الأحد، 25 ديسمبر 2011

اليتيم = ا=ل=ب=ي=ا=ض=ه


السلام عليكم اول الكلام اني اكتب هذه الكلمات واعلم ان لا احد عايشها ,الايام تسير والعمر ينقضي ولا احد يكون دليلك غير الله هو الطريق المنير ,ان كان للابوين الطريق الصحيح فهيهات ان تكون العلاقه وطيده من دون الام فمن لا يملك ورده في البيت ضاع العمر ,ان تحمل الثقل والعبء لوحدك رغم وجود الاب ,فلا تكون واثق من تعامله ,فهو يهمل كل عواطفك وجوارحك ويترك لك غير الجروح واحده تلوه الاخرى فيا حصرتي علي امي , صيغت الابن الوحيد تغمره الاشواك والكواسر المتراميه ,عينه تنضر ,الي الذي تغمره العيون الدا

فضائل الدعاء


بسم الله الرحمن الرحيم
فضائل الدعاء وثمراته...




1-الدعاء طاعة لله وامتثال أمره قال عز وجل(وادعوه مخلصين له الدين). 2-السلامة من الكبر قال تعالى(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين). 3- الدعاء عبادة .قال عليه السلام_الدعاء هو العبادة_ 4-الدعاء أكرم شئ على الله قال عليه السلام_ليس شئ أكرم على الله عز وجل من الدعاء_ 5-الدعاءمحبوب لله.قال عليه السلام_سلوا الله من فضله فإن الله يحب أن يُسأل_

لتعرف معنى علم اسرائيل


بسم الله الرحمن الرحيم

علم اسرائيل هذا العلم الذي يحرق في كل شارع من شوارع العرب ...

ما ذا يعني علم اسرائيل ؟

النجمة السداسية : هي نجمة اليهود

ولكن هذين الخطين الزرقاوين : الأول يعني نهر الفرات

الثاني يعني نهر النيل

و الغرض منه أن حدود اسرائيل ستكون يوماً ما ما بين نهري الفرات و النيل

سِؤال صعب....0795212062

ماالذي سوف تفعله إذا إكتشفت أن أمامك ستة أشهر فقط ستحياها على سطح الأرض ؟ لعل السؤال به شيء من الغرابة والتشاؤم وربما الألم كذلك , لكنه سينير لنا بعض الحقائق هل فكرت إذا كان المتبقي من عمرك تلك الأيام المعدودة فمع من ستقضيها ؟ وكيف ستقضيها؟ ما الاعمال التي ستسرع بفعلها ؟ وما الامور التي ستهب بلا إبطاء لإنجازها أو إصلاحها أو تعديلها؟ إجابتك على هذا السؤال ستضيئ لك جانب مظلم من تفكيرك ستخبرك أن هناك عمل يجب إنجازه , وصديق بحاجة إلى مصالحته , وأقارب مر زمن بغير أن تزورهم سيجعلك تنظر إلى أشياء هامة تخشى فعلا أن تنتهي حياتك بدون إتمامها و الإنتهاء منها للأسف الشديد كثير منا قد تبرمج على حالة الطوارئ على إنهاء مهامه في ثانية الأخيرة أو خلال فترة السماح , وكم من أشياء تضيع وتهمل في ظل هذه الفوضى الحياتية المؤلمة فعلا سؤال صعب

الصدقة الخفية لها تأثير عجيب في دفع البلاء

جاء في الحديث أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. “رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه”. وهذه كناية عن المبالغة في إخفاء الصدقة.

قال الإمام النووي: “وفي هذا الحديث فضل صدقة السر، قال العلماء: وهذا في صدقة التطوع فالسر فيها أفضل لأنه أقرب إلى الإخلاص، وأبعد من الرياء وأما الزكاة الواجبة فإعلانها أفضل”.

والصدقة برهان واضح على صدق إيمان المتصدق بالله، وفي الحديث (والصدقة برهان) فالمتصدق يتعامل مع الله الذي يعلم السر وأخفى، والذي يخلف عليه ما أنفق أضعافاً مضاعفة، ولقد كان السلف يبذلون أموالهم في سبيل الله عز وجل إيماناً منهم بالعوض من الله الكريم، فقد كان يحيى بن معاذ الرازي يقول: عجبت ممن يبقي معه مالاً، وهو يسمع قوله تعالى إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم(التغابن: 17). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار” (رواه البخاري ومسلم). قال ابن قيم رحمه الله: “إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم أو كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض كلهم لأنهم جربوه”.

جاء في الحديث أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله.. “رجل تصدّق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه”. وهذه كناية عن المبالغة في إخفاء الصدقة.

قال الإمام النووي: “وفي هذا الحديث فضل صدقة السر، قال العلماء: وهذا في صدقة التطوع فالسر فيها أفضل لأنه أقرب إلى الإخلاص، وأبعد من الرياء وأما الزكاة الواجبة فإعلانها أفضل”.

والصدقة برهان واضح على صدق إيمان المتصدق بالله، وفي الحديث (والصدقة برهان) فالمتصدق يتعامل مع الله الذي يعلم السر وأخفى، والذي يخلف عليه ما أنفق أضعافاً مضاعفة، ولقد كان السلف يبذلون أموالهم في سبيل الله عز وجل إيماناً منهم بالعوض من الله الكريم، فقد كان يحيى بن معاذ الرازي يقول: عجبت ممن يبقي معه مالاً، وهو يسمع قوله تعالى إن تقرضوا الله قرضا حسنا يضاعفه لكم(التغابن: 17). وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار” (رواه البخاري ومسلم). قال ابن قيم رحمه الله: “إن للصدقة تأثيراً عجيباً في دفع أنواع البلاء، ولو كانت من فاجر أو ظالم أو كافر فإن الله تعالى يدفع بها أنواعاً من البلاء، وهذا أمر معلوم عند الناس خاصتهم وعامتهم وأهل الأرض كلهم لأنهم جربوه”.

حقوق الزوجة المطلقة التي لم يدخل بها؟


إذا عقد الرجل على امرأته عقدا شرعيا صحيحا مستوفيا لأركانه وطلّقها قبل الدخول بها، فإنه يثبت لها نصف المهر المقدم منه والمؤخر لقوله تعالى: “وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم إلا أن يعفون” “سورة البقرة”.

ويعتبر الصداق من مقدم المهر. أما الهدايا فإنها لا ترد. وهذا إذا لم يخل بها خلوة شرعية صحيحة خالية من الموانع الطبيعية والشرعية كالصوم في نهار رمضان أو الحيض. أما الخلوة الشرعية الخالية من الموانع الشرعية فتوجب للزوجة المهر كاملا.

عربون بيع السيارة


ما حكم العربون الذي يأخذه بعض التجار أو الباعة مثل من يبيع السيارات؟ وهل يحق للتاجر شرعاً أن يأخذ العربون إذا عدل المشتري عن الشراء؟

العربون هو المبلغ الذي يدفعه المشتري إلى البائع؛ فإذا تمت الصفقة اعتبر جزءاً من الثمن، وإذا لم تتم فقد جرى العرف في بعض البلاد أن المبلغ المدفوع يأخذه البائع، وفي بعض البلاد يرد إلى المشتري. فهذا العربون من حيث هو جائز لا شيء فيه فهو لإظهار جدية المشتري، ولئلا يفوّت على البائع بيع سلعته، فإن تمت الصفقة فلا إشكال في اعتبار العربون جزءاً من الثمن. لكن الإشكال إن لم تتم الصفقة من قبل المشتري؛ فإن الذي نميل إليه هو تحكيم العرف في هذه الحال، فإن كان العرف إرجاع العربون إلى المشتري فهذا هو الأوفق، وإن كان العرف استحقاق البائع له فلا بأس بذلك، وليس هذا من أكل أموال الناس بالباطل وإنما هو مقابل انتظار البائع للمشتري. ولكي يصح استحقاق العربون ينبغي أن يكون وقت الانتظار لحين إتمام الصفقة محدداً بوقت معين؛ لئلا يدخل في العقد الجهالة من حيث الوقت.

منارات وإشارات...0795212062



يا شبابنا المغرّر بهم.. والله إنّي لكم لناصح، وإنّي عليكم لمشفق، قبل أن تقدموا يوم القيامة فتجدوا أنّ أهل بيت النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) الأطهار وصحبه الأخيار قد جُمعوا في جنّات تجري من تحتها الأنهار إخوانا على سرر متقابلين. أشفق عليكم أن تحشروا مع قوم يلقون في النّار، فإذا بهم لا يجدون فيها أبا بكر وعمر وعائشة وحفصة فيقولون كما أخبر الله عنهم وعن غيرهم: ''وَقَالُوا مَا لَنَا لا نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ''..

كونوا على يقين أيها الشباب، أن هؤلاء الذين يسوّلون لكم بغض أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلّم) والطعن فيهم، باسم مظلومية أهل البيت، سيتبرّأون منكم يوم القيامة إن لم تتوبوا إلى الله، يوم يُلقون في جهنّم، ولا أتألّى على الله، ثمّ يؤتى بالأتباع الذين ألغوا عقولهم وتعصّبوا لعلمائهم أفواجا أفواجا إلى جهنّم - عياذا بالله - وكلّما جيء بفوج قال المتبوعون لبعضهم بعضا: ''هَذَا فَوْجٌ مُّقْتَحِمٌ مَّعَكُمْ لاَ مَرْحَباً بِهِمْ إِنَّهُمْ صَالُوا النَّار''، فيقول الأتباع: ''بَلْ أَنتُمْ لَا مَرْحَباً بِكُمْ أَنتُمْ قَدَّمْتُمُوهُ لَنَا فَبِئْسَ الْقَرَار'' (سورة ص)، ثمّ يقولون: ''رَبَّنَا مَن قَدَّمَ لَنَا هَذَا فَزِدْهُ عَذَاباً ضِعْفاً فِي النَّارِ''. ثمّ يجتمع المتبوعين والأتباع على قول واحد: ''وَقَالُوا مَا لَنَا لاَ نَرَى رِجَالاً كُنَّا نَعُدُّهُم مِّنَ الْأَشْرَارِ (62) أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيّاً أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَار''. يقولون: ما لنا لا نرى في النّار أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة؟ أتخذناهم سخريا أم زاغت عنهم الأبصار؟

هذا الموقف سيقفه المكذّبون بالرّسل المستهزئون بهم، وسيقفه أيضا الذين كذّبوا أتباع الرّسل وطعنوا فيهم وجعلوهم غرضا لهم.

أسأل الله (جلّ وعلا) أن يهدي شبابنا إلى جادة الصواب، وأن يوحّد هذه الأمة على كتابه وسنة نبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم)، وعلى محبة الأهل والأصحاب الذين ألّف بين قلوبهم ووعدهم جنّات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا

لمن كان له قلب ........0795212062


إبك على نفسك!!

إبك على نفسك عندما تجدها ضعيفة أمام الشهوات وعظيمة أمام المعاصي، ابك على نفسك عندما ترى المنكر ولا تنكره وترى الخير فتحتقره، ابك على نفسك عندما تدمع عينك لمشهد فيلم مؤثر بينما لا تتأثر عند سماع القرآن الكريم، ابك على نفسك عندما تبدأ بالركض خلف دنيا زائلة بينما لم تنافس أحدا على طاعة الله، ابك على نفسك عندما تتحوّل صلاتك من عبادة إلى عادة ومن ساعة راحة إلى شقاء، ابك على نفسك عندما يتحوّل حجابك إلى شكل اجتماعي وتسترك إلى أمر تجبرين عليه، ابك على نفسك إن رأيت في نفسك قبول للذنوب وحب لمبارزة علام الغيوب، ابك على نفسك عندما لا تجد لذة العبادة ولا متعة الطاعة، ابك على نفسك عندما تمتلئ بالهموم وتغرقها الأحزان وأنت تملك الثلث الأخير من الليل، ابك على نفسك عندما تهدر وقتك فيما لا ينفع وأنت تعلم أنك محاسب فتغفل، ابك على نفسك عندما تدرك أنك أخطأت الطريق وقد مضى الكثير من العمر.

أوائل وأرقام


أول من عرف البارود و أشعله·· هم الصينيون

أول دولة استخدمت النساء في مصلحة البريد·· هي فرنسا

أول من أنشأ مصرفا لإصدار الأوراق المالية·· رجل سويدي يدعى بلمستروك

أول برقية أرسلت في التاريخ عبر تلغراف موريس كانت في يوم 24 ماي 1844من واشنطن إلى بلتيمور، وهي حوالي 6 كم فقط وكانت البرقية تحمل هذا النص (هذا من فعل الله)!!

ريــم الطـــاهــــرة






نشأة مريم الطاهرة: لا خلاف أنها من سلالة داود عليه السلام وكان أبوها عمران صاحب صلاة بني إسرائيل في زمانه وكانت أمها وهي حنة بنت فاقود بن قبيل من العابدات، وكان زكريا نبي ذلك الزمان زوج أخت مريم اأشياعب في قول الجمهور وقيل زوج خالتها اأشياعب فالله أعلم. وقد كانت أن أم مريم لا تحبل فرأت يوماً طائراً يزق فرخاً له فاشتهت الولد فنذرت لله إن حملت لتجعلن ولدها محرراً أي حبيساً في بيت المقدس. قالوا: فحاضت من فورها فلما طهرت واقعها بعلها فحملت بمريم عليها السلام ''فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ'' ''وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنْثَى'' أي في خدمة بيت المقدس، وكانوا في ذلك الزمان ينذرون لبيت المقدس خداماً من أولادهم ''وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ''، وقد استجيب لها في هذا كما تقبل منها نذرها· عن أبي هريرة، أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: ''ما من مولود إلا والشيطان يمسه حين يولد فيستهل صارخاً من مس الشيطان إلا مريم وابنهاب ثم يقول أبو هريرة: واقرأوا إن شتئم ''وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنْ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ''. ''فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا'' ذكر كثير من المفسرين أن أمها حين وضعتها لفتها في خروقها ثم خرجت بها إلى المسجد، فسلمتها إلى العباد الذين هم مقيمون به، وكانت ابنة إمامهم وصاحب صلاتهم، فتنازعوا في أيهم يكفلها، وكان زكريا نبيهم في ذلك الزمان، وقد أراد أن يستبد بها دونهم من أجل زوجته أختها - أو خالتها على القولين. فطلبوا أن يقترع معهم، فساعدته المقادير فخرجت قرعته غالبة لهم وذلك أن الخالة بمنزلة الأم. قال الله تعالى: ''ذَلِكَ مِنْ أنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ''، وذلك أن كلاًّ منهم ألقى قلمه معروفاً به، ثم حملوها ووضعوها في موضع وأمروا غلاماً لم يبلغ الحنث فأخرج واحداً منها وظهر قلم زكريا (عليه السلام). فطلبوا أن يقترعوا مرة ثانية وأن يكون ذلك بأن ألقوا أقلامهم في النهر، فأيهم جرى قلمه على خلاف جرية الماء، فهو الغالب ففعلوا فكان قلم زكريا هو الذي جرى على خلاف جرية الماء، وسارت أقلامهم مع الماء ثم طلبوا منه أن يقترعوا ثالثة فأيهم جرى قلمه مع الماء ويكون بقية الأقلام قد انعكس سيرها صعداً فهو الغالب، ففعلوا، فكان زكريا هو الغالب لهم، فكفلها إذ كان أحق بها شرعاً وقدراً. قال الله تعالى: ''كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ'' قال المفسرون: اتخذ لها زكريا مكاناً شريفاً من المسجد لا يدخله سواها، فكانت تعبد الله فيه وتقوم مما يجب عليها من سدانة البيت إذا جاءت نوبتها وتقوم بالعبادة ليلها ونهارها، حتى صارت يضرب بها المثل بعبادتها في بني إسرائيل، واشتهرت بما ظهر عليها من الأحوال الكريمة والصفات الشريفة حتى إنه كان نبي الله زكريا كلما دخل عليها موضع عبادتها يجد عندها رزقاً غريباً في غير أوانه. فكان يجد عندها فاكهة الصيف في الشتاء وفاكهة الشتاء في الصيف فيسألها ''أَنَّى لَكِ هَذَا'' فتقول ''هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ'' أي رزق رزقنيه الله ''يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ''. فعند ذلك وهنالك طمع زكريا في وجود ولد له من صلبه وإن كان قد أسن وكبر ''قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ'' قال بعضهم: قال: يا من يرزق مريم الثمر في غير أوانه هب لي ولداً وإن كان في غير أوانه.

السبت، 24 ديسمبر 2011

مسجد صنعاء أحد معجزات النبي الكريم


عندما كانت القِبلة إلي بيت المقدس كان رسول الله (ص) يصلي نحو المقدس وقلبه معلق بالمسجد الحرام، إلا أنه (ص) لم يكن يعلم أن الله تعالى سيرتضي الكعبة قبلة للمسلمين فقال تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينَّك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون)·

عندها كان الإسلام دين جديد قليلون أتباعه، حتى أراد الله أن ينتشر الإسلام فدخل الناس فيه أفواجا، وكانت من الأمم التي اعتنقت الإسلام (أهل اليمن) فأرسل النبي (ص) إليهم رسلاً يعلمِّونهم الدين وكان من بينهم الصحابي وبر بن يوحنس الخذاعي، الذي أمره الرسول (ص) أن يبني مسجدا بأوصاف حددها له (ص) في بستان بآذان من الصخرة التي في أصل غمدان واستقبل به الجبل الذي يقال له (ضين)·

وبعد أربعة عشر قرنا من هذا الحدث أي عند انطلاق أول قمر صناعي، رصدت تلك الأقمار مدينة صنعاء وخاصة المسجد الكبير الذي يوجد بإحدى جوانبه ذلك المسجد الذي أمر الرسول (ص) ببنائه، وهو الآن محاطٌ بالصخرة الململمة التي وصفها النبي (ص) للخذاعي، وتحدّ مسجدَ صنعاء دعامتان تسميان (المسمورة -المنقورة) وقد حافظ عليهما اليمنيون حيث حُددت القبلة بين هاتين الدعامتين·

وبمقارنة موقع المسجد وموقع الجبل الذي حدده النبي (ص) تم رسمُ خط وهمي من قمة المسجد إلى قمة الجهة من الجبل التي حددها النبي (ص) وتم إمدادُ الخط الوهمي ليصل أعلى الكعبة، فوُجد أن المسجد يوازي الكعبة الشريفة مرورا بجبل (ضين) بصنعاء·

خط مستقيم من وسط الكعبة إلى قمة جبل ضين وصولا إلى قبلة المسجد الذي حدده النبي (ص)، كم عملية حسابية جغرافية تكفي لتنفيذ هذا الاتجاه المستقيم؟ هل يمكن تنفيذُ مثل هذا الأمر دون استخدام قمر صناعي يسهِّل المهمة؟ هل يمكن لأمِّيٍ أن يقوم بمثل هذا العمل؟ هل يوجد من بين مساجد العالم بأسره مثل هذا التطابق مع الكعبة؟ هل يمكن القول بأن النبي (ص) استعان بمهندس معماري ليصف للخذاعي هذه الأوصاف؟

كل هذه الأسئلة تلخصها كلمة واحدة (إنها إرادة الله) التي تثبت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والمعجزات التي أنزل بها من قبل ربه سبحانه، وتؤكد أن قدرة الله لا تتوقف عند حد يذكر، وأن الإنسان عاجزٌ لمجرد معرفة كل ما في الكون من إعجاز رباني دون أن يوفقه الله تعالى إلى ذلك، وفي الحقيقة ما زال الكون محاطا بالإعجازات الربانية التي لم يتوصل إليها البشر إلى وقتنا هذا، فكيف للمرء منا أن لا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله (ص)·؟

الجمعة، 23 ديسمبر 2011

ثناء الله لقائم اللّيل


مدح الله المؤمنين الّذين يقيمـون الليــل، ويتّخذون اللّيل مطيّة إلى الجنّة فقال تعالى: {تتجافَى جُنوبُهم عن المضاجع} وقال سبحانه: {كانوا قليلاً مِن اللّيل ما يهجعون × وبالأسحار هُم يستغفرون}.

كان السّلف الصالح رحمهم الله يتلذّذون بقيام الليل، ويفرحون به أشدّ الفرح، قال عبد الله بن وهب: كل ملذوذ إنّما له لذّة واحدة، إلاّ العبادة، فإنّ لها ثلاث لذّات: إذا كنت فيها، وإذا تذكّرتها، وإذا أعطيت ثوابها. وقال محمد بن المنكدر: ما بقي من لذّات الدنيا إلاّ ثلاث: قيام اللّيل، ولقاء الإخوان، والصّلاة في جماعة.

وقال ثابت البناني: ما شيء أجده في قلبي ألذّ عندي من قيام اللّيل، وقال يزيد الرقاشي: بطول التهجد تقر عيون العابدين، وبطول الظمأ تفرح قلوبهم عند لقاء الله. وقال مخلد بن حسين: ما انتبهت من اللّيل إلاّ أصبت إبراهيم بن أدهم يذكر الله ويُصلّي، فأَغتمُّ لذلك، ثمّ أتعزى بهذه الآية {ذلك فضلُ الله يُؤتيه مَن يشاء والله ذو الفضل العظيم}. وقال أبو عاصم النبيل: كان أبو حنيفة يسمّى الوتد لكثرة صلاته.

شهر صفر والاعتقادات الباطلة

قال الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُم ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّم فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ} التوبة:.36

شهر صفر هو أحد الشهور الإثنى عشر الهجرية، وقد سُمِّي بذلك لإصفار مكَّة من أهلها (أي خلّوها من أهلها) إذا سافروا فيه، وقيل: سَمَّوا الشّهر صفرًا لأنّهم كانوا يغزون فيه القبائل فيتركون مَن لقوا صِفْرًا من المتاع (أي يسلبونه متاعه فيصبح لا متاع له).

لقد كان للعرب في شهر صفر منكران عظيمان:

الأوّل: التّلاعب فيه تقديماً وتأخيراً، وكانوا يؤخِّرون فيها ويقدِّمون الشّهر على هواهم، ومن ذلك أنّهم جعلوا شهر صفر بدلاً من المحرَّم! وكانوا يعتقدون أنّ العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور، رويَ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كانوا يرون أنّ العمرة في أشهر الحج من أفجر الفجور في الأرض، ويجعلون المحرَّم صفراً، ويقولون: إذا برأ الدَّبر، وعفا الأثر، وانسلخ صفر: حلَّت العمرة لِمَن اعتمر'' رواه البخاري ومسلم.

والثّاني: التَّشاؤم منه، وقد كان مشهوراً عند أهل الجاهلية ولا زالت بقاياه في بعض النّاس، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا عدوى ولا طيرة ولا هامَة ولا صَفَر وفر من المجذوم كما تفر من الأسد'' رواه البخاري ومسلم.

ففي الحديث تأويلان: أحدهما المراد تأخيرهم تحريم المحرم إلى صفر، وهو النسيء الّذي كانوا يفعلونه، وبهذا قال مالك وأبو عبيدة. والثاني أن الصفر دواب في البطن، وهي دود، وكانوا يعتقدون أن في البطن دابة تهيج عند الجوع، وربّما قتلت صاحبها، وكانت العرب تراها أعدى من الجرب، وهذا التفسير هو الصحيح، وبه قال مطرف وابن وهب وابن حبيب وأبو عبيد وخلائق من العلماء.

قال الإمام ابن رجب في تلخيص لطائف المعارف: ''وأمّا تخصيص الشؤم بزمان دون زمان كشهر صفر أو غيره فغير صحيح، وإنّما الزمان كلّه خلق الله تعالى، وفيه تقع أفعال بني آدم، فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه، وكلّ زمان شغله العبد بمعصية الله فهو مشؤم عليه، فالشؤم في الحقيقة معصية الله تعالى''. وقد حدثت في هذا الشهر غزوات وأحداث مهمّة في حياة النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم، منها: أنّه صلّى الله عليه وسلّم غَزَا بنفسه غزوة الأبواء (ويُقال لها ودَّان)، وهي أوّل غزوة غزاها بنفسه، وكانت في صفر على رأس اثني عشر شهرًا من هجرته، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب، واستخلف على المدينة سعد بن عُبادة، وخرج في المهاجرين خاصة يعترض عِيرًا لقريش، فلم يَلْقَ كَيْدًا.

وفي هذا الشهر بعينه (صفر) من السنة الرابعة كانت وقعة (بئر معونة)، وكذلك خروجه صلّى الله عليه وسلّم إلى خيبر، كان في أواخر المُحَرَّم لا في أوّله وفَتَحَها في صفر.

ماذا جاء في الإسلام عن العلاقات الأُسرية؟


إنّ الفقه الإسلامي ينقسم إلى ''العبادات، الأحوال الشّخصية، المعاملات، الحدود، السِّيَر والمغازي والمرافعات''.

ومن هذا يتّضح لنا أنّ الفقه الإسلامي قد استوعب كلّ شيء في حياة الإنسان، ممّا يؤكد أنّ الإسلام دين العاجل والآجل، عقيدة وشريعة، وأنه صالح لكل زمان ومكان.

والزّواج مما اعتنى به ديننا الحنيف عناية عظيمة، لأنّه سُنّة حميدة، لم يشذّ عنها عالَم من العوالم، وهو الطريق الّذي اقتضته مشيئة الله لبقاء الجنس، قال تعالى: {ومِن كلّ شيء خلقنا زوجين لعلّكم تذكّرون}، وقال: {سبحان الّذي خَلَق الأزواج كلَّها ممّا تُنبتُ الأرضُ ومِن أنفسكم وممّا لا تعلمون}.

وقد تفضَّل الله سبحانه على بني الإنسان، فكرّمهم على كثير ممّن خلق، وأنعم عليهم بنعمة العقل لاكتساب المعارف والعلوم، وسخّر لهم كثيراً من مخلوقاته، مصداقاً لقوله تعالى: {ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البرِّ والبحر ورزقناهم من الطيّبات وفضّلناهم على كثير ممّن خلقنا تفضيلاً}.

ولم يشأ الله أن يجعل الإنسان كغيره من العوالم، يدع غرائزه تنطلق دون وعي، ويترك اتّصال الذّكر بالأنثى فوضى لا ضابط له، بل وضع النظام الملائم لسيادته، والمناسب لتكريم الله له، فجعل اتصال الرجل بالمرأة اتصالا كريما، مبنيا على رِضاها، وعلى إيجاب وقبول وإشهاد على أنّ كلاًّ منهما قد أصبح للآخر. وبهذا النظام وضع الله سبحانه للغريزة سبيلَها المأمونة، وصان كرامة المرأة من أن تكون كلا مباحاً، وحمَى النسل من الضياع، ووضع نواة الأسرة التي تحوطها غريزة الأمومة، وترعاها عاطفة الأبوة، فتُنبِت نباتا حسناً، وتُثمر ثمارها اليانعة، والأسرة نواة المجتمع، فبصلاحها يصلُح المجتمع كلّه، وبفسادها يفسُد المجتمع كلّه.

لقد اعتنت الشريعة الإسلامية بالأسرة عناية فائقة، حيث بيَّن الكتاب وأوضحت السُنّة كيفية التعامل وحدودَه بين أفراد الأسرة الواحدة، ولم تُهمِل أيّ جانب من جوانبه حتى تصلُح الأُسَر ويصلُح المجتمع كلُّه، وما هذا الفساد الذي حلَّ بالمجتمعات الإسلامية في وقتنا الحاضر إلاّ نتيجة حتمية لبُعد الناس عن تعلُّم الدين والعمل به، ولهَجرهم كلامَ ربِّهم وسُنّة نبيِّهم صلّى الله عليه وسلّم، وتكالبِهم على ثقافة الغرب وتقليدهم الأعمى لأعداء الله وأعداء الدِّين، فأصبحنا على هذه الأرض أذلةً بعد أن كُنّا أعزّةً، وآن الآوان للاستيقاظ من الغفلة والنّدم على ما فات، بدءًا بإصلاح العلاقة مع الله تعالى بتوحيده وعدم الإشراك به، وبإخلاص العبادة له سبحانه وباتّباع النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وباتباع الصحابة ومَن سار حذْوَهُم.

إنّ إصلاح العلاقات الأسرية تقوم أولاً وتنبني على العلاقة بين الزوجين، ممثلة في حقوق وواجبات كل طرف نحو الآخر، والعلاقة بين الآباء والأبناء، ممثلة أيضاً في حقوق وواجبات كل طرف نحو الآخر، ثم علاقة الإخوة فيما بينهم.

ما حدود مسؤولية المرأة المسلمة تجاه زوجها في الإسلام؟



هناك العديد من نصوص السنّة النّبويّة التي أشارت إلى مسؤولية المرأة تجاه زوجها، منها: قوله صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه أبو أمامة رضي الله عنه: ''ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجة صالحة، إنْ أمرَها أطاعته، وإن نظر إليها سَرَّته، وإن أقسم عليها أبرَّته، وإذا غاب عنها نصحته في نفسها وماله'' رواه ابن ماجه، وقوله صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: ''لا تصوم المرأة وبعلُها شاهد إلاّ بإذنه'' رواه البخاري، وقوله صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه قيس بن سعد رضي الله عنه: ''لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرتُ النّساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله عليهنّ من الحق'' رواه أبوداود، وقوله صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه عمرو بن الأحوص عن أبيه رضي الله عنهما: ''.. فأما حقّكم على نساءكم: فلا يوطئن فرشكم مَن تكرهون، ولا يأذَنَّ في بيوتكم لمَن تكرهون'' رواه الترمذي.

طاعة المرأة لزوجها: إضافة إلى النصوص السابقة، نجد هناك نصوصا أخرى في الكتاب والسنّة تؤكد هذه المسؤولية، ومن ذلك قوله تعالى: {فالصّائمات قانتاتٌ حافظاتٌ للغيب بما حفِظ اللهُ} النساء:43. فهذا الآية تؤكد في نفس المرأة ما ينبغي أن تكون عليه حتّى لا تجرفَها الأهواء فتتبع مَن يرى في طاعة الزوج تخلُّفاً عن العصر، ونوعاً من العبودية الّتي مضى زمانها.

ويشير قوله تعالى {يا أيُّها النّاس اتّقوا ربَّكم الّذي خلقكم من نفس واحدة وخَلَق منها زوجها} النساء:1، إلى أهمية التّقوى في الحياة الزوجية والّتي تعمل على وقاية كلّ من الزوجين من السقوط عن المقام التكريمي، ووقاية المجتمع ممّا قد يشيع فيه من انحرافات يتسبّب فيها تجنّب العدل والإحسان.

لذلك وجدنا نصوص السُنّة النّبويّة تشدّد على وجوب طاعة الزوج، خاصة فيما يتعلّق برغباته الخاصة، أيًّا كانت مشاغل المرأة، وتتوعّدها في حالة الرفض وعيداً شديداً، يقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: ''والّذي نفسي بيده، ما مِن رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلاّ كان الّذي في السّماء ساخطاً عليها، حتّى يرضى عنها'' رواه مسلم، وفي حديث آخر رواه أبو هريرة رضي الله عنه يقول عليه الصّلاة والسّلام: ''إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح'' رواه مسلم.

والطاعة الّتي يأمر الإسلام بها المرأة ليست قهرية عمياء، بل هي طاعة مستنيرة واعية في غير معصية الله، وإلى ذلك يشير قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق''، فلا تطيع المرأة زوجها إذا أمرها بمعصية، كأن يأمرها بالتبرج، أو الاستمتاع باللّهو المحرم، أو الخيانة، أو...

حسن الخُلق: وذلك من خلال العمل على إتيان كلّ ما يُدخل السرور على الزوج، روى حصين بن محصن فقال: حدثتني عمّتي قالت: أتيتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض الحاجة، فقال: أي هذه أذات بعل؟ قالت: نعم، قال: كيف أنتِ له؟ قالت: ما آلوه إلاّ ما عجزْتُ عنه، قال: فأين أنتِ منه فإنّما هو جنّتك ونارك'' رواه الحاكم.

فينبغي على الزوجة الودود أن تضبط لسانها، وأن تُحسنَ اختيار الألفاظ عند الحديث دوماً، خاصة عند الغضب، كذلك ينبغي على المرأة معاملة زوجها باحترام، تُظهرُه الكلمة الطيّبة، وحرارة اللّقاء، وحسن الأسلوب.

ومن مظاهر إحسان العِشرة أيضاً إبداء الشكر للزوج، يقول صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الله لا ينظر لامرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه''، والشكر يكون بالقول والعمل. وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا يحلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تأذَن في بيت زوجها وهو كاره، ولا تخرج وهو كاره، ولا تطيع فيه أحداً، ولا تعزل فراشه، ولا تضرّ به، فإن كان هو أظلم فلتأته حتّى ترضيه، فإن كان هو قبِل فبِها ونعمت وقَبِل الله عُذرَها، وأفلح حجّتها، ولا إثم عليه، وإن هو أبى برضاها عنه فقد أبلغت عند الله عذرها'' رواه الحاكم.

الأربعاء، 21 ديسمبر 2011

الإسلام وتزكية النّفس

لمّا كان الأصل في السلوك الظاهر أن يكون مظهراً تعبيرياً لأحوال النّفس وحركاتها، ولمّا كان السلوك الظاهر عُرضة لدوافع النِّفاق والرياء أو مؤثرات العادة الّتي لا تعبّر عن صدق

في الاتجاه القلبي والنّفسي، ولمّا كان كلّ ذلك، كانت عناية الإسلام موجّهة

بالدرجة الأولى لتزكية النّفس وتهذيبها.

إنّ المراد من تزكية النّفس هو تطهيرها من نزعات الشّرّ والإثم، وإزالة حظ الشّيطان منها، وتنمية فطرة الخير فيها. ومتَى حصلت في النّفس هذه التزكية غدت صالحة لغرس فضائل الأخلاق فيها، وتهذيب طباعها تهذيباً مصلحاً ومقوّماً وكابحاً وموجِّهاً. وبتهذيب طباع النّفس يتهيّأ المناخ النّفسي الصّالح لتفجّر منابع الخير.

وطبيعي متى تزكّت النّفس وتهذّبت طباعها أن يستقيم السلوك الداخلي والخارجي، ولذلك كان نظر الله تبارك وتعالى في مراقبته لأعمال عباده موجّهاً لمَا في قلوبهم وأنفسهم. روى الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الله تعالى لا ينظر إلى أجسامكم ولا إلى صوركم، ولكن ينظر إلى قلوبكم''.

ولذلك كانت قيمة الأعمال في تقدير الجزاء عند الله على قدر قيمة نيات العالمين لها، ففي الحديث الصحيح المشهور: ''إنّما الأعمال بالنّيات وإنّما لكلّ امرئ ما نوى''.

وأشار الرّسول صلّى الله عليه وسلّم إلى أنّ القلب هو مكان التّقوى، وأوضح القرآن الكريم أنّه مَن زكّى نفسه فقد أفلح، وأنّه مَن دسَ نفسه- أي غمسها في أدناس الكفر والمعصية- فقد خاب، فربط الفلاح بتزكية النّفس والإيمان والتّقوى، وربط الخيبة بتدنيس النّفس بالكفر والعصيان، قال الله تعالى: {ونفسٍ وما سوَّاها، فألهمها فجورها وتقواها، قد أفلح مَن زكّاها، وقد خاب مَن دسّاها} الشّمس:08 ـ .10

وإذ أوضح الله سبحانه أنّه قد ألهم كلّ نفس معرفة طريق فجورها وطريق تقواها، علمنا أنّ تزكية النّفس إنّما تكون بالتّقوى، وأن غمسها في الأدناس إنّما يكون بالفجور.

وحينما يكون العمل تعبيراً صادقاً عمّا في النّفس يكون ممارسة صادقة من ممارسات تزكية النفس، فهذا يؤتي ماله مخلصاً، جاهداً في تزكية نفسه وتطهيرها من رجس الشيطان. وقد يكون صدق العمل في بعض الطاعات سبباً في تزكية النفس وتطهيرها من ممارسات أخرى فيها دنس، ولذلك جعل الله سبحانه من وسائل مداواة الّذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيِّئاً واعترفوا بذنوبهم، أخذ قسطاً من أموالهم على سبيل الصدقة لتطهيرهم وتزكيتهم.

وللتربية أثر عظيم في تزكية النّفس، ولذلك كانت من مهمات الرّسول صلّى الله عليه وسلّم التربوية تزكية نفوس أصحابه، قال الله تعالى: {كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلّمكم الكتاب والحكمة ويعلّمكم ما لم تكونوا تعلمون، فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} البقرة: 151 ـ .152

سؤال: ما حكم مَن لا يملك المال لشراء الأضحية ولا يستطيع الاستدانة؟


نبشّر مَن كانت هذه حالته أنّ رسول الله، صلّى الله صلّى الله عليه وسلّم، ضحَّى عنه وعن فقراء أمّته، ولا إثم عليه، بل له من الأجر مثل أجور المضحّين، بل ربّما أكثـر، لأنّ مَن ضحّى عنه هو سيّد خلق الله صلّى الله عليه وسلّم.

سؤال: هل يجوز للإنسان ألاَّ يضحّي بسبب الدَّين الّذي عليه؟


إذا لم يطالب المدين بالوفاء، جاز له أن يستدين ليضحي إن علم أنّه يستطيع الوفاء، وإلاّ فإن الله لا يكلّف نفساً إلاّ وسعها. والأضحية سُنّة مؤكّدة على القادر عليها، وقد ضحّى رسول الله، صلّى الله عليه وسلّم، عن نفسه وعن فقراء أمّته والحمد لله. وعليه، إن ضمن تسديد الدَّيْن، استدان وضحّى، وإن لم يضمَن، فلا يُضحّي.. والله يغفر له ولجميع المسلمين، قال تعالى: {لا يُكلِّف الله نفساً إلاّ وُسعَها} البقرة .286

سؤال: هل يجوز ذبح الأضحية في ثاني يوم أو ثالث يوم بعد يوم العيد؟

نعم يجوز ذلك، حيث يجوز ذبح الأضحية يوم العيد وسائر أيّام التّشريق، وهي ثلاثة أيّام بعد يوم العيد.

سؤال: شخص غني لا يذبح يوم العيد دون سبب؟




إنّ يوم العيد يوم فرحة وعبادة وتكبير وأكل وشرب وتوسعة على الأهل، وهو من أعظم النعم الّتي أنعم الله بها على المسلمين، حيث تظهر مظاهر الأُخوة والمحبَّة والأُلفة والتعاون جلية في جميع المساجد والشوارع والبيوت، فكيف للعبد الّذي أنعم الله عليه بالمال أن يحرم نفسه من هذا الفضل العظيم وهذه العبادة العظيمة الّتي لا تُعرف لغير الله بأيّ حال. فعلى هذا الشّخص أن يُسارع لشراء الأضحية ليتقرَّب بها إلى الله لقوله تعالى: {لَن ينال اللهَ لُحومها ولا دماؤها ولكِن ينالُه التّقوى منكم} الحج .37 وقال أيضاً: {وأمّا بنِعمة ربِّك فحدِّث} الضحى .11

هل يجوز قول القائل ''لولا الأولاد لما اشتريتُ الأضحية''؟



بهذه الكلمة قد يبطل الإنسان عمله، فعلى الإنسان أن يخلص النية ويتقرَّب إلى الله بالأضحية، قال تعالى {لَن ينال اللهَ لُحومُها ولا دماؤها ولكن ينالُه
.

هل يجوز الاشتراك بين الإخوة من أجل شراء كبش العيد، وإن لم يكن جائزاً ففيم يجوز؟


لا يجوز الاشتراك في الأضحية من الضأن والماعز، إلاّ أن يجمع الإخوة المبلغ في يد أحدهم ويجعلوه هبة له فيذبح الأضحية باسمه وأهله، ولو أكلوا معه من لحمها فلا بأس، وأمّا جواز الاشتراك في الأضحية فيكون في البقر والإبل، حيث لا يتعدّى عدد الشركاء سبعة أشخاص وتوفّر السن الشّرعية لها.

هل القيام بأعمال الخير أيّام العيد يُضاعف من حسنات المسلم؟


يقول الله تعالى: {مَثلُ الّذين يُنفقون أموالهم في سبيل الله كمَثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كلّ سنبلة مائة حبّة والله يُضاعف لمَن يشاء والله واسع عليم} البقرة: 261، فالله يضاعف الأجر لمَن يعمل العمل ولا يرجو به إلاّ وجه الله. ويوم العيد يوم عظيم من أيّام الله، حثّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم فيه المؤمنين والمؤمنات على الصّدقة، فقال للنّساء في خطبة العيد: ''يا معشر النّساء تصدّقن فإنّي رأيتكُنّ أكثر أهل النّار، وبم يا رسول الله؟ قال: تكثرن اللّعن وتكفرن العشير'' رواه مسلم.
وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''اتّقوا النّار ولو بشقّ تمرة'' أخرجه البخاري ومسلم، وفي رواية: ''اتّقوا النّار ولو بكلمة طيّبة'' أخرجه البخاري ومسلم. وأفعال الخير والبّرّ كثيرة يوم العيد وفي سائر الأيّام، منها عيادة المرضى في المستشفيات، صلة الرّحم وزيارة الأقارب، والإنفاق والتّصدّق على الفقراء والمساكين، زيارة الأطفال اليتامى والمسعفين في مراكزهم وإسعادهم بالهدايا، وغيرها من الأعمال الّتي يضاعف الله تعالى عليها الأجر لمَن يشاء. والله أعلم.

سؤال: ما هو حكم سؤال غير الله مسألة لا يقدر عليها إلاّ الله جلّ جلاله؟

جواب: قال الله تعالى: {وَقالَ ربُّكم ادْعُوني أستجِب لكُم} غافر .60 وقال أيضًا: {وإذا سألكَ عبادي عنِّي فإنِّي قريبٌ أُجيبُ دعوةَ الدَّاعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليُؤمنُوا بي لعلّهُم يرشُدون} البقرة .186 أمر الله تعالى من خلال هذه الآيات وغيرها عباده المؤمنين بدعائه وطلب الرزق منه دون سواه، خاصة فيما لا يقدر عليه إلاّ الله، كالولد والزوج والسكن والعمل. فكلّ شيء مقدّر ومكتوب في اللوح المحفوظ، ويجب على المؤمن أن يتعامل مع حاجاته بالرضا والتّسليم والصبر والدعاء، واتّخاذ الأسباب المشروعة من أجل نيلها، هذا حتّى لا يفهم من كلامنا إهمال جانب اتّخاذ الأسباب وإعمال الخمول والكسل، بل إنّ اتّخاذ الأسباب المشروعة مفتاح عظيم للرزق. وقد يعتبر مسألة غير الله فيما لا يقدر عليه إلاّ الله شرك أكبر، عياذًا بالله، وقد قال الله تعالى: {إنّ اللهَ لا يغْفِرُ أن يُشرَك به ويغفرُ ما دون ذلك لمَن يشاءُ} النساء .48

الإقبال على القرآن

القرآن العظيم، هو حبل الله المتين والنور المبين، مَن تمسّك به عَصَمَهُ الله، ومَن اتّبعه أنجاه الله، ومَن دعَا إليه هُدِيَ إلى صراط مستقيم، وقد نصّ الله على أن الغاية الّتي من أجلها أنزل هذا الكتاب مُنَجَّمًا مفصّلاً هي التثبيت، فقال تعالى في معرض الرد على شُبه الكفار: ''وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً'' الفرقان.32

لماذا كان القرآن مصدراً للتثبيت؟

لأنه يزرع الإيمان ويُزكي النفس بالصلة بالله. ولأن تلك الآيات تتنزل بردًا وسلامًا على قلب المؤمن، فلا تعصف به رياح الفتنة ويطمئن قلبه بذكر الله. ولأنه يزوّد المسلم بالتصورات والقيم الصحيحة التي يستطيع من خلالها أن يُقوِّم الأوضاع من حوله، وكذا الموازين التي تهيئ له الحكم على الأمور، فلا يضطرب حكمه ولا تتناقض أقواله باختلاف الأحداث والأشخاص. وأنه يرد على الشبهات الّتي يثيرها أعداء الإسلام من الكفار والمنافقين كالأمثلة الحية التي عاشها الصدر الأول.

الجزئر

صور قديمة بالأسود والأييض
صور قديمة بالأسود والأييض
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
شروق وغروب
حيوانات وحشرات
حيوانات وحشرات
حيوانات وحشرات

”فنحن أحق بموسى منكم،


تزخر أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بما يوجه المسلمين نحو مخالفة اليهود وعدم التشبه بهم والتمايز عنهم في كل شيء؛ وذلك لترسيخ مفهوم المفاصلة الإيمانية والشعورية والفكرية، وليتحقق مبدأ البراء منهم.

ولا شك أن امتثال المؤمنين لذلك كان من أهم الأسباب التي أدت إلى غربلة الصف المؤمن ونفي الخبث عنه وكشف شوائبه المتمثلة بالمنافقين الذين شكلوا طابورا خامسا داخل المدينة المنورة لصالح اليهود الذين ما فتئوا يتربصون بالدولة الإسلامية الناشئة وبالمؤمنين الدوائر.. ففي ظل وجود اليهود في المدينة المنورة وحدوث الخلطة الدائمة والمعايشة المستمرة معهم كان لا بد من تحصين الصف المسلم من الإصابة بعدوى أمراض اليهود العقائدية والفكرية والاجتماعية والأخلاقية وغيرها من الأمراض التي استوطنت تلك الشرذمة الخبيثة من البشر.. فكان الأمر بمخالفتهم في عاداتهم وتقاليدهم وطريقة لباسهم وأكلهم وشربهم وسلامهم وحتى دفنهم لموتاهم ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: ”خالِفوا اليهود، فإنهم لا يصلُّون في خفافهم، ولا نِعالهم”. وقوله: ”إن اليهود والنصارى لا يَصبُغُون فخالفوهم”. وقوله: ”إن الله طَيِّبٌ يحِبُّ الطِّيب، نظِيفٌ يحب النظافة، كريمٌ يحب الكرم، جوادٌ يحب الجُودَ، فَنَظِّفُوا -أُراه قال: أَفْنِيَتَكُم- ولا تَشَبَّهُوا باليهود”. إضافة إلى اختياره الأذان بدلا من أبواق اليهود وأجراس النصارى، وتحوله - بأمر من الله تعالى - عن بيت المقدس قبلة المسلمين الأولى إلى البيت الحرام، حتى إن آخر كلامه صلى الله عليه وسلم قبل أن يلتحق بالرفيق الأعلى كان متضمنا على لعن اليهود والنصارى لاتخاذهم قبور أنبيائهم مساجد وأمره بطردهم من جزيرة العرب.

وإذا كان المسلمون يجتهدون هذه الأيام لاغتنام موسم الخير المتمثل في يوم عاشوراء، فإن الكثير منهم يغفل عن تقصي الدروس على انتهاز تلك الفرصة لتأصيل منهج مخالفة اليهود في نفوس المسلمين.. فقد ورد في الصحيحين عن ابن عباس صلى الله عليه وسلم قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة فوجد اليهود صياما يوم عاشوراء فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ”ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ قالوا: هذا يوم عظيم أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه فصامه موسى شكرا، فنحن نصومه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :”فنحن أحق بموسى منكم، فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بصيامه”.. ولم يكتف صلى الله عليه وسلم بالإخبار أنه هو وأمته أولى وأحق من اليهود باتباع الأنبياء الكرام والسير على سير المرسلين العظام في جميع ما قصدوه من شرائع وأحكام وإنما أصدر قرارا صريحا بمخالفة اليهود بقوله: ”صوموا يوم عاشوراء وخالفوا اليهود، صوموا قبله يوما وبعده يوما” وفي رواية: ”أو بعده”.. وفي رواية ”خالفوا اليهود، صوموا التاسع والعاشر”.

الصحابة وعاشوراء

لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يصومون فيه صبيانهم تعويداً لهم على الفضل فعن الربيع بنت معوذ قالت أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: ((من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائماً فليصم)) قالت: فكنا نصومه بعد ونصوّم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار. (البخاري).

وكان بعض السلف يصومون يوم عاشوراء في السفر، ومنهم ابن عباس وأبو إسحاق السبيعي والزهري، وكان الزهري يقول: رمضان له عدة من أيام أخر، وعاشوراء يفوت، ونص أحمد على أنه يصام عاشوراء في السفر. (لطائف:121). والسنّة في صوم هذا اليوم أن يصوم يوماً قبله أو بعده، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لئن بقيت إلى قابل لأصومّن التاسع)) رواه مسلم. وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد ( 2/76) أن صيام عاشوراء ثلاث مراتب :

1ـ صوم التاسع والعاشر والحادي عشر وهذا أكملها.

2ـ صوم التاسع والعاشر وعليه أكثر الأحاديث.

3ـ صوم العاشر وحده. ولا يكره ـ على الصحيح ـ إفراد اليوم العاشر بالصوم.

كافل اليتيم



ذكر الرسول في حديث معناه ”أن كافل اليتيم رفيقه في الجنة”، ومعنى الحديث أن من يكفل يتيما بماله ورعايته وعنايته، ماديًّا ومعنويًّا، يكون رفيقًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم في الجنة. وأنت بإعطائك لليتيم من مال الزكاة تكون قد حققت جزءا من الكفالة، وبخاصة أنك غير مستطيع؛ لأن تكفله ماديًا لفترة طويلة، ولك أن تعيش في نية أن الله لو أعطاك المال الذي تستطيع به كفالة يتيم، أن تفعل ذلك، فهذا إن كان بنية صادقة، كنت كمن كفل بالفعل، فإنما الأعمال بالنيات كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم، وأنت بتصدقك بالزكاة على اليتيم لك أجر جزيل إن شاء الله. ورفقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة درجات لا شك أنك حزت قسطا كبيرا منها، أعانك الله على حوزها كلها إن شاء الله.

دعاء من الألف إلى الياء

اللهم ارزقنا بالألف ألفة، وبالباء بركة، وبالتاء توبة، وبالثاء ثواباً، وبالجيم جمالاً، وبالحاء حكمة، وبالخاء خيراً، وبالدال دليلاً، وبالذال ذكاء، وبالراء رحمة، وبالزاي زكاة، وبالسين سعادة، وبالشين شفاء، وبالصاد صدقاً، وبالضاد ضياء، وبالطاء طراوة، وبالظاء ظفراً، وبالعين علماً، وبالغين غنى، وبالفاء فلاحاً، وبالقاف قربة، وبالكاف كرامة، وباللام لطفاً، وبالميم موعظة، وبالنون نوراً، وبالواو وصلة، وبالهاء هداية، وبالياء يقيناً.

كيف تفوز بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم؟

قال صلى الله عليه وسلم:”إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول : ثم صلوا علي، فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت علي

زكاة المال


شخص أعار مبلغًا من المال لأحد أصدقائه ولم يسدّد الدّين إلى اليوم، وقد وجبت الزكاة في مال هذا الشخص.. فهل يجوز أن يعفو عن الدَّيْن الّذي لى صديقه ويحتسبه زكاة لمال

المال الّذي أخرجه بنية إعارته لصديقه لم ينوه زكاة لماله وقد وجبت عليه الزكاة بعد زمن الدَّيْن، لهذا عليه إخراج الزكاة ولا يجوز اعتبار الدَّيْن زكاة دون تقويم وإخراج، وإن أراد هذا الشخص دفع الزكاة لصديقه باعتباره مصرفًا من مصارف الزكاة بدليل قوله تعالى ''والغارمين'' فله ذلك.

ما حكم الحلف على المصحف الشّريف؟


إنّ الحلف عبادة من العبادات ينبغي على المؤمن أن يُراعي فيه أحكام وآداب الإسلام، قال تعالى: {وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ} المائدة: 89، وقال سبحانه وتعالى: {وَلاَ تَجْعَلُوا اللهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانَكُمْ} البقرة: 224، وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا تحلفوا بآبائكم، مَن كان منكم حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت'' أخرجه البخاري ومسلم.

والحلف بغير الله محرّم، لأنّ الحلف بالشيء تعظيم له، وعبودية له، فلا يجوز الحلف إلاّ بالله عزّ وجلّ.

أمّا الحلف بالله على المصحف أو الحلف بالقرآن الكريم فقد أجازه بعض العلماء، لأنّ القرآن كلام الله سبحانه وتعالى تكلّم به حقيقة ذاتًا وصفة، فاعتبروا أنّ الحلف بالقرآن حلف بصفة من صفاته سبحانه وتعالى وذلك جائز.

الحكم الشّرعي فيمَن يشغله البيع والشراء عن إدراك الصّلاة مع الجماعة؟


صلاة الجماعة سُنّة مؤكدة عند الجمهور، وقد رجّح بعضهم وجوبها بجملة من الأدلة الشرعية الصريحة. وينبغي على المسلم، مهما كانت وظيفته، أن يبادر إلى تحقيق هذه الصلة الّتي تجمع بينه وبين الله خمس مرات في اليوم والليلة، على أكمل وجهها وفي وقتها، رجاء أن يتقبّلها الله عزّ وجلّ منه، فيغفر له ويبارك له في تجارته وأمواله وأهله. قال تعالى: {في بيوتٍ أَذِن الله أن تُرفَع ويُذكَر فيها اسمهُ يُسبِّح له فيها بالغُدُوِّ والأصال × رجالٌ لا تُلهيهِم تجارةٌ ولا بيعٌ عن ذِكرِ الله وإقامِ الصّلاة وإيتاء الزّكاة يخافون يومًا تتقلّب فيه القلوب والأبصارُ × لِيَجزيهم اللهُ أحسنَ ما عمِلوا ويزيدَهُم مِن فضلِه والله يرزُق مَن يشاءُ بغيرِ حساب} النور 36 ـ .39 فالرزق بيد الله، ولن يموت ابن آدم حتّى يستوفي رزقه الّذي قدّره الله له وهو في بطن أمّه، فلا يشغلن المؤمن سعيه وراء المال عن عبادة الله عزّ وجلّ. وقد قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن غَدَا إلى المسجد أو راح أعدّ الله له في الجنّة نزلاً كُلّما غدَا أو راح'' رواه البخاري ومسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''ألاَ أدُلُّكُم على ما يمحو الله به الخطايا ويرفع به الدرجات؟ قالوا: بلى يا رسول الله. قال: إسباغُ الوضوء على المكاره وكثـرة الخُطَى إلى المساجد وانتظار الصّلاة بعد الصّلاة، فذلكُم الرباط فذلكم الرباط'' رواه مسلم. وقال صلّى الله عليه وسلّم: ''مَن تطهّر في بيته ثمّ مضَى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطواته إحداها تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة'' رواه مسلم. وأخيرًا، نُذكّر بقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''إذا رأيتُم الرجل يعتاد المساجد فاشهدوا له بالإيمان'' رواه الترمذي وابن ماجه وغيرهما، وهو ضعيف كما في ضعيف الجامع.

قال ربّنا تبارك وتعالى: {إنّما يَعْمُرُ مساجدَ الله مَن آمن بالله واليوم الآخر} التوبة .18 وفّقنا الله إلى ذِكره وشُكره وحسن عبادته.

ضن العبد ...............

عن وَاثِلة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ''قال الله تعالى: ''أنا عند ظنِّ عبدي بي، فليَظُنّ بي ما شاء'' رواه الطبراني والحاكم بسند صحيح.
فقوله ''أنا عند ظنِّ عبدي بي'' الأصل في الظن أنّه أعلى مراتب التصديق غير الحازم، وهو ما قارنه احتمال النّقيض، ومرتبته دون مرتبة العِلم، ويأتي في منزلة الشك. وقوله ''فليَظُنّ بي ما شاء'' فعلى قول البيضاوي: جازيتُه على حسب ظنِّه إن خيراً فخير، وإن شراً فشرّا. وعلى قول العلقمي: فليظن بي ما شاء من الخير والمغفرة فله ذلك. وجاء في الحديث: ''إنّ حُسنَ الظنِّ بالله من حُسن عبادة الله'' رواه أحمد والترمذي والحاكم عن أي هريرة رضي الله عنه. وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا يموتنَّ أحدٌ منكم إلاّ وهو يُحسن الظنَّ بالله تعالى'' رواه أحمد ومسلم وأبوداود وابن ماجه عن جابر رضي الله عنه

الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

السنة منهاجنا


قال حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: (مَا مِنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْمًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، إِلا بَاعَدَ اللَّهُ، بِذَلِكَ الْيَوْمِ، وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا)· (صحيح مسلم)

أرق نفسك بنفسك : وتداوى بالطب البديل

القرآن شفاء: يقول تعالى: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدىً وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)) (سورة يونس: الآية 57)· إن من نعمة الله علينا أن جعل لكل داء دواء علمه من علمه وجهله من جهله· وجعل لنا من هذه النعم نعمة القرآن فهو الآية المعجزة حتى قيام الساعة، هو حبل الله المتين ونوره المبين الذي أشرقت له الظلمات ورحمته المهداة التي بـها صلاح أمر الدنيا والآخرة، لا تفنى عجائبه ولا تختلف دلالاته فهو ذكر ونور ودستور وعلوم وهداية وشفاء وصحة· قال تعالى: ((وَنُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْءَانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُومِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَارًا)) (سورة الإسراء: الآية 82)· إعلم أخي / أختي المريض (ة) أن الله عز وجل حين ابتلاك بالمرض ورضيت بقضاء الله وقدره كان ذلك دلالة حب من الله عز وجل لك ليطهرك ويمحص ذنوبك ومؤشراً لمحاسبة نفسك، عن أنس رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن عظم الجزاء من عظم البلاء، وأن الله تعالى إذا أحب قوما ابتلاهم، فمن رضي فله الرضى ومن سخط فله السخط) أخرجه الترمذي·

