الجمعة، 1 أبريل 2011

إما الأحزاب أو فلسطين.......


الأحزاب وبرامجها الخاصة، ومصالحها في الاستوزار، والحصص النيابية والبلدية، والمليشيات المسلحة، والأوضاع الاجتماعية الوهمية، كل هذا هو ما يقف دون وحدة الموقف السياسي الفلسطيني، وتوحيد إدارة المؤسسة الفلسطينية.. إنه وحده ما يهدد الكيان السياسي الفلسطيني، الذي دفع الفلسطينيون من أجل تحقيقه دماء غزيرة خلال نصف قرن..

  • إنه سؤال يطرحه الشعب الفلسطيني المظلوم، والمشتت على القيادات السياسية الجديدة، التي أشغلت الفضائيات بخطاباتها الملتهبة وتصريحاتها المثيرة، ولأن الساسة الجدد يدركون عناصر الجذب للإعلام المعاصر، ذهبوا لاستخدام أكثر الألفاظ إثارة، لكي يحافظوا على وجودهم في مربع الضوء بالألوان.
  • عبثا ما نسمع.. وعبثا ما نرى.. وعبثا ما نعيش في فلسطين، فيما الاستيطان يتمدد والحصار يستمر، والشعب يعيش أسوأ ظروفه المعيشية والنفسية، وهو يرى من تربعوا على قيادته يتلهون بتنازعاتهم الشخصية على حساب الشعب وقضيته.
  • قبل أسبوعين، نهض شباب قطاع غزة والضفة الغربية في انتفاضة ضد الانقسام، ورغم ما تعرض له الشباب والصحفيون في غزة، من اعتداءات من قبل الأجهزة الأمنية، إلا أن رسالتهم القوية أكدت أن مرحلة جديدة تتشكل في الشارع الفلسطيني.. إنها مرحلة تتجاوز الأحزاب والتنظيمات، والانضواء جميعا في مشروع وطني واحد، يحمي المنجزات ويتصدى للاحتلال والعدوان الصهيوني المتواصل.
  • ومن ثمرات ثورة شباب فلسطين، أن دعا رئيس الحكومة المقالة، إسماعيل هنية، الرئيس الفلسطيني، أبومازن، لزيارة غزة ووضع حد للانقسام.. وفورا جاءت تلبية الرئيس الفلسطيني، مقررا أنه على استعداد ـ فورا ـ للذهاب إلى غزة، مطالبا إسماعيل هنية بتهيئة الظروف لاستقباله.. يبدو أنه لم يكن متوقعا لدى بعض قيادات حماس أن تكون استجابة عباس سريعة وجادة، فأسقط في أيديهم وبدأوا الحديث التشكيكي، والذي يطالب بضرورة توفير اتفاقات معينة قبل الزيارة.
  • إن الدهشة تلف ما يحصل في الساحة الفلسطينية.. فإن كانت نوايا المعنيين سليمة بخصوص المصالحة، فلماذا التلكؤ في استقبال الرئيس الفلسطيني.. صحيح أن الزيارة ليست بديلا عن التفاهمات التي أنجز معظمها.. لكنه من المعلوم أن غزة ليست ملكا لحماس أو غيرها من التنظيمات.. إن غزة جزء من خريطة فلسطين، وشعبها جزء من الشعب الفلسطيني، وفيها كل الفعاليات الفلسطينية، فتح والجهاد والشعبية، كما هي حماس، فلم يكن من السداد الحديث عن معرقلات لإتمام الزيارة للانتقال إلى خطوات عملية لدمل الجراح.
  • إن عقلاء حماس وفتح معنيون الآن بالقيام بمسئولية تاريخية لقطع الطريق على المتنطعين بإتمام الزيارة ،وإبداء تنازلات متبادلة عن بعض ما تمنحه الطموحات من مكتسبات وهمية..
  • إن من يعطل خطوات المصالحة سيضع نفسه على القائمة السوداء، ولن يكون هناك أحد أو تنظيم أقوى من الشعب الفلسطيني، الذي سيعرف كيف يحاسب المسئولين عن استمرار الفوضى السياسية في الساحة الفلسطينية، مهما كان موقعه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق