السبت، 7 يناير 2012

المودّة في البيت المسلم






من واجبات الوالدين إشاعة الودّ والاستقرار والطمأنينة في داخل الاسرة ، قال تعالى : ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودّة ورحمة··) فالعلاقة بين الزوج والزوجة أو الوالدين علاقة مودّة ورحمة وهذه العلاقة تكون سكناً للنفس وهدوءاً للأعصاب وطمأنينة للروح وراحة للجسد ، وهي رابطة تؤدي إلى تماسك الأسرة وتقوية بنائها واستمرار كيانها الموّحد ، والمودّة والرحمة تؤدي إلى الاحترام المتبادل والتعاون الواقعي في حل جميع المشاكل والمعوقات الطارئة على الاسرة ، وهي ضرورية للتوازن الانفعالي عند الطفل ، يقول الدكتور سوك : (اطمئنان الطفل الشخصي والأساسي يحتاج دائماً إلى تماسك العلاقة بين الوالدين ويحتاج إلى انسجام الاثنين في مواجهة مسؤوليات الحياة) · ويجب على الزوجين إدامة المودّة في علاقاتهما في جميع المراحل ، مرحلة ما قبل الولادة والمراحل اللاحقة لها ، والمودّة فرض من الله تعالى فتكون إدامتها استجابة له تعالى وتقرباً إليه ، ويجب أن يحمد الله على صاحبه ، ويعلم أن ذلك نعمة منه عليه ، ووجب أن يحسن صحبة نعمة الله ويكرمها ويرفق بها ، وإن كان حقك عليها أغلظ وطاعتك بها ألزم فيما أحببت وكرهت ما لم تكن معصية ، فإنّ لها حق الرحمة والمؤانسة وموضع السكون إليها قضاء اللذة التي لابدّ من قضائها وذلك عظيم··> ، وجاءت التوصيات موجهة إلى كلٍّ من الرجل والمرأة · قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : <خيركم خيركم لنسائه وأنا خيركم لنسائي> وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : <من اتخذ زوجة فليكرمها> وقال (صلى الله عليه وسلم) : <أوصاني جبريل (عليه السلام) بالمرأة حتى ظننت أنه لا ينبغي طلاقها إلاّ من فاحشة مبيّنة> وكذا وجوب الإحسان إلى المرأة وتكريمها ، عامل من عوامل إدامة المودة والرحمة والحب · وقد أوصى الإسلام المرأة بما يؤدي إلى إدامة المودة والرحمة والحب إن التزمت بها ، ومنها طاعة الزوج ، قال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : <اذا صلّت المرأة خمسها وصامت شهرها وأحصنت فرجها وأطاعت بعلها فلتدخل من أي أبواب الجنة شاءت> وقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : <ما استفاد امرؤ فائدة بعد الاِسلام أفضل من زوجة مسلمة ، تسرّه إذا نظر إليها وتطيعه إذا أمرها وتحفظه إذا غاب عنها في نفسها وماله> · وشجّع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الزوجة على اتباع الحسن في إدامة المودة والرحمة ، بالتأثير على قلب الزوج وإثارة عواطفه (جاء رجل إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فقال : إنّ لي زوجة إذا دخلت تلقتني ، وإذا خرجت شيّعتني ، وإذا رأتني مهموماً قالت : ما يهمّك ، إن كنت تهتم لرزقك فقد تكفل به غيرك ، وإن كنت تهتم بأمر آخرتك فزادك الله همّاً ، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم) : < بشّرها بالجنة > · ومن العوامل المساعدة على إدامة المودّة والحب وكسب ودّ الزوج ، هي الانفتاح على الزوج وإجابته إلى ما يريد ، فهي منفتحة مع زوجها مع تقدير مكانته ، وبعبارة أخرى التوازن بين الاحترام وعدم التكلّف · ومن العوامل التي تعمّق المودة والرحمة والحب داخل الاسرة أن < لا غنى للزوج عن ثلاثة أشياء فيما بينه وبين زوجته وهي الموافقة ليجتلب بها موافقتها ومحبتها وهواها ، وحسن خلقه معها ، و استمالة قلبها بالهيئة الحسنة في عينها ، وتوسعته عليها · ولا غنى للزوجة فيما بينها وبين زوجها الموافق لها عن ثلاث خصال ، وهي : صيانة نفسها عن كلِّ دنس حتى يطمئن قلبه إلى الثقة بها في حال المحبوب والمكروه وحياطته ليكون ذلك عاطفاً عليها عند زلة تكون منها، و إظهار العشق له بالخلابة والهيئة الحسنة لها في عينه > وعلاقات المودة والرحمة والحب ضرورية في جميع مراحل الحياة ، وخصوصاً في مرحلة الحمل والرضاعة ، لأن الزوجة بحاجة إلى الاطمئنان والاستقرار العاطفي ؛ وأن ذلك له تأثير على الجنين وعلى الطفل في مرحلة الرضاع وعلى حياته كلها ·

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق