الجمعة، 23 ديسمبر 2011

ما حدود مسؤولية المرأة المسلمة تجاه زوجها في الإسلام؟



هناك العديد من نصوص السنّة النّبويّة التي أشارت إلى مسؤولية المرأة تجاه زوجها، منها: قوله صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه أبو أمامة رضي الله عنه: ''ما استفاد المؤمن بعد تقوى الله خيراً له من زوجة صالحة، إنْ أمرَها أطاعته، وإن نظر إليها سَرَّته، وإن أقسم عليها أبرَّته، وإذا غاب عنها نصحته في نفسها وماله'' رواه ابن ماجه، وقوله صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: ''لا تصوم المرأة وبعلُها شاهد إلاّ بإذنه'' رواه البخاري، وقوله صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه قيس بن سعد رضي الله عنه: ''لو كنتُ آمراً أحداً أن يسجد لأحدٍ لأمرتُ النّساء أن يسجدن لأزواجهن، لما جعل الله عليهنّ من الحق'' رواه أبوداود، وقوله صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه عمرو بن الأحوص عن أبيه رضي الله عنهما: ''.. فأما حقّكم على نساءكم: فلا يوطئن فرشكم مَن تكرهون، ولا يأذَنَّ في بيوتكم لمَن تكرهون'' رواه الترمذي.

طاعة المرأة لزوجها: إضافة إلى النصوص السابقة، نجد هناك نصوصا أخرى في الكتاب والسنّة تؤكد هذه المسؤولية، ومن ذلك قوله تعالى: {فالصّائمات قانتاتٌ حافظاتٌ للغيب بما حفِظ اللهُ} النساء:43. فهذا الآية تؤكد في نفس المرأة ما ينبغي أن تكون عليه حتّى لا تجرفَها الأهواء فتتبع مَن يرى في طاعة الزوج تخلُّفاً عن العصر، ونوعاً من العبودية الّتي مضى زمانها.

ويشير قوله تعالى {يا أيُّها النّاس اتّقوا ربَّكم الّذي خلقكم من نفس واحدة وخَلَق منها زوجها} النساء:1، إلى أهمية التّقوى في الحياة الزوجية والّتي تعمل على وقاية كلّ من الزوجين من السقوط عن المقام التكريمي، ووقاية المجتمع ممّا قد يشيع فيه من انحرافات يتسبّب فيها تجنّب العدل والإحسان.

لذلك وجدنا نصوص السُنّة النّبويّة تشدّد على وجوب طاعة الزوج، خاصة فيما يتعلّق برغباته الخاصة، أيًّا كانت مشاغل المرأة، وتتوعّدها في حالة الرفض وعيداً شديداً، يقول الرّسول صلّى الله عليه وسلّم فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه: ''والّذي نفسي بيده، ما مِن رجل يدعو امرأته إلى فراشه فتأبى عليه إلاّ كان الّذي في السّماء ساخطاً عليها، حتّى يرضى عنها'' رواه مسلم، وفي حديث آخر رواه أبو هريرة رضي الله عنه يقول عليه الصّلاة والسّلام: ''إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فلم تأته فبات غضبان لعنتها الملائكة حتى تصبح'' رواه مسلم.

والطاعة الّتي يأمر الإسلام بها المرأة ليست قهرية عمياء، بل هي طاعة مستنيرة واعية في غير معصية الله، وإلى ذلك يشير قوله صلّى الله عليه وسلّم: ''لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق''، فلا تطيع المرأة زوجها إذا أمرها بمعصية، كأن يأمرها بالتبرج، أو الاستمتاع باللّهو المحرم، أو الخيانة، أو...

حسن الخُلق: وذلك من خلال العمل على إتيان كلّ ما يُدخل السرور على الزوج، روى حصين بن محصن فقال: حدثتني عمّتي قالت: أتيتُ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم في بعض الحاجة، فقال: أي هذه أذات بعل؟ قالت: نعم، قال: كيف أنتِ له؟ قالت: ما آلوه إلاّ ما عجزْتُ عنه، قال: فأين أنتِ منه فإنّما هو جنّتك ونارك'' رواه الحاكم.

فينبغي على الزوجة الودود أن تضبط لسانها، وأن تُحسنَ اختيار الألفاظ عند الحديث دوماً، خاصة عند الغضب، كذلك ينبغي على المرأة معاملة زوجها باحترام، تُظهرُه الكلمة الطيّبة، وحرارة اللّقاء، وحسن الأسلوب.

ومن مظاهر إحسان العِشرة أيضاً إبداء الشكر للزوج، يقول صلّى الله عليه وسلّم: ''إنّ الله لا ينظر لامرأة لا تشكر لزوجها وهي لا تستغني عنه''، والشكر يكون بالقول والعمل. وقد قال صلّى الله عليه وسلّم: ''لا يحلُّ لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تأذَن في بيت زوجها وهو كاره، ولا تخرج وهو كاره، ولا تطيع فيه أحداً، ولا تعزل فراشه، ولا تضرّ به، فإن كان هو أظلم فلتأته حتّى ترضيه، فإن كان هو قبِل فبِها ونعمت وقَبِل الله عُذرَها، وأفلح حجّتها، ولا إثم عليه، وإن هو أبى برضاها عنه فقد أبلغت عند الله عذرها'' رواه الحاكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق