السبت، 2 أبريل 2011

متى جمعة الصدق......


لأنها دول وشعوب تتعاطى الصدق في تعاملاتها فيما بينها، فإن الكثير من الأوروبيين واليابانيين مارسوا نهار أمس مزحة سمكة أفريل والتي يسمونها بالكذبة المباحة لأجل تكسير روتين الصدق والجد الذي يعيشونه على مدار السنة، فنجحوا في تمتين جسور الثقة بين القمة والقاعدة فعاشوا منذ عقود في أمان، فلا الشعب ثار على الحكام ولا حكامهم تورطوا في تهريب الملايير إلى بنوك وبلدان بعيدة..

  • ولأننا دول وشعوب نتعاطى الكذب في تعاملاتنا فيما بيننا فإننا صرنا ننتظر كل جمعة لمنحها إسما يقترحه الثوار في كل البلدان بين العزة التي هي أصلا قدرنا منذ أن قال تعالى العزة لله ولرسوله وللمؤمنين، وليست حبيسة يوم جمعة واحد في اليمن، والأخوة التي هي قدرنا منذ أن قال تعالى إنما المؤمنون إخوة، وليست مختصرة في يوم أراده ثوار البحرين وغيرها من التسميات التي نبحث فيها عن الصدق في عالمنا المليء بالكذب بدليل اعتراف كل مسؤولي البلدان العربية ومنها الجزائر بالخيوط المقطوعة وفقدان الثقة بين الرئيس والمرؤوس نتج عنه الثورات الشعبية والاحتجاجات المكذّبة للمسؤول، ولوعوده الزائفة، وأيضا بدليل تهريب الحكام ورجال السلطة لأموالهم إلى الخارج، لأنهم هم أيضا لا يثقون في شعوبهم ويكذّبون الأرقام الانتخابية التي تقول لهم أنهم فازوا بـ 99 بالمئة، ويكذّبون حتى الصور التي يشاهدونها في الحمامات البشرية التي تنادي بحياة الرئيس وبفداه بالدم وبالروح.
  • قد يكون الفقر المعنوي قبل المادي قد فعل فعلته فينا، وقد تكون بعثرة الثروات في غير محلها قد شددت الخناق علينا، وقد تكون الأنانية قد مزقت الحاكم والمحكوم، وقد يكون التواصل المفقود قد زاد من الفجوة التي جعلت من التوافق أمرا مستحيلا، لكن الصدق في وصف درجة الألم والصدق في إعطاء العلاج قد يجعلنا نئد الكذب الذي كان ومازال مشكلتنا الكبرى في تعاملنا مع أنفسنا ومع الآخر.
  • الحكام كذبوا على شعوبهم فوصفوهم بالعظماء، والشعوب كذبت على الحكام بعاصفة التصفيق والتبريك، فالاقتصادي يعطي أرقام بطالة مجهرية مكذوبة وأرقام نمو مكذوبة، والسياسي يتحدث عن مشاريع تنقل البلاد إلى الفردوس، والشعب يتفنن في صياغة قوافي الكذب المذلة من.. بالدم بالروح نفديك يا بشار.. الله ومعمر وليبيا وبس.. نعطيك من روحي يا صاحب الجلالة.. وغيرها من الأكاذيب التي لا نراها إلا عندنا، والدليل على أننا نتقن لعبة الكذب أنه بمجرد أن يسقط الحاكم حتى نصبح جميعا ذباحين، ومعروف أن أكبر كاذب في الدنيا هو الذباح، لأنه يكذب على شاته بتسمينها من أجل أن يذبحها كما قال الشاعر اللبناني إلياس فرحات "لو كان الكبش يعلم أن القائمين على تسمينه يضمرون الشرّ ما أكل".
  • هم ارتاحوا أمس الفاتح من أفريل بكذبة واحدة، لأنهم صدقوا طوال العام.. أما نحن فإننا نكذب منذ أمد بعيد على أنفسنا وعلى غيرنا في انتظار ساعة الصدق؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق