أما الحقيقة الأخرى فان شعوب هذه المنطقة هي الأقرب للاستفادة والتفاعل والاستيعاب على استلهام هذه التجربة، ولا نقول استنساخها لأنها تعيش نفس الظروف والعوامل والشروط الكاملة والأرضية التي تدفع هذه الشعوب لإعلان الثورة وليس مجرد الإصلاحات الجزئية والجانبية. ولذلك نقول إن أمام هذه الحكومات إما:
• المبادرة السريعة والاستجابة لمطالب الناس وتحقيق الإصلاحات الجذرية وليست الشكلية، أي الإصلاحات التي تؤمن أكبر قدر من المشاركة في صنع القرار وتقرير المصير، والأهم هو إطلاق الحريات الكاملة للتعبير عن إرادتها.
• أو السقوط الكامل ورحيل هذه الحكومات بغير رجعة كما حصل في تونس ومصر وكذلك مصير ليبيا واليمن حسب المؤشرات والمعطيات، وهذه الحكومات التي تهاوت هي أقوى هيمنة وسيطرة، فليس هناك قوة حقيقية فوق إرادة الشعوب، أما الاعتماد والمراهنة على تلك التحالفات السياسية والعسكرية خصوصا مع تلك الدول العظمى فقد ثبت فشلها، فالغرب وقف متحيرا حينما رأى تلك الحكومات تتساقط كأوراق الخريف وحينما رأوا «العذاب تقطعت بهم الأسباب».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق