدو بعيدة لأنه كان في الخمسين فقط، كما أن السيد عبدالحق شقيقه رفض ربط الوفاة بسرطان المعدة، وحتى بالتسمم الذي قيل إن يهودا أو فرنسيسا لجؤوا إليه للقضاء على رائد النهضة الجزائرية.. والطبيبان اللذان أشرفا على تمريضه في ساعات ما قبل الموت، لا سيرة ذاتية لهما ولا حديثا أدليا به، وهما الطبيب بن جلول وهو من عائلة والدته، وطبيب فرنسي يدعى فالونسين.. الموت الذي غيب ابن باديس بدأ بحمى، ثم دخل الشيخ في غيبوبة يوم 15 أفريل، ولكن المرض فتك به في اليوم الموالي، وكان إلى جانبه والده وشقيقه الأصغر عبدالحق، وأخته نفيسة وابن عمه بوبكر، ونزل الخبر كالصاعقة على أهل قسنطينة، التي عاشت جنازة غير مسبوقة ولا ملحوقة في تاريخها، ولحسن الحظ يوجد شريط مصور، يقدم مقطعا من هاته الجنازة دون حفل التأبين، الذي أشرف عليه مبارك الميلي، بسبب وجود الشيخ البشير الإبراهيمي في تلمسان.. وإذا كان موت الشيخ في ريعان عطائه لغزا محيرا، فإن موت ابنه أيضا إسماعيل محير، خاصة أن إسماعيل عمّر إلى غاية سن 17 ولا نجد للابن الوحيد لشيخنا وجودا في كتاباته وأخباره، ولا حتى صورة واحدة، رغم أن الصور التي تمكنا من العثور عليها قليلة جدا، لرجل عاش في القرن الماضي فقط.. حكاية إسماعيل عبده الذي اختار له الاسم الأخير عبده، تيمنا بمحمد عبده، كان رفقة العائلة في رحلة حصاد صيفيه، وفجأة سُمع صوت رصاص، واتضح أن رصاصة انطلقت من بندقية صيد استقرت في رأسه فمات بعيدا عن والده، في مزرعة ببلدة الهرية التي تبعد عن قسنطينة بحوالي 20 كلم، ابن باديس هو ظاهرة فكرية لا تتكرر في كل الأزمان، حفظ القرآن الكريم وصلى بالناس التراويح وعمره 11 سنة لمدة ثلاث سنوات.. من النفائس التي مازلت موجودة لحد الآن مكتبة الشيخ ابن باديس، الموجودة في بيت شقيقه، وفيها حوالي ألف من المجلدات النادرة، أشرف عليها شقيقه مولود الذي كان مدير بيت طفولة، وعندما توفي عام 1960 ورثها الشيخ عبدالحق، كان الشيخ يقرأ دون ملل كتاب العروة الوثقى لصاحبه جمال الدين الأفغاني.. كان ينصح تلامذته بقراءة كتاب كليلة ودمنة لتطوير لغتهم العربية، وكتاب محمد للراحل المصري الأديب محمد حسين هيكل، صاحب روائع الفاروق والصديق وزينب.
  • مازال من عائلة ابن باديس شقيقه عبد الحق، الذي يحتفظ بذاكرة عجيبة، رغم ثقل السنين 91 عاما.. ومازلنا ننتظر جلسة تلفزيونية تاريخية مع آخر عنقود من العائلة الباديسية، أو فيلما حقيقيا يروي حياة الشيخ، التي هي حياتنا، ولن نتحدث عن أغراضه التي لا أحد فكر في بعث متحف لحفظها، ولا تفسيره للقرآن الكريم، الذي أفنى 20 عاما بالتمام والكمال لأجل الإنتهاء منه، ليضيع التفسير الذي لم يبق منه إلا بضعة سور أو بضع آيات.

التّحذير من صغائر الذنوب


عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''يا عائشة إيّاك ومحقرات الأعمال (وفي لفظ: الذنوب) فإنّ لها من الله طالبًا''.
قال الزاهد بلال بن سعد رحمه الله: لا تنظر إلى صغر الخطيئة، ولكن انظر إلى مَن عصيت. وقال أبو جعفر السائح رحمه الله: بلغنا عن امرأة متعبدة كانت تُصلّي الضحى مائة ركعة كلّ يوم وكانت تُصلّي باللّيل لا تستريح وكانت تقول لزوجها: قُم وَيْحَك إلى مَتَى تنام؟ إلى متَى أنت في غفلة؟ أقسمتُ عليك أن لا تكسب معيشتك إلاّ مِن حلال، أقسمتُ أن لا تدخل النّار من أجلي، بِر أُمَّك، صِلْ رحمك، لا تقطعهم فيقطع الله بك.

سجود السهو


سجود السهو سُنّة مؤكدة، ويكون لنقص سُنّة مؤكدة فأكثـر أو سُنّتين خفيفتين فأكثـر، وهو قبل السّلام إن نَقَص فقط أو نقص وزاد، وبعد السّلام إن زاد فقط.
السنن الّتي يسجُد لأجلها ثـماني سنن: قراءة ما سوى الفاتحة، الجهر والسر، التّكبير مرّتين فأكثـر سوى تكبيرة الإحرام، التّسبيح مرّتين فأكثـر، التّشهّد الأوّل، الجلوس له، والتّشهّد الثـاني في الصّلاة الثـلاثـية، وهي المغرب أو الرباعية كالظهر.
فمَن ترك الجهر فيما يجهر فيه وأتى بدله بالسر، فقد حصل منه نقص، وعليه أن يسجد قبل السلام إذا اقتصر على حركة اللسان وهو أدنى السر، فلو أبدل الجهر بأعلى السر وهو أن يسمع نفسه، فلا سجود عليه.
ومَن ترك السر فيما يسر فيه وأتى بدله بالجهر، فقد حصلت منه زيادة، وعليه السجود البعدي إذا رفع صوته فوق سماع نفسه ومن يليه، فإن لم يرفع صوته، فلا سجود عليه.
ولا يسن سجود السهو لترك الجهر أو السر إلاّ إذا كانت القراءة في الصّلاة الفرض، أمّا إذا كانت القراءة في النفل كالوتر والعيدين، فلا سجود.
نوع الزيادة الّتي يسجد لها السجود البعدي: يترتّب السجود البعدي لأجل الزيادة، سواء كانت الزيادة من جنس الصّلاة كزيادة ركعة أو سجدة أو سلام أم كانت من غير جنسها ككلام الأجنبي، ويشترط في هذه الزيادة أن تكون قليلة سهوًا، فإن كثـرت أبطلت الصّلاة، سواء كانت من جنسها كأربع ركعات في الرباعية وركعتين في الثـنائية، أم من غير جنسها ككثـير الكلام أو أكل أو شرب أو حك جسد ونحو ذلك، وكذلك في البطلان إن وقعت عمدًا ولو قلَّت، كتعمّد النّفخ والكلام.

من روائع أخلاق الرّسول الكريم...الرّحمة


يطيل السجود رحمة بالصبي: عن شداد بن الهاد قال: ''خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حَسَنًا أو حُسينًا، فتقدّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوضعه ثـمّ كبَّر للصلاة، فصلَّى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها. قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلمّا قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يُوحى إليك. قال: ''كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ'' رواه النسائي وأحمد والحاكم.
ويرحم زوجه عائشة رضي الله عنها: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه على النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ رضي الله عنها (ابنته) عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلاَ أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّه صلّى الله عليه وسلّم! فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم يَحْجِزُهُ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: ''كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟'' قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا ثُـمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا، فَقَالَ لَهُمَا: ''أَدْخِلاَنِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا''. فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: ''قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا'' رواه أبو داود وأحمد والنسائي.

يطيل السجود رحمة بالصبي: عن شداد بن الهاد قال: ''خرج علينا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في إحدى صلاتي العشاء، وهو حامل حَسَنًا أو حُسينًا، فتقدّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فوضعه ثـمّ كبَّر للصلاة، فصلَّى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها. قال أبي: فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلمّا قضى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم الصلاة، قال الناس: يا رسول الله، إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر، أو أنه يُوحى إليك. قال: ''كُلُّ ذَلِكَ لَمْ يَكُنْ، وَلَكِنَّ ابْنِي ارْتَحَلَنِي؛ فَكَرِهْتُ أَنْ أُعَجِّلَهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ'' رواه النسائي وأحمد والحاكم.
ويرحم زوجه عائشة رضي الله عنها: اسْتَأْذَنَ أَبُو بَكْرٍ رضي الله عنه على النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم، فَسَمِعَ صَوْتَ عَائِشَةَ رضي الله عنها (ابنته) عَالِيًا، فَلَمَّا دَخَلَ تَنَاوَلَهَا لِيَلْطِمَهَا، وَقَالَ: أَلاَ أَرَاكِ تَرْفَعِينَ صَوْتَكِ عَلَى رَسُولِ اللَّه صلّى الله عليه وسلّم! فَجَعَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم يَحْجِزُهُ وَخَرَجَ أَبُو بَكْرٍ مُغْضَبًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم حِينَ خَرَجَ أَبُو بَكْرٍ: ''كَيْفَ رَأَيْتِنِي أَنْقَذْتُكِ مِنَ الرَّجُلِ؟'' قَالَ: فَمَكَثَ أَبُو بَكْرٍ أَيَّامًا ثُـمَّ اسْتَأْذَنَ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فَوَجَدَهُمَا قَدِ اصْطَلَحَا، فَقَالَ لَهُمَا: ''أَدْخِلاَنِي فِي سِلْمِكُمَا كَمَا أَدْخَلْتُمَانِي فِي حَرْبِكُمَا''. فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: ''قَدْ فَعَلْنَا قَدْ فَعَلْنَا'' رواه أبو داود وأحمد والنسائي.

جريمة الظلم وعواقبها


إنّ من أشدّ ما نهى الله عنه وأثـبت حُرمته بل وشدّد في تحريمه، الظلم والعدوان. ففي الحديث القدسي الذي رواه الإمام مسلم عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وفيه أنّ الله عزّ وجلّ يقول:
''يا عبادي؛ إنّي حرَّمُت الظلم على نفسي وجعلتُه بينكم محرمًا؛ فلا تظالموا''.
عندما نتلو كتاب الله تعالى، نجد أنّ الله عزّ وجلّ قد توعّد الظالمين بأشدّ أنواع العذاب وأنكى ألوان العقاب، وكل ذلك يدل دلالة قاطعة على تحريم الظلم وإتيانه، فقد بدّد سبحانه فهم من ظنّ أن الله لا يُعاقب الظالمين، مستندًا إلى تماديه دون رادع أو زاجر، فالله تعالى غير غافل عن أعمال العباد، بل يحصي عليهم أعمالهم، وإن كانت في مغارات مظلمة لا يطّلع عليها أحد، فإنّ الله مطّلع عليها، وإنّما يُؤخر الجزاء ليوم الوفاء. قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} إبراهيم .42
هذا، وإن الآياتِ الواردةَ في ذم الظلم وأهله كثـيرة جدًا، ومتنوعة في مضامينها، فبعضها ورد في ذكر خيبة الظالمين ومقت الله لهم، وعدم هدايتهم وتوفيقهم بسبب ظلمهم، يقول تعالى: {إنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ} الأنعام .21 وقال سبحانه: {فَبُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ} المؤمنون .41 وبعضها جاء فيه ذكرُ عاقبةِ الظالمين الأكيدة، وهي الهلاكُ في الدنيا، دون إهمال ما أعده الله لهم من النكال والعذاب في الآخرة، فهيهات هيهات ينجو الظالمون أو يفلتوا من عقاب ربّ العالمين. يقول تعالى وقوله الحق: {وَإِنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا عَذَابًا دُونَ ذَلِكَ وَلَكِنَّ أَكْثَـرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ} الطور .47 أي: نعذبهم في الدنيا ونبتليهم فيها بالمصائب لعلهم يرجعون وينيبون، فإن عذاب يوم القيامة شديد.
وكل هذا التهويل والوعيد لمَن كان من الظالمين، ذلك أن الله تعالى لا يُحبّ الظلم والعدوان، فهو سلوك ذميم، وذنب جسيم، وأذًى عظيم، يلحق الدِّين ويأكل الحسنات، ويجلب الويلات والنكبات، ويورث العداوات والمشاحنات، ويُثـمر الأحقاد والضغائن، ويسبّب القطيعة والعقوق، ويُحيل حياة الناس إلى جحيم وشقاء، وكدر وبلاء.
وأما الأحاديث الواردة في ذم الظلم وسوء عاقبة الظالمين فكثـيرة أيضًا، أشهرها الحديث السابق الذي رواه مسلم عن أبي إدريس الخوْلاني عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: قال الله تبارك وتعالى: {يا عبادي إنّي حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرّمًا؛ فلا تظالموا...}. وكان أبو إدريس الخولاني، رحمه الله تعالى، إذا حدّث بهذا الحديث جثـا على ركبتيه.
وعن جابر بن عبد الله، رضي الله عنهما، أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''اتّقوا الظلم؛ فإنّ الظلم ظلمات يوم القيامة''. وعن أبي معبد مولى ابن عباس، رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث مُعَاذًا إلى اليمن، فأوصاه وصايا وفيها: ''... واتّق دعوة المظلوم، فإنّها ليس بينها وبين الله حجاب''. وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الله ليُملي للظالم فإذا أخذه لم يُفلته''. ثـم قرأ: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إذَا أَخَذَ القُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ} هود .102
فالظلم والعدوان حرام في ذاته، يأباه الله عزّ وجلّ، ويرفضه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، ولو كان المظلوم عدوًا كافرًا، أو ذميّا بغيضًا، فقد قال الله عزّ وجلّ: {وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} المائدة .8 ومعناه أنّ الله تعالى أمَرَ جميع الخلق بأن لا يعاملوا أحدًا إلاّ على سبيل العدل والإنصاف، وترك الميل والظلم والاعتساف، ذلك أنّ العدل أقرب إلى الاتقاء من عذاب الله، وفيها تنبيه عظيم على وجوب العدل مع الكفار الّذين هم أعداء الله تعالى، فما الظن بوجوبه مع المؤمنين الّذين هم أولياؤه وأحباؤه.
وقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن قتل نفسًا معاهدًا لم يرح رائحة الجنّة، وإنّ ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عامًا''. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''ألاَ مَنْ ظَلَمَ مُعاهِدًا، أو انتَقَصَهُ، أو كلَّفَهُ فوق طاقَتِه، أو أخَذَ منه شيئًا بغير طيب نفْسٍ، فَأنَا حَجِيجُهُ يومَ القيامةِ''.
ولقد حَرّم الله عزّ وجلّ ذِكْر عيوب النّاس وذنوبِهم وأمر بالستر عليهم، لكنّه سُبحانه أباح للمظلوم أن ينشر مظلمته، ويكشف أمر من ظلمه. قال تعالى: {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ} النساء .148

حكم صلاة الجماعة،


أما حكم صلاة الجماعة، فالجمهور أجمع على أنّها سنّة مؤكدة، وقد رجّح بعض العلماء وجوبها لجملة من الأدلة، نورد بعضها لأن فيها بيانًا لفضل صلاة الجماعة في المسجد، ولأنّنا بحاجة إلى التذكير بها خاصة في هذا الزمان الّذي انشغل فيه المسلمون عما خلقوا لأجله بما خلق لأجله فعاشوا في دوامة من الغفلة والرّان الّذي أعمى بصيرتهم بسبب الذنوب والمعاصي ومخالفة أوامر الله عزّ وجلّ. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''المسجد بيت كلّ تقيّ، وتكفّل الله لمَن كان المسجد بيته بالروح والرحمة والجواز على الصراط إلى رضوان الله إلى الجنّة'' أخرجه الطبراني وغيره وهو حديث حسن. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''ليس صلاة أثقل على المنافقين من صلاة الفجر والعشاء، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا'' أخرجه البخاري ومسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''صلاة الجماعة أفضل من صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة'' أخرجه البخاري ومسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن توضّأ للصّلاة فأسبغ الوضوء، ثم مشى إلى الصّلاة المكتوبة فصلاّها مع الناس أو مع جماعة أو في المسجد، غفر الله له ذنوبه'' أخرجه البخاري ومسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''أرأيتُم لو أنّ نهرًا بباب أحدكم يغتسل منه كلّ يوم خمس مرّات، هل يبقى من درنه شيء؟ قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: فذلك الصّلوات الخمس يمحو الله بهنّ الخطايا'' أخرجه البخاري ومسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن غدا إلى المسجد أو راح أعدّ الله له في الجنّة نزلاً كلّما غدا أو راح'' أخرجه البخاري ومسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن تطهّر في بيته ثمّ مضى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله، كانت خطواته إحداها تحطّ خطيئة، والأخرى ترفع درجة'' رواه مسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''بشّروا المشّائين في الظُلَم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة'' رواه أبو داود والترمذي وغيرهما وهو صحيح. ولقد همّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بإحراق بيوت الّذين يتخلّفون عن صلاة الجماعة في المسجد، لما في فعلهم ذاك من تخلّف عن الاتحاد ونذارة بالافتراق والاختلاف، والدِّين الإسلامي نهى عن التفرّق ويدعو إلى التآخي، قال تعالى: ''إنّما المؤمنون إخوة'' الحجرات.10 وقال أيضًا: ''واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرّقوا'' آل عمران103، والله أعلم.

ما حكم شخص لا يُصلّي صلاتي الفجر والعشاء في المسجد؟


إنّ فضل صلاة الجماعة عظيم جدا، سواء من الناحية الدينية نظرًا للأجر العظيم الّذي سيناله المؤمن بصلاة الجماعة لأدائه ما افترض الله سبحانه وتعالى عليه، ولاقتدائه وعمله بأمر رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أو من الناحية الاجتماعية، حيث أنّ الصّلاة جماعة تجمع أجسام المسلمين وتجمع قلوبهم ولا تفرّق في ذلك بين الغني والفقير، وبين الأمير والوزير، بل كل بجنب أخيه، حتّى أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم علّق افتراق القلوب بافتراق الأجساد في الصّلاة حيث قال: ''لا تختلفوا فتختلف قلوبكم'' أخرجه أحمد وأبو داود وهو صحيح، والتقاء المؤمنين خمس مرات في المسجد يوميًا يجعل كل واحد منهم مطلعًا على أحوال إخوته المصلّين المالية والصحية، حتّى إذا ما افتقد أحدهم علم أن به مرضًا، أو أن له مشكلة فيتسارع إخوانه لعيادته ولإعانته. وكذا من الناحية العلمية، حيث يعقد الإمام مجالس علمية يعلّم فيها المصلّين أحكام أمورهم الدينية والدنيوية، فيكون بذلك المسجد محطة يتزوّد منها المصلي خمس مرّات كلّ يوم، فيستحضر رقابة ربّه عزّ وجلّ، ويسيّر شؤون حياته على بصيرة وعلى علم وعلى هدى من الله. وغير ذلك من تأثير المسجد بصفة عامة والصّلاة مع الجماعة بصفة خاصة في إصلاح المجتمع وأفراده، والنهوض بالأمّة الإسلامية من التأخر والذلّ إلى العزّة والسّؤدد اللّذين كانت تعيشهما هذه الأمة في القرون الماضية التي تحاكم فيها أهلها إلى الكتاب والسنّة وإلى العلماء الربانيين.

ما حكم مَن صام شهر رمضان السابق دون صلاة وتاب بعد هذا الشهر وبدأ صلاته؟


جواب: التوبة الصادقة هي التي تتحقق وفيها أمور ستة. أن يخلص لله توبته بأن يرجو رحمته ويخاف عذابه. أن يعقد العزم على أن لا يعود لما تاب الله عليه مرّة أخرى. أن يرد المظالم إلى أهلها إن كان الأمر بين العبد والعبد وأن يستغفر الله ويكثر العبادة والذكر إن كان بين العبد وبرّه. أن يدعو لمَن اغتابه وليست هناك مصلحة في أن يخبره بغيبته له حتّى يعفو عنه، فيكتفي بالدعاء له. الندم على فعلته. الإقلاع عن تلك المعصية. ومَن تاب محققًا لهذه الشروط، فإن توبته صادقة وبإذن الله سيغفر الله ما كان منه، والحمد لله أن بدأت صلاتك وعليك أن لا تتركها أبدًا، فالصّلاة ركن من أركان الإسلام، كما أنّ الصوم ركن من أركانه، وقد قال الله تعالى: ''إنّ الصّلاة كانت على المؤمنين كِتابًا موقوتًا'' النساء.103 وقد وردت أحاديث كثيرة عن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تتوعّد تاركي الصّلاة بالعذاب الشديد، حتّى إنّ بعض العلماء ذهب إلى كفر تارك الصّلاة لعِظَم مكانتها في ديننا الحنيف، ولكونها دليل استقامة وحسن وسلامة المرء، واجتهد في أن تقضي ما فاتَك من الصّلاة قدر المستطاع.

الأربعاء، 13 أبريل 2011

مفاتيح التوبة .


احذر رفيق السوء، فإنه يُفسد عليك دينك، ويخفي عنك عيوبك، يُحسّن لك القبيح، ويُقبّح لك الحسن، يجرّك إلى الرذيلة، ويباعدك من كل فضيلة، حتى يُجرّئك على فعل الموبقات والآثام، والصاحب ساحب، فقد يقودك إلى الفضيحة والخزي والعار، وليست الخطورة فقط في إيقاعك في التدخين أو الخمر أو المخدرات، بل الخطورة كل الخطورة في الأفكار المنحرفة والعقائد الضالة، فهذه أخطر وأشد من طغيان الشهوة، لأن زائغ العقيدة قد يستهين بشعائر الإسلام ومحاسن الآداب، فهو لا يتورع عن المناكر، ولا يُؤتمن على المصالح، بل يُلبس الحق بالباطل، فهو ليس عضواً أشل، بل عضو مسموم يسري فساده كالهشيم في النار.


الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه

كلمـات من ذهــب على فــراش الموت.

لمّا حضر الخليفة عمر بن عبد العزيز الموت، قال لبنيه وكان مسلمة بن عبد الملك حاضرًا: يا بني، إنّي قد تركتُ لكم خيرًا كثيرًا لا تمرون بأحد من المسلمين وأهل ذمّتهم إلاّ رأو لكم حقًا.. يا بني، إنّي قد خيّرتُ بين أمرين، إمّا أن تستغنوا وأدخل النّار، أو تفتقروا وأدخل الجنّة، فأرى أن تفتقروا إلى ذلك أحبّ إليّ، قوموا عصمكم الله، قوموا رزقكم الله، قوموا عنّي، فإنّي أرى خلقًا ما يزدادون إلاّ كثرة، ما هم بجن ولا إنس''.
قال مسلمة: فقمنا وتركناه، وتنحينا عنه، وسمعنا قائلاً يقول: تلك الدار الآخرة نجعلها للّذين لا يريدون عُلوا في الأرض ولا فسادًا والعاقبة للمتّقين، ثمّ خفت الصوت، فقمنا فدخلنا، فإذا هو ميت مغمض مسجى.


الجلوس بعد صلاة الفجر .

قال الله تعالى: ''فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ'' النور.36 وقال تعالى: ''رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وأقام الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَار'' النور.37
لقد مدح الله عزّ وجلّ هؤلاء الرجال بأنهم في بيوته التي أَذن أن تُرفَع ويُذكَر فيها اسمه وهي المساجد، ومَن أراد أن يسلك طريق أولئك الرجال فعليه بلزوم المساجد والجلوس فيها لذكر الله وقراءة القرآن.
وكان سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يجلس في المسجد مع الصحابة ويتذاكر معهم القرآن، حيث حدثنا جابر بن سمرة رضي الله عنه فقال: ''كان رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إذا صلّى الفجر تربَّعَ في مجلسه حتّى تطلع الشمس حسنًا''.
وقد رغّبَنا سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في لزوم المساجد والجلوس فيها فقال: ''مَن صلّى الصبح في جماعة ثمّ قعد يذكر الله حتّى تطلع الشمس ثمّ صلّى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة''.
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لأَن أقْعُد مع قوم يذكرون الله من صلاة الغداة حتّى تطلع الشمس أحبّ إليَّ من أربعة من ولد إسماعيل، ولأَن أقْعُد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحبّ إليَّ من أن أعتق أربعة''.
وفي الكتاب المصنف لابن أبي شيبة قال وكيع عن بشير بن سلمان عن سيار أبي الحكم عن طارق بن شهاب قال: كان عبد الله إذا صلّى الفجر لم يدع أحدًا من أهله صغيرًا ولا كبيرًا يطوف حتّى تطلع الشمس. وكان ابن أبي ليلى إذا صلَّى الصبح نشر المصحف وقرأ حتّى تطلع الشمس.
وقال الوليد بن مسلم رأيتُ الأوزاعي يقبع في مصلاه يذكر الله حتّى تطلع الشمس ويخيرنا عن السلف أنّ ذلك كان هديهم فإذا طلعت الشمس قام بعضهم إلى بعض فأفضوا في ذكر الله والتفقه في دينه. وسُئل الإمام مالك عن النوم بعد صلاة الصبح فقال: غيره أحسن منه وليس بحرام.
ووقت ما بعد صلاة الفجر كلُّه خير وبركة، وقد دعا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لأمّته فيه بالخير والبركة، فقال صلّى الله عليه وسلّم: ''اللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها''.
لذا نجد أصحاب الحرف والمهن والتجارة يحرصون على اغتنام هذا الوقت الفضيل لما فيه من الخير والبركة، روى الترمذي عن صخر الغامدي أن النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ''الله بارك لأمّتي في بكورها''.
أمّا الفوائد الصحية الّتي يجنيها الإنسان بيقظة الفجر فهي كثيرة، منها: تكوّن نسبة غاز الأوزون في الجو عند الفجر وتقل تدريجيًا حتّى تضمحل عند طلوع الشمس، ولهذا الغاز تأثير مفيد للجهاز العصبي ومنشط للعمل الفكري والعضلي بحيث يجعل الإنسان عندما يستنشق نسيم الفجر الجميل المسمّى بريح الصبا يجد لذة ونشوة لا شبيه لها في أيّ ساعة من ساعات النهار أول الليل.


ظهر في زماننا أنواع من الألبسة تُسمّيها لابساتها حجابًا،



. فما هي شروط الحجاب الشرعي حتّى يتسنّى التّفريق بينه وبين الألبسة؟

قال الله تعالى: ''ومَا آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكُم عنه انتهوا'' الحشر.7 وقال كذلك: ''قُل إن كُنتُم تُحبُّون اللهَ فاتّبِعونِي يُحْبِبكُم الله ويغفر لكم ذُنوبكم والله غفور رحيم'' آل عمران31، فطاعة الله واجبة وطاعة رسوله صلّى الله عليه وسلّم واجبة أيضًا، وقد أمر الله عزّ وجلّ في كتابه النساء المؤمنات وأمرهن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بارتداء الحجاب أمام الرجال الأجانب عنهم وهم غير المحارم، قال تعالى: ''يا أيُّها النّبيّ قٌل لأزواجك وبناتِك ونساء المؤمنين يُدنين عليهنّ من جلابيبهنّ ذلك أدنَى أنْ يُعرَفن فلا يُؤْذَين وكان الله غفورًا رحيمًا'' الأحزاب.59 وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''صنفان من أهل النّار لم أرهما.. -وذكر منهم- نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهنّ كأسنمة البُخت، لا يدخلن الجنّة ولا يجدن ريحها، وإنّ ريحها ليوجد من مسافة كذا وكذا'' رواه مسلم. هذا وإنّ للحجاب حتّى يكون شرعيًا شروطًا وضوابط مستخرجة من الكتاب والسُنّة، منها أن لا يكون شفافًا يرى من ورائه لون بشرتها، وأن لا يكون ضيقًا يصف جسمها للحديث السالف الذكر، قال ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى: وقد فسّر قوله رحمه الله ''كاسيات عاريات'' بأن تكتسي ما لا يسترها، فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية، مثل مَن تكتسي الثوب الرقيق يصف بشرتها، أو الثوب الضيّق الّذي يبدي تقاطيع خلفها، وإنّما كسوة المرأة ما يسترها فلا يبدي جسمها ولا حجم أعضائها لكونه كثيفًا واسعًا.
ومن تلك الشروط أن لا يشبه لباس الرجال، وأن لا يشبه لباس الكافرات، وأن لا يكون زينة في نفسه، وأن يكون سابغًا يغطي جميع بدنها، أما ما ترتديه بعض النساء اليوم من ألبسة ضيّقة وشفافة لا تغطي من جسمهنّ ولا من شعرهنّ إلاّ جزءًا منه، فذلك لا يعتبر من الحجاب الشرعي، وعلى المرأة المؤمنة أن تعلَم أنّ كرامتها وعرضها في ارتدائها الحجاب، لا في نزعه أو التساهل في بعض شروطه.
ولم يكن إتيان أمر الله تعالى به عائقًا أبدًا في طلب العلم وأخذ الحقوق، قال تعالى: ''ومَن يتَّق اللهَ يجعَل لهُ مخرجًا × ويرزقه مِن حيثُ لا يحتَسِب'' الطلاق.23

الثلاثاء، 12 أبريل 2011

''إنّ الله رفيق يُحبُّ الرِّفق في الأمر كلِّه'

إنّ الدعوة المحمدية قائمة على الرِّفق واللين، وكان الحبيب سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم رحيمًا بأمّته، متدرّجًا في دعوته، كما وصفه الله تبارك وتعالى: {فَبِمَا رحمةٍ مِنَ اللهِ لنتَّ لهُم ولوْ كنتَ فَظًّا غليظَ القلبِ لانْفَضُّوا من حولك، فاعفُ عنهُم واسْتغفِر لهم وشاوِرهُم في الأمرِ}. تأمّل قوله تعالى {فبما رحمة من الله}، أي أنّ الرّحمة المحمدية هي من رحمة الله سبحانه وتعالى، لذا سمّي الرفيق بالرفيق لأنه يرفق بصاحبه ويرحمه ويعطف عليه كما قال تعالى: {مَن يُطِع اللهَ والرّسول فأُولئك مع الّذين أنعَمَ الله عليهم من النّبيّين والصدّيقين والشّهداء والصّالحين وحَسُن أولئك رفيقًا}. والله سبحانه وتعالى يُحبُّ الرفق كما جاء في الحديث الصحيح الّذي يرويه البخاري ومسلم قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الله رفيق يُحبُّ الرِّفق في الأمر كلِّه''، بل إنّ المسلم الّذي يتّصف بصفة الرفق يحرم جسده عن النّار، كما جاء في الحديث الّذي يرويه ابن حبان والترمذي قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''ألاَ أُخبرُكم بمَن يُحرَّم على النّار أو بمَن تحرُم النّار عليه؟ فقال صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّما تحرُم النّار على كلّ هيِّن ليِّن قريب سهل''. بل إنّ الله سبحانه وتعالى يُعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف والشدّة، كما جاء في الحديث الّذي يرويه مسلم قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ اللهَ رفيق، ويُعطي على الرّفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على سواه''. والرِّفق هو من ألزم صفات الأنبياء والمرسلين والصّالحين من عباد الله، كما جاء في الحديث الّذي رواه البخاري ومسلم من طريق ابن مسعود رضي الله عنه قال: كأنّي أنظُر إلى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يحكي نبيًّا من الأنبياء ضربه قومُه فأدموهُ، وهو يمسَح الدم عن وجهه ويقول: ''اللّهمّ اغفر لقومي فإنّهم لا يعلمون''. والرّفق هو عنوان السّعادة الأبدية في الدنيا والآخرة، كما جاء في الحديث الّذي رواه أحمد عن عائشة رضي الله عنها قالت أنّ رسول اله صلّى الله عليه وسلّم قال لها: ''يا عائشة، ارفقي، فإنّ الله إذا أراد بأهل بيت خيرًا دلَّهم على باب الرّفق''. بل إنّ الرّفق دليل فقه الرجل وأناته وحكمته، كما ورد عن هشام بن عروة عن أبيه قال: مكتوب في الحكمة: ''الرّفق رأس الحكمة''. لذا، يجب على الحاكم والوالي والسلطان والمسؤول الّذي يتحكّم في رقاب النّاس أن يرفق برعيته كما جاء في الحديث الّذي رواه مسلم عن طريق السيدة عائشة رضي الله عنها قالت: سمعتُ من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يقول في بيتي هذا: ''اللّهمّ مَن وَلِيَ من أمر أمّتي شيئًا فشقَّ عليهم فاشْقُق عليه، ومَن وليَ من أمر أُمّتي شيئًا ترفّق بهم فارْفُق به''. ومن آثـار الرّفق الصّفح عن الآخرين وعدم الانتقام للنّفس، والتماس الأعذار للآخرين ومغفرة ومسامحة مَن أساء إلينا، كما قال تعالى: {الّذين يجتَنِبُون كبائرَ الإثـمِ والفواحِشَ وإذا ما غَضِبُوا هم يغفرون والّذين استجابوا لربّهم وأقاموا الصّلاة وأمرُهم شورى بينهم وممّا رزقناهم يُنفِقون والّذين إذا أصابهم البغي هم ينتصرون، وجزاء سيّئةٍ سيّئةٌ مثـلُها، فمَن عفا وأصلحَ فأجرُه على الله إنّه لا يُحبّ الظالمين}. فلا بُدّ أن ننشر ثـقافة التسامح والعفو عند المقدرة، وأن نتّصف بالدعوة الهادئة الهادية بمنهج التبسيط لا التعقيد، التيسير لا التعسير مع جمع النّاس على المتفق عليه قبل المختلف فيه، على المُحكم قبل المتشابه، على القطعي قبل الظنيّ. فالرّفق يُزيّن العمل كما جاء في الحديث الّذي رواه مسلم قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الرّفق لا يكون في شيء إلاّ زانَهُ، ولا يُنزَع من شيء إلاّ شانه''. وكما قال العارف بالله الإمام ابن عطاء الله السكندري في حكمه: ''من أخلاق الأولياء سلامة الصدر وسخاوة النفس وحسن الظنّ في عباد الله''، وكما قال الإمام الحارث المُحاسبي رحمه الله: ''حُسن الخُلق احتمال الأذى وقلّة الغضب وبسط الوجه وطيب الكلام. لذا، يُروَى أنّ رجلاً وقف بين يدي المأمون، الخليفة العباسي، وقد جنا جناية فقال له: لأقتُلنَّك. فقال: يا أمير المؤمنين، تأنَّ عليّ، فإنّ الرّفق نصف العفو. قال: وكيف وقد حلفتُ لأقتُلنَّك؟ فقال الرجل: لأَنْ تَلْقَى الله حانتًا، خير من أن تلقَى الله قاتلاً. فخلَّى المأمون سبيله.

الاثنين، 11 أبريل 2011

المتابعة والتعليم،


الأب والأم في عبادة لله عزّ وجلّ حين التربية والإنفاق والسهر والمتابعة والتعليم، بل وحتّى إدخال السرور عليهم وممازحتهم إذا احتسبوا ذلك، فالأصل تعبد الله عزّ وجلّ: { وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إلا لِيَعبُدُونِ} الذاريات .56 والنفقة عليهم عبادة، كما قال عليه الصّلاة والسّلام: ''دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجرًا الّذي أنفقته على أهلك'' رواه مسلم. وقال عليه الصّلاة والسّلام: ''إذا أنفق الرجل على أهله نفقة يحتسبها فهي له صدقة'' متفق عليه. ولابُدَّ من الإخلاص لله عزّ وجلّ في أمر التربية، فإن أراد المربي الدنيا فقد إنثـلم إخلاصه، وترى البعض يحرص على تعليم أبنائه لكي يحوزوا المناصب والشهادات، ولاشك أنّ الخير في تعليمهم ابتغاء ثـواب الله عزّ وجلّ وما عداه فهو تابع له، والنية في هذا الأمر عظيمة وهي من أسباب صلاح الأبناء وحسن تربيتهم، فما كان لله فهو ينمو ويكبر، وما كان للدنيا فهو يقل ويضمحل. وبعض من الآباء يبرّ والديه لكي يراه صغاره، فيعاملونه إذا كبر وشاخ بمثـل ذلك. وهذا فيه حبّ الدنيا وحظوظ النفس، ولكن المؤمن يخلص لله في برّ والديه رغبة في ما عند الله عزّ وجلّ وطاعة لأمره في برّ الوالدين، لا للدنيا والمعاملة بالمثـل.

هل يُؤجر مَن حدّد موعد العرس في شوال وثـبت أنّ زوجته حائض حينها، ثـم يؤخّر؟


يقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّما الأعمال بالنّيات'' أخرجه البخاري ومسلم. فبما أنّكم حدّدتم موعد العرس في شوال اقتداء برسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ثـمّ صادف ذلك أن كانت الزوجة حائضًا، فلا بأس وأثـابكم الله بنياتكم على عملكم ذلك. شخص خطب فتاة ولم يتم العقد الشرعي بينهما بعد، لكنهما يخرجان مع بعض وقد يختلي بها ويصافحها ويقول لها كلامًا خاصًا باعتبارها زوجة المستقبل؟ ما لم يتم العقد الشرعي بينكما، فهي أجنبية عنك، لا يجوز لك أن تختلي بها أو أن تصافحها أو تلمسها أو تقبّلها، أو أن تقول لها كلامًا خاصًّا، كما أن تقصد النّظر إليها ممّا قد يثـير الشهوة لا يجوز. فإن أردت النّظر ولقاءها، فزُرها في بيتها ليكون محارمها حاضرين، وإن أردت إخراجها، فليخرج معكما أحد محارمكما. وما شرعت كلّ هذه الأمور إلاّ حفظًا للعرض والشرف، وحفظًا لكرامة المرأة وحياتها. وإليك جملة من النصوص الشرعية من الكتاب والسُنّة حتّى تبادر إلى التوبة، مصداقًا لقوله تعالى: {ومَا كان لمؤمنٍ ولا مؤمنة إذا قَضَى الله ورسوله أمرًا أن يكون لهم الخيرَة من أمرهم ومَن يعصي الله ورسوله فقد ضَلَّ ضلالاً مبينًا} الأحزاب .36 وقوله تعالى: {فلا وربِّك لا يِؤمنون حتّى يُحكّموك فيما شجر بينهم ثـمّ لا يجدوا في أنفسهم حرجًا ممّا قضيتَ ويُسلّموا تسليمًا} النساء .65 وقال الله تعالى في وجوب غض البصر عن محارم الله: {قُل للمؤمنين يغُضُّوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم ذلك أزكَى لهم إنّ الله خبير بما يصنعون، وقُل للمؤمنات يغضضن من أبصارهنّ ويحفظن فروجهنّ ولا يُبدين زينتهنّ إلاّ ما ظهر منها وليضربْن بخُمرهنّ على جيوبهنّ ولا يُبدين زينتهنّ إلاّ لبعولتهنّ أو آبائهنّ أو آباء بعولتهنّ أو أبنائهنّ أو أبناء بعولتهنّ أو إخوانهنّ أو بني إخوانهنّ أو بني أخواتهنّ أو نسائهنّ أو ما ملكَت أيمانهنّ أو التّابعين غير أولي الإربَة من الرِّجال أو الطفل الّذين لم يظهروا على عورات النّساء ولا يضربن بأرجلهنّ ليُعلَم ما يُخفين من زينتهنّ وتوبوا إلى الله جميعًا أيُّها المؤمنون لعلّكم تفلحون} النور 30 ـ .31 وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''فزِنا العين النَّظر'' أخرجه البخاري ومسلم، أي إلى ما حرّم الله. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا يخلون رجل بامرأة إلاّ كان ثـالثـهما الشيطان'' رواه الترمذي وهو حديث صحيح. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''لأن يطعن في رأس أحدكم بمخيط من حديد خير له من أن يمس امرأة لا تحل له'' رواه الطبراني وهو صحيح. وبعض النّاس يعتذرون لأمر لمس الأجنبيات بطهارة القلب وصفائه من النوايا الفاسدة، وهل هناك أطهر قلبًا من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، ومع ذلك قال: ''إنّي لا أُصافِح النّساء'' رواه النسائي والترمذي وابن ماجه، وهو صحيح. وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ''لا والله ما مسَّت يد رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يد امرأة قط غير أنّه يبايعهن بالكلام'' أخرجه البخاري ومسلم. وقد حرّم الإسلام تبرّج النساء وتزيّنهنّ للرجال الأجانب وتطيّبهنّ والمرور أمامهم، لما ينجر عن ذلك من فتن لا تخفى. قال تعالى: {ولا تبرَّجْنَ تبرُّج الجاهلية الأولى} الأحزاب .33 وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''أيُّما امرأة استعطرت ثـمّ مَرّت على القوم ليجدوا ريحها فهي زانية'' رواه أحمد، وهو صحيح. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''أيُّما امرأت تطيّبت ثـمّ خرجت إلى المسجد ليوجد ريحها لم يقبل منها صلاة حتّى تغتسل اغتسالها من الجنابة'' رواه أحمد وهو صحيح. وعلى هذا الشخص أن يُسارع إلى إجراء العقد الشرعي والمدني والعرس، وبذلك يعلم نفسه وغيره من الحرام.

الأحد، 10 أبريل 2011

رسول الله مع المرأة

كذلك يرفع سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قدرها، رادًّا على الّذين يكرهون أن تولد لهم أنثـى فيقول: ''مَن عال جاريتين حتّى يبلغا جاء يوم القيامة أنا وهو كهاتين، وقرَّب بين أصابعه''، أخرجه مسلم. ويقول رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن كان له ثـلاث بنات، فصبر عليهنّ، وأطعمهنّ وكساهنّ من جدته، كنّ له حجابًا من النّار يوم القيامة''، أخرجه ابن ماجه.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن كان له ثـلاث بنات أو ثـلاث أخوات، أو ابنتان أو أختان فأحسن صحبتهنّ واتّقى الله فيهنّ فله الجنّة''، أخرجه الترمذي وأبو داود.
وقد نقلت لنا الروايات الصحاح كيف كان تعامله صلّى الله عليه وسلّم مع زوجاته، ومقام زوجته الوفية خديجة بنت خُويلد رضي الله عنها، وهي أولى زوجاته وأعظمهنّ أثـرًا في حياته صلّى الله عليه وسلّم، فقد كان الاحترام والحبّ والمودة بينهما متبادلاً كأكثـر ما يكون بين زوجين محبين متآلفين.
وحين نزل سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم من غاز حِراء يوم أنزلت عليه أول آيات القرآن، فذهب إليها مباشرة ولم يذهب إلى أيّ مكان آخر، وخاطبها فطمأنته، وقالت له: ''والله لا يُخزيك الله أبدًا، إنّك لتصل الرحم، وتحمل الكَلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعينه على نوائب الحق''، ثـمّ أخذته إلى ابن عمّها ورقة بن نوفل، وكان يقرأ التوراة والإنجيل، فقال له: ''إنّه الناموس الّذي أُنزِل على موسى''، أخرجه البخاري ومسلم.
وظلّت السيّدة خديجة بجواره مؤمنة به وبرسالته، تدعّمه وتشجّعه وتثـبّته حتّى ماتت، فحزن عليها حُزنًا لم يحزنه على أحد من قبلها، حتّى لقد سمّي العام الّذي ماتت فيه بعام الحزن.

السبت، 9 أبريل 2011

شخص يسأل: هل صحيح أنّ مَن يقرأ آيتين من القرآن لم يمُت في يومه الّذي قرأهما فيه؟


قال الله تعالى: ''تبارَك الّذي بِيَدِه المُلكُ وهو على كلّ شيء قدير × الّذي خَلَق الموت والحياةَ لِيَبْلُوَكُم أيُّكُم أحسنُ عملاً وهو العزيز الغفور'' الملك01 /02، وقال سبحانه وتعالى: ''كُلّ نفسٍ ذائقَةُ الموتِ وإنّما تُوَفَّوْنَ أجورَكُم يومَ القيامَة فمَن زُحزِحَ عن النّار وأُدخِل الجنّة فقَدْ فازَ ومَا الحياةُ الدُّنيا إلاّ متاعُ الغرور'' آل عمران185، فالموت حق يذوقه كلّ العالمين وبعد الموت بعث ونشور وحساب وجزاء، ''ثمّ إمّا جنّة وإمّا نار''.
والموت أمر مقدّر لا يعلَم أيّ كائن متى سيموت، قال تعالى: ''قُل يَتَوَفَّاكُم مَلَكُ الموتِ الَّذِي وُكِّلَ بكُم ثمّ إلى ربّكم تُرجَعون'' السجدة11، والقرآن الكريم كلام الله أنزله على خاتم الأنبياء والمرسلين سيّدنا محمّد صلّى الله عليه وسلّم ليكون معجزة خالدة إن تمسَّك به المسلمون وعملوا بسُنّة النّبيّ المصطفى صلّى الله عليه وسلّم أفلحوا ونجحوا، وإن أعرضوا عنه وخالفوا أوامره وأتوا نواهيه وخالفوا محمّدًا صلّى الله عليه وسلّم خسروا وذلوا.
ومن المؤسف حقًا أن نسمَع مسلمين يدعون إلى مخالفة أحكام الله الثابتة بالكتاب والسُنّة تقليدًا لأعداء الله واتّباعًا للهوى وما علموا أن الله رقيب سميع سيجمعهم ليوم لا ريب فيه ثمّ توفى كلّ نفس ما كسبت، والقرآن شفاء ورحمة للقلوب وللأبدان، قال تعالى: ''ونُنَزِّلُ مِن القرآن ما هُو شِفاءٌ ورحمةٌ للمؤمنين'' الإسراء82. وقد حثّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم أُمّته على قراءة القرآن وتدبّر معانيه والعمل به في أحاديث كثيرة حيث قال صلّى الله عليه وسلّم: ''اقرؤوا القرآن فإنّه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه'' رواه مسلم وأحمد.
أمّا أن يقرأ الإنسان آيتين مخصوصتين من القرآن تقيه الموت في ذلك اليوم فلم يرِد لا في الكتاب ولا في السُنّة ولا في آثار السلف الصالحين من الصحابة وتابعيهم وهو ومخالفة للعقل، قال الله تعالى: ''فإذا جاءَ أجَلُهُم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون'' الأعراف .34
فعلَى المؤمن أن يتلو القرآن في كلّ حين سرائه وضرائه حتّى إن أدركَهُ الموت جاء القرآن شفيعًا له ينجيه من عذاب عظيم.

هل الجن واقع أم خيال؟


الجن من مخلوقات الله مثل الإنس خلقهم الله لتحقيق الغاية الّتي من أجلها خلق الإنسان أيضًا وهي عبادة الله عزّ وجلّ، وهم مأمورون باتّباع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وبالإيمان بالله وكتبه ورسله واليوم الآخر والقدر خيره وشرّه، كما أنّهم مطالبون بالإيمان بالقرآن وبأنّه كلام الله، عليهم أن يصدّقوا بكلّ ما أنزل على محمّد صلّى الله عليه وسلّم، وأن يعملوا به. قال الله تعالى: ''وما خلقتُ الجن والإنس إلاّ ليعبدون × ما أُريد منهم مٍّن رِزق وما أُريدُ أن يُطعِمون × إنّ الله هو الرّزّاق ذُو القُوّة المَتين'' الذاريات56/58، كما أخبرنا الله تعالى في كتابه أنّنا لا نراهم ولكنّهم يروننا فقال: ''إنّه يراكُم هو وقبيلهُ مِن حيثُ لا ترونَهُم'' الأعراف.27 فعالم الجن عالم غيبي لا نراه يجب التّصديق به، كما لا ينبغي الخوف منهم خوف يستعبد الإنسي، فكلّما أظهر العبد خوفه من الجن كلّما آذاه الجني''. قال تعالى: ''وأنّه كان رِجال من رِجالٌ من الإنسان يعوذُون برجال من الجنِّ فزَادُوهُم رَهَقًا'' الجن 06، وعلينا الاستعاذة بالله من شياطين الإنس والجن.

الجمعة، 8 أبريل 2011

الخنساء


الخنساء


مقدمة

هي تماضر بنت عمرو بن الحارث السلمية ولقبها الخنساء، وسبب تلقيبها بالخنساء لقصر أنفها وارتفاع أرنبتيه. (1)


حالها في الجاهلية

عرفت الخنساء (رضي الله عنها) بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها، فتزوجت من ابن عمها رواحة بن عبد العزيز السلمي، إلا أنها لم تدم طويلا معه ؛ لأنه كان يقامر ولا يكترث بماله،لكنها أنجبت منه ولدا ، ثم تزوجت بعده من ابن عمها مرداس بن أبي عامر السلمي ، وأنجبت منه أربعة أولاد.

وأكثر ما اشتهرت به الخنساء فى الجاهلية هو شعرها وخاصة رثاؤها لأخويها صخر ومعاوية والذين ما فتأت تبكيهما حتى خلافة عمر ومما يذكر فى ذلك ما كان بين الخنساء وهند بنت عتبة قبل إسلامها ......نذكره لنعرف إلى أى درجة اشتهرت الخنساء بين العرب فى الجاهلية بسبب رثائها أخويها.

عندما كانت وقعة بدر قتل عتبة وشيبة ابنا ربيعة والوليد بن عتبة، فكانت هند بنت عتبة ترثيهم، وتقول بأنها أعظم العرب مصيبة. وأمرت بأن تقارن مصيبتها بمصيبة الخنساء في سوق عكاظ ، وعندما أتى ذلك اليوم، سألتها الخنساء : من أنت يا أختاه؟ فأجابتها : أنا هند بنت عتبة أعظم العرب مصيبة، وقد بلغني أنك تعاظمين العرب بمصيبتك فبم تعاظمينهم أنت؟ فقالت: بأبي عمرو الشريد ، وأخي صخر ومعاوية . فبم أنت تعاظمينهم؟ قالت الخنساء: أوهم سواء عندك؟ ثم أنشدت هند بنت عتبة تقول:

أبكي عميد الأبطحين كليهما ومانعها من كل باغ يريدها

أبي عتبة الخيرات ويحك فاعلمي وشيبة والحامي الذمار وليدها

أولئك آل المجد من آل غالب وفي العز منها حين ينمي عديدها

فقالت الخنساء:

أبكي أبي عمراً بعين غزيـرة قليل إذا نام الخلـي هجودها

وصنوي لا أنسى معاوية الذي له من سراة الحرتيـن وفودها

و صخرا ومن ذا مثل صخر إذا غدا بساحته الأبطال قــزم يقودها

فذلك يا هند الرزية فاعلمي ونيران حرب حين شب وقودها


إسلامها

قال ابن عبد البر في الاستيعاب "قدمت على رسول الله (صلى الله عليه وسلم) مع قومها من بني سليم فأسلمت معهم"

وتعد الخنساء من المخضرمين ؛ لأنها عاشت في عصرين : عصر الجاهلية وعصر الإسلام ، وبعد ظهور الإسلام أسلمت وحسن إسلامها .(2)

أهم ملامح شخصيتها

1- قوة الشخصية

عرفت بحرية الرأي وقوة الشخصية ونستدل على ذلك من خلال نشأتها في بيت عـز وجاه مع والدها وأخويها معاوية وصخر، والقصائد التي كانت تتفاخر بها بكرمهما وجودهما، وأيضا أثبتت قوة شخصيتها برفضها الزواج من دريد بن الصمة أحد فرسان بني جشم ؛ لأنها آثرت الزواج من أحد بني قومها.

2-الخنساء شاعرة

يغلب عند علماء الشعر على أنه لم تكن امرأة قبلها ولا بعدها أشعر منها. كان بشار يقول: إنه لم تكن امرأة تقول الشعر إلا يظهر فيه ضعف، فقيل له: وهل الخنساء كذلك، فقال تلك التي غلبت الرجال

أنشدت الخنساء قصيدتها التي مطلعها:

قذى بعينيك أم بالعين عوار . . ذرفت إذ خلت من أهلها الدار

وسئل جرير عن أشعر الناس فـأجابهم: أنا، لولا الخنساء ، قيل فيم فضل شعرها عنك، قال: بقولها

إن الزمان ومـا يفنى له عجـب . . أبقى لنا ذنبا واستؤصل الــرأس

3 -البلاغة وحسن المنطق والبيان

في يوم من الأيام طلب من الخنساء أن تصف أخويها معاوية وصخر، فقالت: أن صخرا كان الزمان الأغبر، وذعاف الخميس الأحمر. وكان معاوية القائل الفاعل. فقيل لها: أي منهما كان أسنى وأفخر ؟ فأجابتهم : بأن صخر حر الشتاء ، ومعاوية برد الهواء. قيل: أيهما أوجع وأفجع؟ فقالت: أما صخر فجمر الكبد ، وأما معاوية فسقام الجسد

4- الشجاعة والتضحية.

ويتضح ذلك في موقفها يوم القادسية واستشهاد أولادها . فقالت الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم .

ولها موقف مع الرسول( صلي الله عليه وسلم ) فقد كان يستنشدها فيعجبه شعرها وكانت تنشده وهو يقول : " هيه يا خناس " . أو يومي بيده (3)


أثر الرسول فى تربيتها

تلك المرأة العربية التي سميت بالخنساء، واسمها تماضر بنت عمرو، ونسبها ينتهي إلى مضر.مرت بحالتين متشابهتين لكن تصرفها تجاه كل حالة كان مختلفا مع سابقتها أشد الاختلاف, متنافرا أكبر التنافر, أولاهما في الجاهلية, وثانيهما في الإسلام. وإن الذي لا يعرف السبب يستغرب من تصرف هذه المرأة.

- أما الحالة الأولى فقد كانت في الجاهلية يوم سمعت نبأ مقتل أخيها صخر, فوقع الخبر على قلبها كالصاعقة في الهشيم, فلبت النار به, وتوقدت جمرات قلبها حزنا عليه, ونطق لسانها بمرثيات له بلغت عشرات القصائد, وكان مما قالته:

قذى بعينك أم بالعين عوار أم ذرفت إذ خلت من أهلها الدار

كأن عيني لذكراه إذا خطرت فيض يسيل على الخدين مدرار

وإن صخرا لوالينا وسيدنا وإن صخرا إذا نشتو لنحار

وإن صخرا لمقدام إذا ركبوا وإن صخرا إذا جاعوا لعقار

وإن صخرا لتأتم الهداة به كــأنـه عـلـم في رأســــــــــه نار

حـمـال ألويـة هبـاط أوديــة شهــاد أنديــة للجيــش جرار

ومما فعلته حزنا على أخويها "صخر ومعاوية" ما روي عن عمر أنه شاهدها تطوف حول البيت وهي محلوقة الرأس, تلطم خديها, وقد علقت نعل صخر في خمارها.

- أما الحالة الثانية التي مرت بها هذه المرأة والتي هي بعيدة كل البعد عن الحالة الأولى: فيوم نادى المنادي أن هبي جيوش الإسلام للدفاع عن الدين والعقيدة ونشر الإسلام، فجمعت أولادها الأربعة وحثتهم على القتال والجهاد في سبيل الله، لكن الغريب في الأمر يوم بلغها نبأ استشهادهم, فما نطق لسانها برثائهم وهم فلذات أكبادها, ولا لطمت الخدود ولا شقت الجيوب, وإنما قالت برباطة جأش وعزيمة وثقة: "الحمد لله الذي شرفني باستشهادهم, وإني أسأل الله أن يجمعني معهم في مستقر رحمته"!

ومن لا يعرف السبب الذي حول هذه المرأة من حال إلى حال يظل مستغربا, ويبقى في حيرة من أمره فهذه المرأة تسلل إلى قلبها أمر غــير حياتها , وقلب أفكارها, ورأب صدع قلبها, إنها باختصار دخلت في الإسلام, نعم دخلت في الإسلام الذي أعطى مفاهيم جديدة لكل شيء, مفاهيم جديدة عن الموت والحياة والصبر والخلود.

فانتقلت من حال الـيـأس والقــنـوط إلى حـال الـتـفـاؤل والأمـل، وانتقلت من حال القـلـق والاضـطـراب إلى حال الطـمأنـيـنة والاســتقرار، وانتقلت من حالة الشرود والضياع إلى حالة الوضوح في الأهداف, وتوجيه الجهود إلى مرضاة رب العالمين. نعم هذا هو الإسلام الذي ينقل الإنسان من حال إلى حال, ويرقى به إلى مصاف الكمال, فيتخلى عن كل الرذائل, ويتحلى بكل الشمائل, ليقف ثابتا في وجه الزمن, ويتخطى آلام المحن, وليحقق الخلافة الحقيقية التي أرادها الله للإنسان خليفة على وجه الأرض. (4)


من مواقفها مع الصحابة

لها موقف يدل علي وفائها ونبلها مع أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فلم تزل الخنساء تبكي على أخويها صخرا ومعاوية حتى أدركت الإسلام فأقبل بها بنو عمها إلى عمر بن الخطاب( رضي الله عنه) وهي عجوز كبيرة فقالوا : يا أمير المؤمنين هذه الخنساء قد قرحت مآقيها من البكاء في الجاهلية والإسلام فلو نهيتها لرجونا أن تنتهي . فقال لها عمر : اتقي الله وأيقني بالموت فقالت : أنا أبكي أبي وخيري مضر : صخراً ومعاوية . وإني لموقنة بالموت فقال عمر : أتبكين عليهم وقد صاروا جمرة في النار ؟ فقالت : ذاك أشد لبكائي عليهم ؛ فكأن عمر رق لها فقال : خلوا عجوزكم لا أبا لكم فكل امرئ يبكي شجوه ونام الخلي عن بكاء الشجي. (5)

من كلماتها

كانت لها موعظة لأولادها قبيل معركة القادسية قالت فيها:

"يا بني إنكم أسلمتم وهاجرتم مختارين والله الذي لا إله غيره إنكم لبنو رجل واحد كما أنكم بنو امرأة واحدة ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم . وقد تعلمون ما أعد الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين . واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية يقول الله عز وجل : " يا أيها الذي أمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون " . فإذا أصبحتم غدا إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مستنصرين . وإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرمت لظى على سياقها وجللت نارا على أرواقها فتيمموا وطيسها وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة ". (6)

فلما وصل إليها نبأ استشهادهم جميعاً قالت: الحمد لله الذي شرفني بقتلهم وأرجو من ربي أن يجمعني بهم في مستقر رحمته.