الإعجـــــــــاز :العلمانيون وإبليس وإعجازنا

في عالم هذا العصـر ضنـا العلمانيـون تحطيـم قواتنـا

ومـن خلال معيشتهم الضنكا أرادوا بهـا التأثـيـر علينـا

بكـل الـوسـائـل ضغطــوا

مع إبليـس بالاتحـاد ضـدنا

ولم يعلمـوا بـأن الله الـذي خلقـهـم وخلقنـا حليفـنـا

بـاطنـا وظاهـرا طاقتنــا نضـيء بهـا كـل ما حولنـا

وبفضـل الحي القيوم يكـون ساطعـا في كـل قارة نورنـا

لا دويلة ولا قبيلة على الخريطة تـراب واحـد مـهـد لأمتنـا

هكـذا تمنـى منـا المصطفـى الــذي بكا بالغـيب عليـنــا

وزعـزع قلـوب الصحابـة الذين تمنوا بالشـوق رؤيتنــا

وسيكــون بفضــل اللـه

لا محـال فـي الجنـة لقاؤنــا

بصـحبـة النبــي وآلـه

ومع كـل من نحبـه ويحبنـا

ربنا لا تؤاخذنـا إذا أخطأنـا

و تسرعنـا فـي رضـاك عنـا

أو نسينـا بمــا علمتنــا

نحـن عبيـدك وأنـت خالقنــا

>وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ






شهر الله المحرَّم أحدُ الأشهر التي قال الله فيها: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّماوات وَالأرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذالِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلاَ تَظْلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ} [التوبة: 36]· والأشهر الحُرُم: ذو القعدة، وذو الحجَّة، ومحرَّم، ورجب - كانت أشهرًا يَحْرُم فيها القتال لتعظيمها ولعظيم أمرها، وكانوا في الجاهلية يحتالون على استباحتها، فإذا بدا لهم أمرٌ وأرادوا فعله في الشَّهر الحرام؛ استباحوا الحرام، ونقلوه إلى شهر آخَر، ولذا قال الله عنهم: {إِنَّمَا النَّسِيء زِيَادَةٌ فِي الْكُفْرِ يُضَلُّ بِهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا ليُوَاطِئُواْ عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَيُحِلُّواْ مَا حَرَّمَ اللَّهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوء أَعْمَالِهِمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [التوبة: 37]·

هجرة النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم : أشْهُرُنا الهجريَّة تُنسَب إلى هجرة محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، تلك الهجرة العظيمة التي انتقل الإسلام فيها من حالٍ إلى حال، ذلكم أنَّ نبيَّكم عليه الصَّلاة والسَّلام بُعِثَ على رأس أربعين من عمره، فمكث بمكَّة قرابة ثلاث عشرة سنة، يدعو إلى الله وإلى دِينه، صابرًا محتسبًا، واشتد عليه البلاء من قومه، وهمُّوا وفكَّروا في القضاء عليه لمَّا رأوا أنَّ دعوته قبلتها النفوس، وأنَّ مَنْ سمع قوله تأثَّر به، ولما رأوا أنَّ الأوس والخزرج قد بايعوه وسينتقل إليهم؛ خافوا من ذلك، وفكَّروا إما أن يقتلوه أو يخرجوه أو يقيِّدوه - وكلُّ مكرٍ باء بالفشل - واتَّفقوا على قتله وتآمروا، ولكنَّ الله حال بينهم وبين ذلك، جاؤوا لبيته محيطين به، اتَّفقوا على أن يخرج إليه شبابٌ مجموعة من قريش ومفرَّقة من بيوتهم، ليُجهِزوا عليه فيقتلوه، فبنو هاشم يقبلون بالدِّيَة؛ فاتَّفقوا ليلةً على أن يقتلوه، فخرج عليهم، وحثا التُّراب على رؤوسهم وهو يقول: {وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا ومِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ} [يس: 9]·

وتلك قدرة الله· أمره الله أن يهاجر إلى المدينة بعدما انتشر الإسلام في أهلها، فهاجر وأصحابه إلى المدينة، تلك الهجرة التي انتقل الإسلام بها من حالٍ إلى حال، كان النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بمكَّة مستضعفًا خائفًا، وفي المدينة عزيزًا كريمًا معظَّمًا، انتقل إلى المدينة لمَّا أصبحت دار إسلام؛ فصارت معقِلاً لأهل الإسلام، وبقيَ فيها عشر سنوات، أكمل الله فيه الدِّين، وأتمَّ به النِّعمة، وفرض عليه الفرائض، وأوجب عليه الواجبات· تلك الهجرة التي انتقل فيها النبي صلَّى الله عليه وسلَّم وأصحابه من بلادهم وأموالهم وأهليهم طاعةً لله: {لِلْفُقَرَاء الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِمْ وَأَمْوالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوانًا وَيَنصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ} [الحشر: 8]· آخَى النبيُّ بين المهاجرين والأنصار، تلك الأخوَّة الصَّادقة المبنيَّة على المحبَّة لله ورسوله: {هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} [الأنفال: 62-63]· ألَّف بينهم بالإسلام؛ فصاروا بالإسلام إخوانًا متحابِّين متناصرين في ذات الله، مجاهدين في الله حقَّ جهاده ؛ فرضيَ الله عنهم وأرضاهم، وجزاهم عن الإسلام والمسلمين خيرًا· ولقد عاش المهاجرون والأنصار في غايةٍ من التآلف والمحبَّة لهذا الدِّين ولمحمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم، ولمَّا قسَّم النبيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم غنائم حُنَيْن ولم يُعْطِ الأنصار شيئًا، كأنهم وجدوا في أنفسهم، وقالوا: يرحم الله رسول الله، لقد وجد أهله وقومه، فدعاهم وحدهم· ولكنه عليه الصَّلاة والسَّلام قال لهم: (يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلاَّلاً فهداكم الله بي؟! ومتفرِّقين فألَّفكم الله بي؟! وعالةً فأغناكم الله بي؟!· فكلَّما قال شيئًا قالوا: الله ورسوله أمنُّ· قال: أوجدتم عليَّ أن أعطيتُ قومًا أتألَّفُهم في الإسلام؟! المحيا محياكم، والممات مماتكم فصلوات الله وسلامه عليه· تلك الهجرة الصَّادقة التي ألَّف الإيمان فيها بين أولئك القوم، وما كانوا في جاهليَّتهم يتعارفون إلا في ميدان الوَغَى، والبغضاء والعداوة سائدةٌ بينهم، فجاء الله بالإسلام فجمع به القلوب، ووحَّد به الصفَّ، وقد صحَّ عن رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم أنّه قال: أفضل الصِّيام بعد رمضان شهرُ الله المحرَّم، وأفضل الصَّلاة بعد الفريضة قيامُ الليل·

واليوم العاشر من محرَّم له شأنُه العظيم، ولكن قبل ذلك شهر الله المحرَّم هو مبدأ التَّاريخ الهجريِّ لأمَّة الإسلام، فإنَّ المسلمين في عهد عمر - رضيَ الله عنه - فكَّروا بأيِّ شيءٍ يؤرِّخون كتبهم ويعرفون الأحوال، فاستشار عمر المسلمين في ذلك، فاتَّفق رأيهم على أن الشَّهر المحرَّم هو مبدأ العام الهجري هجرةِ محمَّد صلَّى الله عليه وسلَّم لأنَّهم رأوا أنه آخَّر أشهر الحُرُم، فابتدأوا به العام لينتهي العام بشهرٍ حرامٍ - أيضًا - وهو ذو الحجَّة· يوم عاشوراء، اليوم العاشر من هذا الشَّهر له شأنه، فهو يومٌ عظيمٌ من أيَّام الله ، إنَّ الأنبياء كانت تصومه، ولكن صحَّ عندنا صيام نبيَّيْن من أنبياء الله لهذا اليوم، فأولُّهما: صيام موسى بن عمران - كليم الرَّحمن - بهذا اليوم، وثانيهما: صيام سيد الأوَّلين والآخِرين؛ محمد بن عبد الله - صلوات الله وسلامه عليه·