السبت، 24 ديسمبر 2011

مسجد صنعاء أحد معجزات النبي الكريم


عندما كانت القِبلة إلي بيت المقدس كان رسول الله (ص) يصلي نحو المقدس وقلبه معلق بالمسجد الحرام، إلا أنه (ص) لم يكن يعلم أن الله تعالى سيرتضي الكعبة قبلة للمسلمين فقال تعالى (قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينَّك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم وما الله بغافل عما يعملون)·

عندها كان الإسلام دين جديد قليلون أتباعه، حتى أراد الله أن ينتشر الإسلام فدخل الناس فيه أفواجا، وكانت من الأمم التي اعتنقت الإسلام (أهل اليمن) فأرسل النبي (ص) إليهم رسلاً يعلمِّونهم الدين وكان من بينهم الصحابي وبر بن يوحنس الخذاعي، الذي أمره الرسول (ص) أن يبني مسجدا بأوصاف حددها له (ص) في بستان بآذان من الصخرة التي في أصل غمدان واستقبل به الجبل الذي يقال له (ضين)·

وبعد أربعة عشر قرنا من هذا الحدث أي عند انطلاق أول قمر صناعي، رصدت تلك الأقمار مدينة صنعاء وخاصة المسجد الكبير الذي يوجد بإحدى جوانبه ذلك المسجد الذي أمر الرسول (ص) ببنائه، وهو الآن محاطٌ بالصخرة الململمة التي وصفها النبي (ص) للخذاعي، وتحدّ مسجدَ صنعاء دعامتان تسميان (المسمورة -المنقورة) وقد حافظ عليهما اليمنيون حيث حُددت القبلة بين هاتين الدعامتين·

وبمقارنة موقع المسجد وموقع الجبل الذي حدده النبي (ص) تم رسمُ خط وهمي من قمة المسجد إلى قمة الجهة من الجبل التي حددها النبي (ص) وتم إمدادُ الخط الوهمي ليصل أعلى الكعبة، فوُجد أن المسجد يوازي الكعبة الشريفة مرورا بجبل (ضين) بصنعاء·

خط مستقيم من وسط الكعبة إلى قمة جبل ضين وصولا إلى قبلة المسجد الذي حدده النبي (ص)، كم عملية حسابية جغرافية تكفي لتنفيذ هذا الاتجاه المستقيم؟ هل يمكن تنفيذُ مثل هذا الأمر دون استخدام قمر صناعي يسهِّل المهمة؟ هل يمكن لأمِّيٍ أن يقوم بمثل هذا العمل؟ هل يوجد من بين مساجد العالم بأسره مثل هذا التطابق مع الكعبة؟ هل يمكن القول بأن النبي (ص) استعان بمهندس معماري ليصف للخذاعي هذه الأوصاف؟

كل هذه الأسئلة تلخصها كلمة واحدة (إنها إرادة الله) التي تثبت نبوة محمد صلى الله عليه وسلم والمعجزات التي أنزل بها من قبل ربه سبحانه، وتؤكد أن قدرة الله لا تتوقف عند حد يذكر، وأن الإنسان عاجزٌ لمجرد معرفة كل ما في الكون من إعجاز رباني دون أن يوفقه الله تعالى إلى ذلك، وفي الحقيقة ما زال الكون محاطا بالإعجازات الربانية التي لم يتوصل إليها البشر إلى وقتنا هذا، فكيف للمرء منا أن لا يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد عبده ورسوله (ص)·؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق